طهران: لا يمكن لأحد فرض مطالبه علينا.. وتصريحات بومبيو لا قيمة لها
ردت طهران على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مؤكدة أنها خارجة عن كل القيم والمبادئ الدبلوماسية، وقال النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري: إنه ينبغي التحدّث مع إيران انطلاقاً من تاريخها العريق وحضارتها الواسعة بكل أدب ومنطق، وبما يليق بها، وليس بلغة التهديد، وأضاف، في تغريدة له على تويتر أمس: بومبيو يفصله عن زماننا أربعون عاماً، وعليه أن يعلم جيداً أن الشعب الإيراني قام بالثورة منذ أربعين عاماً كي لا يتمكن أحد أن يفرض عليه مطالبه، فيما قال المساعد السياسي لمكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية مجيد تخت روانجي: إن تصريحات بومبيو تثبت عزلة أميركا عن العالم والمجتمع الدولي، وهي لم تحمل شيئاً جديداً من حيث الفحوى والمضمون، وتأتي استمراراً لعداء أمريكا لإيران. وأشار روانجي إلى أن تصريحات بومبيو جاءت متجردة عن الأدب والعرف الدولي، وتوضح حالة التوهم التي يعيشها الساسة الأمريكيون.
وكان بومبيو واصل إطلاق التهديدات ضد إيران، متوعداً بفرض عقوبات جديدة عليها مع ضغوط مالية غير مسبوقة، داعياً إياها إلى مفاوضات حول اتفاق نووي جديد بشروط، فيما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن تصريحاته مؤشر على عجز المسؤولين الأميركيين وتخلفهم في التحليل وإحباطهم أمام الشعب الإيراني.
في سياق متصل ندد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني بتصريحات بومبيو حول إيران، واصفاً إياها بـ العبثية.
وأوضح، خلال اجتماع مجلس الشورى، أن تصريحات بومبيو وتهديداته لإيران لا تستحق الرد، فيما أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أن أميركا وعملاءها حاولوا إضعاف إيران على مدار العقود الأربعة الماضية، إلا أنهم فشلوا في تحقيق مآربهم.
من جهته أكد القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل كوثري أن الشعب الإيراني يقف بقوة وصفاً واحداً أمام تهديدات الأميركيين، وأوضح حول تصريحات بومبيو أن أميركا هي من أوجدت الإرهاب في المنطقة، كما أن تنظيم القاعدة هو من صنع أميركا والكيان الإسرائيلي، لافتاً إلى أن العالم بأسره يعلم دور الحرس الثوري في محاربة الإرهاب، كما أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن الأوروبيين أمام امتحان تاريخي، ومن غير المعقول أن يبقى بلد كأمريكا مسيطراً، ويفرض سياساته الاستكبارية على دول العالم.
وقال بروجردي في تصريح له رداً على بيان مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بشأن الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران من قبل الأوروبيين: إن البيانات والوثائق لا قيمة لها بالنسبة لنا، خاصة بعدما تصرفت أمريكا بذلك الشكل تجاه الاتفاق النووي.
وأضاف: إن المهم بالنسبة لنا هو الإجراءات العملية والضمانات التي يجب أن نأخذها أثناء المباحثات مع الأوروبيين الذين عليهم أن يثبتوا أنهم قادرون على الدفاع عن مصالحهم وأمنهم القومي، ولفت إلى أن إصدار بيان سياسي من قبل الأوروبيين ليس كافياً، مبيناً في ذات الوقت أن المباحثات معهم حول الاتفاق النووي تأتي من أجل إتمام الحجة عليهم، وسد باب الذرائع.
دولياً أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف الروسية أن الاتفاق النووي مع إيران مازال قائماً، مشيراً إلى أن انسحاب واشنطن منه ترك تداعيات سلبية، وأضاف: إن موسكو وطهران والدول الأوروبية أكدوا التزامهم بخطة العمل الشاملة المشتركة، وعزمهم على الاستمرار في الحفاظ على هذا الالتزام، مضيفاً: إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي خرجت من الاتفاق، لذا من المهم أن نسأل كيف تنظر طهران إلى ذلك مع أن الاتفاق لا يزال قائماً.