وزيرة أمريكية تحذّر من مغبة أي حرب مع روسيا
تبنّى مجلس النواب الروسي، أمس، قانوناً يجيز للحكومة الروسية الردّ على العقوبات الأمريكية التي تفرض ضد روسيا، في خطوة تفتح الباب لاتخاذ تدابير مختلفة ضد الخطوات الأمريكية غير الودية.
وقدّم مشروع القانون الذي يحمل اسم “مواجهة الإجراءات غير الودية للولايات المتحدة والدول الأخرى” إلى مجلس النواب الروسي “الدوما” في 13 نيسان الماضي، وجاء ذلك بمبادرة من مجموعة من النواب الروس بقيادة رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين.
ويأتي ذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد قطاع الأعمال الروسي، تضمّنت إجراءات ضد أفراد وشركات روسية، منها عملاق الألمنيوم الروسي “روسال”.
ويخوّل القانون الحكومة الروسية فرض إجراءات جوابية ضد العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة وحلفائها، ولكن بعد تصديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عليها.
ويتيح القانون اتخاذ تدابير مختلفة، لكنه يحظر فرض قيود على السلع الحيوية، التي لا تنتج في روسيا، أو في دول أخرى، كذلك يحظر تطبيق قيود على السلع التي يجلبها المواطن الروسي إلى البلاد بهدف الاستخدام الشخصي.
من جانب آخر، حذّرت وزيرة القوات الجوية الأمريكية هيذر ويلسون من أنه نتيجة لتفوق الدفاع الجوي الروسي والصيني، فإنه سيتم إسقاط أحدث طائرات القيادة، والتحكم في الأسطول الأمريكي في حال اندلاع حرب، وبالتالي ترك الولايات المتحدة عمياء في ساحة المعركة.
ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية الأسبوعية عن ويلسون قولها في كلمة ألقتها أمام لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الدفاع: حتى مع إجراء تحديثات لطائرات نظام الرادار الهجومي والاستطلاعي “جيه ستارز”، فإنها ستكون هدفاً سهلاً جداً أمام التكنولوجيا الروسية والصينية.
وأوضحت ويلسون أن الطائرات الأمريكية المزودة بأنظمة الرادار “جيه ستارز” ستكون غير فعّالة أمام الدفاعات الروسية والصينية في حال نشوب حرب، مشيرة إلى أن مدى تحليق صواريخ أرض جو الروسية والصينية أكبر وأطول، وبالتالي سيتم إسقاط الطائرة في اليوم الأول من النزاع.
وحذّرت ويلسون من أن تحديث نظام “جيه ستارز” سيكون مكلفاً جداً، وسيتطلب نحو سبعة مليارات دولار، وهو مبلغ يفوق ما تم اقتراحه ضمن الميزانية.
بدورها أشارت المجلة إلى أن العسكريين الأمريكيين يعرفون قدرة الروس والصينيين بشكل جيد، موضحة أن أنظمة “إس 400” الصاروخية الروسية تعدّ أكثر الأنظمة فعالية، وأن روسيا بدأت عملها على تطوير نظام “إس 500” الذي يمكنه إصابة الأهداف على مدار الأرض، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “ناتو” العمل بسرعة، لأن هذا السلاح سيزيد من مدى الطيران المضاد لدى روسيا.
ولفتت نيوزويك إلى أن أحدث طائرات الجيل الخامس في الولايات المتحدة فقط مثل طائرات “اف 22 رابتور” وطائرات “اف35 لايتنينغ” ستكون قادرة على منافسة هذا السلاح.
من جهته، طمأن نائب رئيس لجنة الدفاع في الدوما ألكسندر شيرين الأمريكيين بأن الأسلحة التي توضع في الخدمة تعمل بدقة عالية، وذلك تعليقاً على مزاعم أمريكية عن فشل إطلاق صواريخ روسية.
وقال النائب شيرين لوكالة نوفوستي: الفشل جزء لا يتجزأ من الاختبارات أثناء صنع الأسلحة، وعموماً، الشيء الرئيسي هو أن ما تم تفعيله، ووضع في الخدمة في حالة تأهب، سيعمل بكل تأكيد.
وكانت قناة “CNBC” الأمريكية، قد نشرت تقريراً نقلاً عن مصادر الاستخبارات الأمريكية، زعم أن جميع الاختبارات التي أجرتها روسيا على صاروخ كروز الذي يعمل بالطاقة النووية، من تشرين الثاني 2017 إلى شباط 2018، لم تكلل بالنجاح، إلا أن هذه القناة أكدت في الوقت نفسه، أن هناك تطوراً روسياً آخر طرأ في مجال التسلح، يتمثل بإجراء اختبار ناجح على صاروخ روسي أسرع من الصوت، يحمل رأساً نووياً، لا تملك الولايات المتحدة في الوقت الحالي مثيلاً له، ولا سلاحاً قادراً على التصدي له.
وقال شيرين رداً على ذلك: “من أجل ذلك يتم إجراء الاختبارات، فعند عدم النجاح، يصار إلى إجراء التعديلات التي يتم استنباطها من هذه الاختبارات الفاشلة”، وأشار إلى أن بريطانيا على سبيل المثال حاولت مراراً وتكراراً في وقت سابق تنفيذ عمليات إطلاق، ولكنها كانت غير ناجحة.
وخلص النائب الروسي إلى القول: “الشيء الأكثر أهمية هو أن أنواع الأسلحة التي تم تشغيلها بالفعل، ووضعت في الخدمة في حالة تأهب حتى تعمل لحظة الحاجة لتشغيلها، ستعمل بكل تأكيد، ولن تدع الأمريكيين يشعرون بالقلق من تلكّئها أو تأخرها”.