الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو: سورية وحدها تختار من يساعدها في الحرب على الإرهاب

بمشاركة دول عدة، بينها سورية، إضافة إلى نخبة من السياسيين والاقتصاديين، انطلقت في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، أمس، فعاليات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي لبحث مشكلات الاقتصاد العالمي وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن سورية دولة ذات سيادة وهي المخوّلة باختيار الطرف الذي يساعدها في حربها على الإرهاب.

وقال بوغدانوف للصحفيين، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى رداً على سؤال بشأن وجود قوات أجنبية على الأراضي السورية، “سورية دولة ذات سيادة ولها قيادتها الشرعية وهي التي تختار الطرف الذي يساعدها في الحرب على الإرهاب ونوع هذه المساعدة”، مضيفاً: “إن نجاحات عديدة تحققت في مكافحة الإرهاب سواء في دمشق أو حلب وغيرها وشهد الوضع الأمني في سورية تحسناً ملحوظاً لكن مهمة محاربة الإرهاب في البلاد لم تنجز بعد بشكل كامل”، وشدد على أن المسألة الأكثر أهمية هي تركيز جميع القوى من أجل القضاء التام على التهديد الإرهابي.

ولفت نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن موعد انعقاد الاجتماع رفيع المستوى حول سورية في سوتشي لم يتمّ تحديده بعد، وأضاف: “لم يتمّ تحديد التواريخ بعد بشكل نهائي لكن العملية جارية والشيء الرئيسي هو أننا نعمل في هذه الأيام بنشاط مع جميع الأطراف المعنية في هذه العملية.. والاتفاق حول الموعد الأنسب سيتم قريباً”، وأشار إلى أن الشيء الرئيسي هو أن العملية مستمرة وناجحة جداً وديناميكية، ولكن لا يزال هناك العديد من القضايا حول الأهداف المشتركة للمشاركين في هذه العملية.

وكانت الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا، أصدرت في ختام اجتماع استانا التاسع في الـ 15 من الشهر الجاري بياناً اعلنت فيه عن عقد لقاء دولي عالي المستوى حول سورية في تموز المقبل في مدينة سوتشي الروسية، وأكدت الالتزام الثابت بسيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها، ودعت الجميع إلى تجنب أي خطوات من شأنها المساس بهذه المبادئ وتقويض إنجازات صيغة أستانا، وأعربت عن استعدادها لمواصلة الجهود المشتركة لدفع العملية السياسية في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 عبر دعم تنفيذ توصيات مؤتمر الحوار الوطني السوري-السوري الذي عقد قبل اشهر في سوتشي.

إلى ذلك قال بوغدانوف: “إن الحكومة السورية يمكن أن ترسل أسماء مرشحيها للجنة مناقشة الدستور” المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، مضيفاً: “نحن ننتظر ذلك، وأعتقد أنه سيتم ربما خلال اليومين القادمين”، ومعتبراً أنه “سيكون من المنطقي بعد القيام بهذه المهمة إجراء انتخابات في سورية”.

يذكر أن منتدى بطرسبورغ هذا العام بنسخته الـ 22 يعقد تحت شعار “بناء اقتصاد الثقة”، ويستمر حتى الـ 26 من الشهر الجاري، ويشارك فيه نحو 15 ألف شخص من دول مختلفة، وتشمل أعماله أكثر من 90 فعالية.

ويمثّل سورية في المنتدى وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل، فيما يشارك في فعالياته وفد من اتحاد غرف التجارة السورية وعدد من أعضاء مجلس الشعب وعدد من رجال الأعمال السوريين، إضافة إلى سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد.

وفي تصريح لمراسل سانا في موسكو قال الدكتور الخليل: إن هذه المشاركة تأتي لاستمرار التواصل مع الجانب الروسي بما في ذلك الشركات الروسية ورجال الأعمال الروس في جميع القطاعات ولا سيما في هذه المرحلة التي تمر بها سورية الآن في ظل إعادة إعمار ما دمّره الإرهاب، وأضاف: إن هذا المنتدى يشكّل فرصة للتواصل أيضاً على المستوى الرسمي مع وفود الدول الصديقة المشاركة في أعماله، موضحاً أن أهمية الدورة الـ22 لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي تكمن في التصدي للنزاعات الحمائية وما يترتب عليها من آثار سلبية على الاقتصاد العالمي، لذلك يأتي المنتدى لهذا العام تحت عنوان “بناء اقتصاد الثقة” هدفه تحقيق نمو اقتصادي حقيقي ومستدام.

ومن المقرر أن يعقد الخليل مجموعة من اللقاءات على هامش اعمال المنتدى مع شركات ورجال أعمال من روسيا الاتحادية ومن بعض الدول الصديقة الأخرى.

ويعد المنتدى حدثاً دولياً فريداً من نوعه في عالم الاقتصاد والأعمال حيث يلتقى فيه قادة القوى السياسية والاقتصادية، ويشارك فيه بشكل سنوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويحضره هذا العام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إضافة إلى مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

ويحضر 40 من رؤساء أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم المنتدى، الذي يعد منصة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الاقتصاد الروسي، حيث يشهد سنوياً إبرام العديد من الاتفاقيات والصفقات ومذكرات التفاهم بين كبرى المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية.

ويصادف انعقاد المنتدى الحالي الذكرى الـ 315 لتأسيس مدينة سان بطرسبورغ التى تحتضن هذا الحدث الاقتصادي بشكل سنوي.

وفي أنقرة، بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين التطورات المتعلقة بالأزمة في سورية مع المتحدث باسم النظام التركي ابراهيم كالين ونائب وزير الخارجية سيدات أونال.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “إن الوفد الروسي أجرى مشاورات مفصلة حول التطورات المتعلقة بالأزمة في سورية مع كالين وأونال تركزت على مهام تعزيز عملية التسوية السياسية للأزمة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 كما تم التطرق لبعض قضايا الحفاظ على الاستقرار وضمان الأمن في المنطقة”.

وفي بيروت، بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل مع سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبكين الأوضاع والتطورات في المنطقة.

وقال زاسبكين في تصريحات له بعد اللقاء إنه أطلع باسيل على الجهود الروسية والتعاون القائم مع سورية من أجل القضاء بشكل نهائي على الوجود الإرهابي على الأراضي السورية وتحسين الأحوال الإنسانية والوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية، مشيرا ًإلى أن هناك قوى تعارض هذا التقدم الإيجابي الذي تشهده الأوضاع في هذا البلد وتتخذ إجراءات لعرقلته، ولفت إلى الحملة المعادية لإيران والتصعيد الهستيري ضد سورية وروسيا عبر تزوير الوقائع وبث الأكاذيب حول استخدام السلاح الكيميائي وانتهاك حقوق الإنسان، مؤكداً أن روسيا تقف بحزم ضد كل هذه المؤامرات المخالفة للشرعية الدولية.