الصفحة الاولىصحيفة البعث

مشاورات مكثّفة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة سورية تهنّئ العراق بنجاح الانتخابات البرلمانية: تعزيز الوحدة الوطنية

أعربت سورية عن خالص التهاني للعراق الشقيق بنجاح العملية الانتخابية، وجددت التعبير عن الأمل بأن تؤدي نتائج الانتخابات إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وتلبية طموحات الشعب العراقي الشقيق، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي الحالي، حيدر العبادي، عن تطابق شبه كامل في وجهات النظر مع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، حول تشكيل الحكومة القادمة في العراق.
وقال العبادي، في مؤتمر صحفي أسبوعي، تعليقاً على التحالفات المرتقبة: “عقدنا عدة اجتماعات مع قادة الكتل السياسية والمسؤولين في الدولة العراقية، والتقينا بالسيد الصدر، وكان هناك تطابق في وجهات النظر فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة القادمة والتي يجب أن تكون قوية ومدعومة وجامعة وبعيدة عن المحاصصة”.
وأشار العبادي إلى أن التطابق في الآراء مع الصدر كان “شبه كامل”، مشدداً على أن الطرفين أكدا أن الحكومة الجديدة يجب أن “تتمكّن من التصدي لجميع المسائل الأساسية للبلد، وتكون مدعومة”، واتفقا على ضرورة أن تتكوّن من التكنوقراط، وأضاف: “العالم ينظر إلى العراق اليوم نظرة جديدة، وعلينا أن نجعل الانتخابات الأخيرة دعماً للعراق في أن يتقدّم لا أن يتراجع، والعراق يخطو خطوات كبيرة في عودته بقوة إلى وضعه الطبيعي”، واعتبر أن “الخلاف سيساهم في عرقلة تقدّم العراق، والاتفاق السريع سيجعله يتقدّم سريعاً”.
وكانت الانتخابات البرلمانية العراقية جرت في الثاني عشر من الشهر الجاري لاختيار أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 328 نائباً، وفازت كتلة سائرون التي يتزعمها الصدر بالمركز الأول بحصولها على 54 مقعداً، وجاءت كتلة الفتح بزعامة هادي العامري في المركز الثاني بـ 47 مقعداً، فيما حل ائتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي في المركز الثالث بـ 42 مقعداً في مجلس النواب.
كما دعا العبادي “الكتل السياسية إلى الالتزام بالجدول الدستوري لانعقاد مجلس النواب وتشكيل الحكومة”، وأعرب عن أمله “في أن تكون فترة تشكيل الحكومة الجديدة أقصر من الفترة الدستورية المحددة”.
من جانبه، أكد مسؤول المكتب السياسي للسيد الصدر، ضياء الأسدي، “أن كتلة “سائرون” حصلت على الأصوات التي كانت تتوقّعها، وذلك بسبب إدراك الشعب ألا تغيّير حصل خلال 4 سنوات”.
وأضاف: إن “الجماهير عاقبت الكتل السياسية التي كانت فاعلة في الحكومات السابقة”، وشددّ على أن “التيار الصدري وشركاءه لن يخضعوا لرغبات أميركية”، وأضاف: إن “بيننا وبين إيران علاقات ثابتة”، وأكد أننا “لن نخضع لأية إرادة خارجية سواء كانت أميركية أو غيرها”، مشيراً إلى أن “الوجود الأميركي في العراق وجود مرفوض خارج التمثيل الدبلوماسي”.
وذكر مسؤول المكتب السياسي للسيد الصدر أن هناك سخطاً على الحالة السياسية في العراق، وقد ترجم ذلك بالعزوف عن الانتخابات، مشيراً إلى أن “أي شكل من أشكال التحالفات التي يتمّ الحديث عنها لا تتجاوز التمنيات”. وفي وقت أوضح فيه أن مطالبة الصدر بانسحاب الرئيس العبادي من حزب الدعوة كان سابقاً للانتخابات، قال في الوقت نفسه: “لا أستبعد أن يكون السيد الصدر طلب انسحاب الرئيس العبادي من حزب الدعوة مجدداً في اللقاء الأخير”.
وإذ أكد أنه “ليس هناك أي فيتو على أية شخصية من تكتل الفتح أو غيره،  أوضح “أننا منفتحون على تحالف مع دولة القانون، ولكن هناك فرقاً بين التحالف وبين الشخصيات السياسية فيه”، وأشار إلى أن السيد الصدر ليس لديه هدف الوصول إلى السلطة، مضيفاً: إن “تحالف سائرون والتحالفات معه هدفهم بناء دولة لا الوصول إلى السلطة”، مذكّراً أن “العراق تحمّل ضغوطاً كثيرة منها الاحتلال الأميركي وداعش بالإضافة إلى فشل الحكومات المتعاقبة”، كما أوضح أنه “لا علاقة للانتماء السياسي لشخص رئيس الحكومة بأدائه في إدارة الحكومة”.