لبنان يحيي ذكرى التحرير: التمسّك بالثلاثية المقدّسة
بعد اندحار الاحتلال الإسرائيلي عن أرض الجنوب اللبناني بفضل تضحيات الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية، سجل تاريخ الخامس والعشرين من أيار في لبنان عيداً للمقاومة والتحرير، مسطراً أنبل التضحيات في صفحات المجد والخلود.
وفي الذكرى الثامنة عشرة لعيد المقاومة، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن الاستهداف الجديد لمحور المقاومة يرمي إلى فرض الإذعان والاستسلام بالضغط السياسي والحصار الاقتصادي والعقوبات والتهويل والتهديد بعد أن عجز أطراف معسكر التآمر عن تحقيق ذلك بالعدوان والإرهاب.
وأوضح دعموش في كلمة له أن أمريكا وحلفاءها أعجز من أن يدفعونا إلى التراجع أو الاستسلام أو التخلي عن حقوقنا وعناصر قوتنا وعن سلاحنا والمقاومة، مشدداً على أن الاستهداف الأمريكي السعودي الإسرائيلي للمقاومة لن يزيدها إلا صموداً.
من جهتها، أكدت قيادة الجيش اللبناني أن عيد المقاومة والتحرير محطة تاريخية مشرقة يحتفل بها اللبنانيون بقلوب ملؤها الاعتزاز مستحضرين يوم الانتصار على العدو الإسرائيلي وترسيخ حدود الكرامة والسيادة الوطنية والتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء.
وأشارت قيادة الجيش في بيان لها بمناسبة عيد المقاومة والتحرير إلى أن الجنوب اللبناني أصبح واحة أمان واستقرار بفضل إرادة أبنائه وجهوزية الجيش للدفاع عنه بعد أن كان ساحة مفتوحة للعدو الإسرائيلي الذي ما زال يواصل ارتكاب المجازر الوحشية والجرائم بحق الشعب الفلسطيني ويتابع نسج المؤامرات والمخططات الخبيثة إرضاء لأطماعه في الأراضي والمياه اللبنانية.
وجدّدت قيادة الجيش ثباتها في الدفاع عن الحقوق المشروعة لأن الحق واضح جلي وليس وجهة نظر خاضعة للمزاعم والافتراءات الإسرائيلية، داعية العسكريين اللبنانيين إلى أن يكونوا على أتم الاستعداد للذود عن كرامة بلدهم وأهلهم مهما بلغت المخاطر.
فيما أكد حزب الاتحاد اللبناني أن عيد المقاومة والتحرير يشكل بارقة أمل تبشر بقدوم فجر الانتصار على العدو الإسرائيلي مهما طال الزمن.
ولفت حزب الاتحاد في بيان إلى أن المقاومة التي أثبتت جدواها ومشروعيتها وحققت النصر للبنان وفلسطين والأمة اليوم أمام تحدٍّ جديد لتحصين المكاسب التي انتزعتها وذلك عبر حماية الساحة اللبنانية وعدم تركها فريسة لتدخلات الغرب.
بدوره، جدّد رئيس حزب الوفاق الوطني في لبنان بلال تقي الدين التمسك بخيار المقاومة لمواجهة العدو الصهيوني، وأكد أن معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستبقى الضمانة الوحيدة من أجل حماية لبنان من الأخطار الإسرائيلية المحدقة به.
في الأثناء، وبعد أن جدّد البرلمان اللبناني للرئيس نبيه بري لولاية سادسة على رأس السلطة التشريعية بنيله 98 صوتاً من أصل 128 نائباً، وانتخاب النائب إيلي فرزلي نائباً له بحصوله على 80 صوتاً، إضافة إلى أعضاء هيئة مكتب المجلس، كلّف الرئيس اللبناني ميشيل عون رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، وفقاً لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، بعد تسميته من قبل 86 نائباً يمثلون الأغلبية من أصل 128.
وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان: “عملاً بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور وبعد أن تشاور الرئيس مع رئيس مجلس النواب استناداً إلى الاستشارات النيابية الملزمة، استدعى الرئيس، الرئيس سعد الحريري وكلفه بتشكيل الحكومة”.
ويأتي تكليف الحريري بعد مشاورات أجراها عون خلال لقاءات مع القوى النيابية في قصر بعبدا ببيروت لاختيار رئيس للحكومة، والتقى كذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.
وفي حين أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن حكومة الحريري ستكون حكومة وحدة وطنية، اعتبر أن تأليف الحكومة سريعاً أمر ملحّ بسبب الوضع الاقتصادي.
وفي تعليق على الانتخابات البرلمانية التي حصلت في لبنان مؤخراً وموقف كتلة التحرير منها، أكّد عضو كتلة التنمية والتحرير في البرلمان اللبناني النائب قاسم هاشم أن طبيعة التركيبة اللبنانية تفرض تعاطياً مرناً مع كل الأطراف بمن فيهم القوات اللبنانية، مشيراً إلى أن كل فريق داخل البرلمان له علاقاته الداخلية والخارجية التي قد تؤثر على قراراته، وأشار إلى أن الحكومة ستبنى على معايير واضحة أبرزها الوحدة الوطنية، معتبراً أن هناك نية إيجابية واضحة تجاه الإسراع في تشكيلها، وأكد أن الحكومة ستكون موسعة خصوصاً في ظل حكومة وطنية لن تقل عن 30 وزيراً وقد تزيد عن ذلك، وأن البيان الوزاري قد يأخذ بعض الوقت في النقاش للتوصل إلى توافق بين الأطراف الممثلة في الحكومة، معتبراً أن النظام النسبي المعتمد في الانتخابات البرلمانية يجب أن يكون المعيار في توزيع حصص الحقائب الوزارية.