دمشق وريفها تطويان صفحة الإرهاب.. الجيش: مصممون على مطاردة فلولهم وسحق تجمعاتهم
مع تحرير الغوطة والحجر الأسود ومخيم اليرموك على يد أبطال جيشنا تكون دمشق وريفها قد طوت صفحة الإرهاب إلى غير رجعة، والعين على بقية المناطق لتطهيرها واستعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من تراب الوطن الغالي.
القيادة العامة للجيش، أشارت إلى أهمية هذا الإنجاز لجهة ضمان أمن دمشق وريفها كاملاً، والقضاء على مصادر التهديد الإرهابي لملايين السكان فضلاً عن تهيئة البيئة المطلوبة لضمان القضاء على ما تبقى من إرهاب مسلح أينما وجد على الجغرافيا السورية، وأكدت أن جيشنا الباسل اليوم أكثر قوة وأشد بأساً وتصميماً على مطاردة ما تبقى من فلول الإرهاب وسحق تجمعاته أينما وجدت.
نبأ تحرير دمشق وريفها من التنظيمات التكفيرية، أثلج قلوب السوريين جميعاً، وسادت حالة من الفرح والاطمئنان شوارع مدينة دمشق بعد تخليص الأهالي من قذائف الحقد التي حصدت أرواح مئات الأبرياء، وعبّر عدد من المواطنين عن فرحتهم بدحر الإرهاب، وأشادوا ببطولات بواسل جيشنا، وترحموا على أرواح شهدائه التي كانت الجسر الذي تعبر عليه سورية إلى بر الأمان
وتمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي تم تطهيرها من الإرهاب عثرت الجهات المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة والأهالي في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم على معدات طبية وأسلحة وأجهزة اتصالات ومخارط وعدد من الآليات المسروقة، كما عثرت الجهات المختصة خلال تمشيطها بلدة كفرلاها في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي على أسلحة وذخيرة متنوعة وكميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة من مخلفات الإرهابيين.
في السياسة، وفيما أكدت إيران أن على القوات الأجنبية التي دخلت سورية بشكل غير شرعي ودون إذن الخروج منها، شدد رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش على أن سورية ستنتصر حتماً على الإرهاب رغم محاولات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأنظمة المرتبطة بها عرقلة هذه الانتصارات.
وفي التفاصيل، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة والقوات الرديفة والحليفة تطهير منطقة الحجر الأسود ومحيطها بالكامل بعد القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي تنظيم داعش بعد سلسلة عمليات عسكرية مركزة ومتتابعة انتهت بإحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وقبلها يلدا وببيلا وبيت سحم.
وأوضحت القيادة العامة للجيش أن تطهير منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك يتوج تطهير جميع بلدات الغوطتين الغربية والشرقية تماماً من رجس الإرهاب المسلح التكفيري بكل مسمياته وأشكاله وسحق تجمعاته التي كانت تنتشر في تلك المناطق، ولفتت إلى أن تطهير الغوطتين الغربية والشرقية من الإرهاب إنجاز مهم كونه أسفر عن القضاء التام على أشرس مكونات التنظيمات الإرهابية، وإثبات قدرة جيشنا الباسل على الحسم الناجز في مواجهة الإرهاب الممنهج والمدعوم من قوى إقليمية ودولية.
وأشارت القيادة العامة للجيش إلى أهمية هذا الإنجاز لجهة ضمان أمن دمشق وريفها كاملاً، والقضاء على مصادر التهديد الإرهابي لملايين السكان التي كانت تحاول تعطيل دورة الحياة الطبيعية، فضلاً عن تهيئة البيئة المطلوبة لضمان القضاء على ما تبقى من إرهاب مسلح أينما وجد على الجغرافيا السورية، وتابعت: إنه بالتوازي مع إعلان دمشق وما حولها وريفها وبلداتها مناطق آمنة بالكامل وعصية على الإرهاب ورعاته تؤكد أن جيشنا الباسل اليوم أكثر قوة وأشد بأساً وتصميماً على مطاردة ما تبقى من فلول الإرهاب وسحق تجمعاته أينما وجدت على امتداد تراب الوطن.
