“ليس كافياً”
لا شك أن جولات محافظ حلب التفقدية المتكررة والتي تكاد أن تكون يومية على الأحياء والمشاريع الخدمية الجاري تنفيذها، تشكل محطة على قدر كبير من الأهمية كمحفز لرفع مستوى الجاهزية ووتائر الإنجاز، كما تسهم في ضخ المزيد من الجهود للنهوض بواقع العمل والارتقاء بالأداء، وبالتالي لا بد من انعكاس ذلك إيجاباً على المردود والإنتاج، وعلى الواقع المعيشي والحياتي للمواطن على المستويين القريب والبعيد.
ومع أهمية هذا الدور الميداني والرقابي إن صح التعبير، لم يرتقِ الأداء في كثير من المفاصل وجبهات العمل إلى المستوى المطلوب، وبالتأكيد هناك أسباب ومبررات لتدني المردود، وهي ترتبط بآليات الإنفاق والدعم المالي غير المنتظمة، وبندرة اليد العاملة ونقص الإمكانات والآليات وغيرها من الأمور الفنية والتقنية، والتي لا تتناسب وتتماهى مع حجم العمل المطلوب إنجازه آنياً ومستقبلاً.
وهنا لا نقلل من أهمية ما تم إنجازه من مشاريع خدمية واقتصادية منذ تحرير حلب من الإرهاب حتى الآن، والتي أعادت للمدينة بعضاً من ألقها وحضورها وساهمت إلى حد ما في تحقيق الاستقرار المجتمعي والمعيشي، إلا أن ذلك لم يكن كافياً ولن يلبي الغرض بالنظر إلى الحاجة الماسة لتنفيذ مشاريع حيوية واستراتيجية من شأنها تعزيز عاملي التنمية والإنتاج، وهو ما ينبغي التركيز عليه خلال المرحلة الحالية، بإيجاد مخارج لمجمل المشكلات والصعوبات والإسراع بحل معضلة أسواق حلب القديمة والتي تعتبر ميزان المدينة ورئتها ومتنفسها التجاري والاقتصادي، بالإضافة إلى وضع الآليات التنفيذية الفورية لإعادة تأهيل المعامل والمنشآت الإنتاجية التابعة للقطاع العام، وتحسين واقع الشبكة الطرقية للمدينة والنهوض بالواقع السياحي وعلى وجه التحديد السياحة الشعبية والتوجه نحو التنمية الريفية وتعزيز دور الإنتاج الزراعي كداعم ورافع للعملية الإقتصادية.
وفِي السياق نجد من الأهمية بمكان إيجاد صيغ أفضل لتطبيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع وتطوير آلياته وبما يحقق الأهداف المرجوه على صعيد البحث العلمي والتنمية البشرية والتطبيقية والعملية وأن تكون التشاركية مع المجتمع بكل مكوناته ومؤسساته أكثر تأثيراً وفاعلية خاصة بما يتعلق بتعزيز قدرات ومهارات الخريجين وإيجاد فرص عمل حقيقية لهم ضمن دائرة اختصاصاتهم والانتقال ما أمكن من الحالة الأكاديمية والنظرية إلى الواقع العملي والميداني.
معن الغادري