النظام السعودي يشن حملة اعتقالات جديدة ضد معارضيه
أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن النظام السعودي اعتقل في 15 أيار الجاري سبعة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، وذلك قبل أسابيع من بدء سريان قرار السماح للنساء بقيادة السيارات في 24 حزيران المقبل. وأوضحت المنظمة الحقوقية الدولية أن أسباب الاعتقال لم تتضح بعد، مشيرة إلى أن الناشطين المعتقلين، وبينهم نساء، تلقوا تحذيراً من الديوان الملكي بشأن الإدلاء بتصريحات إعلامية في يوم سريان القرار.
وذكرت وكالة أنباء النظام السعودي أسماء ثلاث نساء بين المعتقلين: لجين الهذلول وعزيزة يوسف وإيمان النفجان، وهن من اللواتي عارضن علنياً منع المرأة من قيادة السيارة فضلاً عن قوانين فرض وصاية الرجال على النساء، كما ذكرت أسماء ثلاثة رجال فقط هم إبراهيم عبد الرحمن المديميغ ومحمد فهد الربيعة وعبد العزيز المشعل.
من جانبها، وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية حملة الاعتقالات بأنها “حملة قمع قاسية”، فيما يترقب السعوديون بدء تنفيذ قرار رفع حظر قيادة المرأة للسيارة، وقالت: إن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان “قدّم نفسه بمظهر الإصلاحي المدافع عن المساواة بين المرأة والرجل، لكنه في الأيام الماضية اعتقل ناشطين يطالبون بالأمور نفسها”.
ونقلت “واشنطن بوست” عن الناشطة السعودية هلا الدوسري أن غالبية المعتقلات تلقيْن تحذيرات من السلطات بعدم الحديث عن حظر قيادة السيارة أو المشاركة في نشاطات عامة، فيما أعلنت رئاسة أمن النظام السعودي في بيان أن الموقوفين السبعة حاولوا “النيل من أمن واستقرار المملكة، وسلمها الاجتماعي، والمساس باللحمة الوطنية، وتواصلوا مع جهات خارجية في ما يدعم أنشطتهم”.
يذكر أن النظام السعودي المستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية يفرض قيوداً صارمة على حرية الرأي والتعبير، ويعاقب منتقديه بموجب قوانين استبدادية تعود إلى القرون الوسطى، تشمل الجلد وقطع الرأس والأطراف بالسيف، كما أنه ينتهك حقوق الإنسان على نطاق واسع وخاصة المرأة.
وحاول ولي عهد النظام محمد بن سلمان، منذ استيلائه وأبيه على السلطة، إظهار نفسه بمظهر المصلح بأمر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قرر السماح للمرأة بقيادة السيارة مع بعض الشروط، وأزال القيود عن فتح دور السينما، لكنه واصل حملة القمع ضد معارضيه، واعتقل عدداً كبيراً منهم، وزجهم في السجون دون محاكمات.