بوتين يبحث وماكرون آفاق التسوية روسيا: الجيش السوري قضى على أهم قنوات تمويل الإرهاب
أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون سيبحثان في سان بطرسبورغ في 24 و25 أيار الجاري آفاق التسوية في سورية. وفيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن هناك من يعمل على تقويض عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن دعوة الدول الغربية لعقد جلسة خاصة للمنظمة هي مغامرة ضد روسيا ومناهضة لسورية، شدد نائب مدير دائرة التحديات والتهديدات الجديدة في وزارة الخارجية الروسية ديميتري فيوكتيستوف أن عمليات مكافحة الإرهاب الناجحة التي قام بها الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الجوفضائية الروسية قضت على أهم قنوات تمويل التنظيمات الإرهابية بما فيها “داعش”.
وفي التفاصيل، قال أوشاكوف للصحفيين: إن بوتين وماكرون سيتبادلان الآراء خلال اللقاء الذي سيجري على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي حول القضايا الدولية والإقليمية الملحة بما في ذلك الوضع في جنوب شرق أوكرانيا، وآفاق التسوية في سورية وليبيا، وقضية التسوية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المحادثات ستبدأ في محيط ضيق، وقد تكون بصيغة “وجهاً لوجه”، في حين سينضم بعد ذلك بقية أعضاء الوفدين للمحادثات، حيث سيتم التوقيع على سلسلة من وثائق التعاون بين روسيا وفرنسا.
في الأثناء قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس: ندرك جيداً حقيقة أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وانضمت إليهما فرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا قد بدؤوا مغامرة أخرى في مناهضة سورية، وفي الواقع ضد روسيا أيضاً على حساب سلامة اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ومكانة المنظمة الدولية المختصة، وهي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأشارت إلى أن عقد جلسة خاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تم مرة واحدة فقط في عام 2002، وجرى ذلك بناء على دعوة الولايات المتحدة نفسها وحلفائها لإقالة المدير العام للأمانة الفنية للمنظمة البرازيلي خوسيه بستاني من منصبه، كونه غير مرغوب به من قبل واشنطن.
من جهة ثانية أكد نائب مدير دائرة التحديات والتهديدات الجديدة في وزارة الخارجية الروسية ديميتري فيوكتيستوف للصحفيين في نيويورك أن الانخفاض الكبير في موارد تنظيم داعش الإرهابي المالية، والقضاء على قنوات الإرهابيين للإتجار بالنفط والغاز يؤكد نجاح عمليات مكافحة الإرهاب في سورية، مشيراً إلى أن بعض البلدان مازالت تمول تنظيم داعش الإرهابي حتى الآن.
وتعتبر الأنظمة الخليجية، وعلى رأسها السعودية من الداعمين الأساسيين لتنظيم داعش الإرهابي، حيث دأبت منذ بداية الأزمة على تزويده بالأسلحة والأموال، فيما عملت وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي ايه، والنظام التركي على إنشاء معسكرات تدريب لإرهابييه، وتسهيل تسللهم إلى سورية.
إلى ذلك اعتبر فيوكتيستوف أن التحقيق في تورط شركة لافارج الفرنسية في تمويل تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين يتطلب رد فعل من المنظمات الدولية ذات الصلة، مشدداً على أنه إذا كانت البيانات المتعلقة بشراء الشركة للنفط والغاز من التنظيمات الإرهابية وبيع الإسمنت لها صحيحة، فسيكون ذلك انتهاكاً صارخاً كبيراً لقرارات مجلس الأمن الدولي.
في غضون ذلك أدان برلمانيون من روسيا وأوكرانيا المحاولات المتواصلة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها للتدخل في شؤون سورية الداخلية، وأكدوا ضرورة أن يرسم السوريون بأنفسهم مستقبل بلدهم.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أمس قال عضو مجلس الدوما الروسي سيرغي شارغونوف: إن مستقبل سورية يجب أن يرسمه السوريون بأنفسهم من خلال حوار سياسي دون أي إملاءات خارجية، ولفت إلى أن الدولة السورية أنجزت قسماً كبيراً من مهمتها الأساسية في محاربة الإرهاب، وتمكنت بمساعدة الحلفاء والأصدقاء من دحر التنظيمات الإرهابية التي تكالبت على سورية، فيما نلاحظ موقف الولايات المتحدة الرافض للتعاون في العمل على توفير المقدمات الموضوعية للعملية السياسية في سورية ولضمان الحوار بين مختلف القوى السياسية فيها.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر البرلماني الأوكراني السابق فلاديمير آولينيك أن أمريكا تريد أن تبقى الفوضى في سورية، وهذا ما شجعت عليه في أوكرانيا وسورية، مبيناً أن القيادة الأوكرانية سلمت سيادتها للغرب، أما سورية فقد رفضت سلب إرادتها، وقاومت كل الخطط التي رسمها الغرب بقيادة الولايات المتحدة لها، وانتصرت عليها، وأوضح أن واشنطن وحلفاءها يعيقون العملية السياسية في سورية، ويدعمون الإرهابيين الذين ترعاهم مع حلفائها لإفشال كل حل سياسي يمكن أن يضع حداً للإرهاب والفوضى، ويسهم في عودة الحياة الطبيعية إلى البلاد.
بدوره قال الخبير الروسي أرمين غاسباريان: إن هدف الولايات المتحدة بمقاطعة المحادثات السورية السورية مؤخراً في أستانا، والخروج من الاتفاق النووي مع إيران واضح وجلي، لأنها لا تريد أن ترى سورية واحدة موحدة كي تتمكن من نهب الثروات الطبيعية منها، وسرقة كل ما يمكن سرقته بحرية كاملة، ولفت إلى أن الشعب السوري كان وسيبقى حراً مستقلاً سيداً على أرضه وحامياً لتاريخه، ومن حق سورية أن تحمي استقلالها ووحدة أراضيها مهما كان موقف الولايات المتحدة.
وفي طهران أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون العسكرية اللواء رحيم صفوي أن وجود القوات الأمريكية في سورية هو عمل عدواني، لأنه جاء دون إذن أو طلب من الحكومة السورية، وأشار إلى أن السياسة الخارجية لإيران تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وقال: إن وجودنا في العراق وسورية جاء بطلب رسمي تقدمت به حكومتا البلدين لتقديم استشارات عسكرية فحسب، ورأى أن الولايات المتحدة الأمريكية آخذة بالأفول والزوال، ولم تعد القوة العظمى في العالم، لأن العالم بدأ يتحول إلى عالم متعدد الأقطاب.