الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“الحكواتي” وجها مرافقا لليالي رمضان

 

 

إحدى الشخصيات التي ارتبط ظهورها مع شهر رمضان هي “الحكواتي” تلك المهنة القديمة قدم قصص مثل ألف ليلة وليلة، وعنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي عاشت في الذاكرة الشعبية ويحكيها الحكواتي على جمهوره المتلهف لسماع بطولات الشخصيات المعروفة.
تتميز شخصية الحكواتي التي أحبها الصغار والكبار بقدرته على القص، وإبقاء الجمهور في تشوق دائم لمعرفة وقائع القصة، فيحرص على أن تنتهي أحداث القصة كل ليلة بموقف متأزم، وأن يكون البطل في مأزق، حتى يحمس السامعين لسماع بقية الأحداث وكيفية تخليص البطل نفسه من المأزق في اليوم التالي.
يقوم الحكواتي بتجسيد شخصيات روايته وكلامهم بتحريك يديه والتلاعب بنبرات صوته، فهو لا يكتفي برواية القصة فحسب بل يؤديها بأدوار شخصياتها المختلفة والمتعددة، فكان وجهه يتخذ ملامح مختلفة حين تتغير الشخصية وطريقة جلوسه وتلفته وصوته، فيبدو مسكوناً بشخصيات القصة كلها بالإضافة إلى أن طريقة سرد القصص لها أسلوب يتمتع به، وفي الوقت نفسه كانت قصص الحكواتي وسيلة تثقيفية وتسلية أيضاً فقد كان لها دور كبير في غرس القيم والفضائل عن طريق الشخصيات والأحداث، وخاصة عند الشباب وتوجيههم بالاتجاه الصحيح وتكريس الصفات الإيجابية في نفوسهم مثل الصدق والشجاعة والأمانة.
عُرفت مهنة الحكواتي في بداية القرن التاسع عشر، وارتبطت بالمقاهي القديمة وفي وقتنا الحالي غدت شخصية تراثية وفلكلورية أكثر منها شعبية، يتحلق حوله الجمهور في الساحات العامة والمقاهي، ويكون للقص ميزة خاصة تطول في ليالي رمضان حيث يلاقي الناس آذان الفجر ومائدة السحور بمتعة وتشويق للاستماع، فكان الحكواتي وجهاً من الوجوه التي رافقت الليالي الرمضانية.
علا أحمد