رماية من دون رام!!
لا يختلف أحد على أن لعبة الرماية باتت من المنسيات، لاسيما رماية الأطباق، لأسباب عدة في غير الوارد ذكرها الآن، وخير دليل ما حدث في بطولة دمشق لرماية الأطباق (تراب وسكيت) التي اختتمت مؤخراً في نادي الرماية، وشارك فيها رماة من دمشق والسويداء، فالأمر المحزن في الموضوع أن الرماة شاركوا بالبطولة على نفقتهم الخاصة بسبب التكلفة المادية العالية لمثل هذه اللعبة.
ويبدو أن اتحاد الرماية غير قادر على تأمين الخرطوش المناسب لهذه الرياضة، وبالتالي فإن استمر الوضع على ما هو عليه، فإننا سنشهد خلال الفترة المقبلة اندثاراً للعبة، خاصة أن الاتحاد الدولي للرماية عمم على الاتحادات الوطنية التعليمات الجديدة، والتعديلات التي طرأت عليها.
وإذا ما عدنا بالذاكرة قليلاً للوراء لوجدنا أن رمايتنا عانت الكثير من الصعوبات، منها قلة المعسكرات التدريبية والمشاركات الخارجية، إضافة لاعتمادها على الجيل القديم من اللاعبين واللاعبات، وقلة التجهيزات، وخروج معظم حقول الرمي التي تدمرت بفعل الإرهاب، إضافة إلى العقوبات التي فرضت عليها رياضياً من قبل اتحاد اللجان الأولمبية العربية التي جاءت بقرار سياسي لا رياضي، ولكن هذا لا يشفع للاتحاد تقصيره تجاه اللاعبين واللعبة الذين يعدون على الأصابع، ورغم التفاؤل بطروحات المؤتمر السنوي للعبة الذي انعقد نهاية العام الماضي، والتي قدمت لتطوير اللعبة، إلا أن كل ما طرح ذهب أدراج الرياح، وحتى الآن لم يتم تنفيذ أو تطبيق كل ما تمت الموافقة عليه بالإجماع.
ولعل البطولة التي أسلفنا ذكرها دليل على أن اللعبة لا توجد فيها أية وجوه أو مواهب جديدة، فمثلاً في بطولة رماية التراب الأسماء هي نفسها ولم نشهد أسماء جديدة، كذلك الأمر في رماية السكيت، فلم يتغير البطل، وحافظ فريد خربوطلي على مكانته الأولى بين كافة اللاعبين المشاركين، وهذا دليل واضح على ضعف القاعدة بالنسبة للعبة، وغياب التطوير.
وآخر القول: إن اللعبة بالضعف الذي تشهده، ومع غياب التمويل، لا يمكن لها أن تتطور، فالجميع مطالب بالوقوف إلى جانبها ودعمها كي تعود لسابق عهدها.
عماد درويش