وختمت القيادة العامة للجيش بالتأكيد على أن القضاء التام على الإرهاب قرار سوري صرف لا رجعة عنه مهما بلغت التضحيات، وسيبقى الجيش العربي السوري عنوان الرجولة والبطولة والوطنية، ولن تتوقف عجلة الحسم الميداني حتى يتم تطهير كل التراب السوري من رجس الإرهاب بغض النظر عن المحاولات اليائسة التي يلجأ إليها رعاته وداعموه لإطالة أمده.
وبعد إعلان دمشق وريفها خالية من الإرهاب عبّر عدد من المواطنين عن ثقتهم بالجيش العربي السوري وفرحهم بالخبر العظيم، مترحمين على أرواح الشهداء الأبرار الذين كانت تضحياتهم جسراً عبرت عليه سورية إلى الأمن والسلام.
أحمد الشهابي، عبّر عما يختلج صدره بعد إعادة الأمن والأمان إلى دمشق وريفها، قائلاً: هذا الخبر يبعث الأمل بتطهير سورية قطعة قطعة وشبراً شبراً من أيدي الإرهابيين والعصابات المسلحة الإجرامية، متمنياً أن يعود إلى منزله في مخيم اليرموك الذي كان عنواناً للصمود السوري والفلسطيني قبل أن يدخله الإرهاب.
هديل عبد الحي، طالبة في قسم الرياضيات بجامعة دمشق، أشارت إلى مشاعر السعادة التي انتابتها والفرحة الكبيرة من وقع هذا الخبر، مؤكدة أن ذلك يجعلها تذهب أينما تريد، وتمشي في جميع الشوارع وإلى الجامعة، وتعود إلى بيتها بلا خوف، متمنية عودة الأمن والأمان إلى سورية وعودة كل مهجر إلى بيته.
سامر مدرب ولاعب كرة قدم وأستاذ في مدرسة خاصة، لفت إلى أن هذا الانتصار سينعكس إيجاباً على كل النواحي وخاصة الرياضية والاجتماعية، مستذكراً ملعب الحجر الأسود وروعته وذكرياته مع رفاقه اللاعبين، بينما عبّرت فتون مدرّسة بعدما وجهت التحية لأبطال الجيش العربي السوري عن الفخر والاعتزاز بالنصر راجية الله عودة الأمان إلى كل شبر في الوطن الذي يتسع للجميع ما فيه زعل ولا كره.. نحب بعضنا البعض ويدوم الاستقرار والأمان، وتعم المحبة بين الشعب، ونبقى يداً وحدة مثل ما كنا.
وبكلمات يملؤها فرح عودة الأمن والاستقرار لدمشق وريفها عبّر أبو جهاد سائق سيارة الأجرة عن سعادته بتطهير دمشق وريفها من الإرهاب، موجهاً التحية لبواسل الجيش العربي السوري والقوى الرديفة الذين قدموا التضحيات في سبيل تحقيق هذا الإنجاز.
في الأثناء وخلال تمشيط بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم عثرت الجهات المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة والأهالي على مخازن ومستودعات للذخيرة والأسلحة والقذائف التي كان الإرهابيون يستخدمونها لاستهداف الأحياء الآمنة، إضافة إلى عدد من السيارات المسروقة من المواطنين. وتتضمن الأسلحة المضبوطة قذائف صاروخية محلية الصنع وقذائف هاون من عيار 120 مم و60 مم وقذائف عيار 82 مم وقذائف “ار بي جي” ورامي قنابل وقنابل هجومية وأجهزة إشارة واتصال كان الإرهابيون يستخدمونها للتواصل فيما بينهم، إضافة إلى كمية كبيرة من الأسمدة التي تدخل في صناعة المواد المتفجرة والعديد من اسطوانات الإطفاء المعدة للتفخيخ، حيث تم تصميمها على شكل عبوات ناسفة.
ومن بين الأسلحة بنادق آلية ورشاشات، بعضها غربي الصنع، ما يدل على الدعم الخارجي الذي كان يتلقاه الإرهابيون في هذه البلدات، حيث تم العثور أيضاً على معدات صناعية تستخدم لتصنيع الذخائر والقذائف من بينها مخارط للفرز ولتصنيع القذائف أغلبها حديث وميكانيكي وآلات قص ومحركات توليد الكهرباء لتشغيل المعدات، إضافة إلى معدات لحفر الأنفاق.
كما تم خلال تمشيط البلدات الثلاث ضبط تجهيزات طبية كاملة مسروقة كان الإرهابيون يعالجون من خلالها مصابيهم في مشافيهم الميدانية، وتتضمن هذه التجهيزات أجهزة إجراء عمليات جراحية وإسعافية وتعقيم وأجهزة تصوير أشعة وايكو وفحص الدم ومخابر.
وخلال عملية التمشيط المتواصلة لريف حمص الشمالي لتطهيره وتأمينه بشكل كامل تم العثور في بلدة كفرلاها على مقر لإرهابيي أحرار الشام يحتوي عبوات ناسفة ومدافع هاون وذخيرة وعلى سجن بداخله أدوات للتعذيب.
كما عثرت الجهات المختصة بناء على معلومات من الأهالي على عدد كبير من العبوات الناسفة ومدافع هاون متعددة الأنواع ومدافع جهنم وقذائف مضادة للدروع وقذائف “بي ام بي” وقواعد رشاشات ومواد تستخدم في تصينع المتفجرات والمواد السامة وأقنعة واقية من المواد الكيميائية.
هذا وتسير أعمال التمشيط بوتيرة عالية في بلدة كفرلاها وجميع قرى ومدن وبلدات الريف الشمالي بهدف تأمين المنطقة بشكل كامل، وبالتالي عودة المدنيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية بعيداً عن أي خطر قد يهدد حياتهم.
سياسياً، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس على أن وجود المستشارين الإيرانيين في سورية كان بدعوة من الحكومة الشرعية فيها، والهدف الرئيسي منه المشاركة في جهود محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن على أولئك الذين دخلوا سورية دون دعوة واستئذان من الحكومة الشرعية ودنسوا ترابها الرحيل.
إلى ذلك أكد رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش أن سورية ستنتصر حتماً على الإرهاب رغم محاولات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأنظمة المرتبطة بها في المنطقة في تركيا والسعودية إلى جانب “إسرائيل” عرقلة هذه الانتصارات، ونوه بالنجاحات والانتصارات المتواصلة التي يحققها الجيش العربي السوري في كفاحه ضد الإرهاب وتحريره لمناطق جديدة، مشدداً على أن إرادة الجيش والشعب في سورية تنتصر الآن على المؤامرات والإرهاب.
وانتقد غروسبيتش تستر وسائل الإعلام الغربية على الدعم الذي يقدمه كيان الاحتلال الإسرائيلي للتنظيمات الإرهابية في سورية، وصمتها كذلك عن التعاون القائم بين هذا الكيان ونظام القرون الوسطى في السعودية لدعم الإرهاب بمباركة أميركية، مبيناً أن نظام بني سعود يمثل تهديداً أمنياً حقيقياً لأوروبا، وشدد على أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ونظامي بني سعود ورجب طيب أردوغان يتحملون المسؤولية الرئيسية عن تخريب منطقة الشرق الأوسط وزرع بذور الإرهاب وتنميته فيها.
من جهة ثانية كشف تقرير أصدرته مجموعة فونكة الإعلامية الألمانية أن نحو 500 ألماني انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق على مدى السنوات الماضية.
ونقل التقرير عن السلطات الأمنية الألمانية قولها: إن عدد حالات السفر إلى مناطق الحروب في الشرق الأوسط وتحديداً في سورية والعراق استمر في الارتفاع، ولكن على نحو أبطأ مما تم رصده قبل عامين، وأشار إلى أن عشرات من هؤلاء الألمان الذين توجهوا إلى سورية والعراق ألقي القبض عليهم، ويقبعون في السجون حالياً، لافتاً إلى أن كثيرين آخرين من بينهم نساء وأطفال عادوا إلى ألمانيا.
وتشهد الدول الأوروبية حالة استنفار أمني تحسباً لوقوع هجمات إرهابية، وذلك بعد تجاهل مسؤولي هذه الدول التحذيرات المتكررة من مغبة دعم الإرهاب في سورية والمنطقة، ومن ارتداد هذا الإرهاب على داعميه.