الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مطالب بـارتقاء الدراما

 

ما هي الدراما وما يقابلها بالغرب؟ أصل الكلمة لاتيني ويعني نوعاً محدداً من الفنون الأدبيّة التي تسبر التفاعل الإنساني. لكن حالياً هي اصطلاح يقصد فيه المسلسلات أو ما يعرف عالمياً “بالسيريز”. ومع انتشار السيريز عالمياً (بدايةً من أمريكا) وتقدم وتسهيل وسائل عرضها، تحولت إلى ثقافة تنمو عاماً بعد عام، حتى أصبح كبار نجوم السينما العالميين من الشرق والغرب يتهافتون عليها، وليس روبرت دينيرو آخرهم.

واستطاعت أوروبا أن تلحق هذه الموضة خلال السنوات الأخيرة، حتى أنها تفوقت على هوليوود، ومسلسلا “شارلوك هولمز” البريطاني والتحفة الإسبانية “بيت المال” أكبر دليلٍ على ذلك. فإلى متى سنبقى رهن أفكار مستنسخة عن بعضها؟ لا يكاد ينجح عمل ما حتى يصبح صرعةً تقلّد! كأعمال البيئة والعنترة والخيانة. ليس هذا فقط، بل إن ابتعاد الإخراج عن مواكبة المُنتَج العالمي أمر غير مقبول بعد الآن، فلم يعد هناك من مشاهد مستمرّة ولقطات طويلة، مهما كانت أهمية الحدث، كما أصبحت التفاصيل أكثر أهمية من “الكلوزات” للممثلين. إضافة إلى أن شركات الإنتاج الغربية تدفع مبالغ طائلة لنجم ما يشارك بمشهد واحد فقط بالعمل ولكنه يخدمه أكثر من غيره، أما عندنا، ويمكن تعميم الوضع عربياً، لا يوجد شركة تقتنع بهذا المبدأ، فالكل يمكن استبداله، وقليلون هم النجوم أيضاً الذين يرضون بالظهور بمشهد واحد.

وهناك نقطة مهمة يجب ذكرها، في سورية تحديداً انتقلنا من متابعة هذه الأعمال بشكل موسمي (غالباً في رمضان) عن طرق “الستلايت” إلى خدمة الـ”IPTV” الأحدث عالمياً، وستحلّ قريباً في كلّ مكان بدلاً عن خدمة “الكيبل”، التي لم تنتشر في سورية نتيجة غلاء اشتراكاتها والأزمة بطبيعة الحال. لذا الارتقاء بدرامانا مطلب ملح في زمن لم يعد فيه ما يمنع عرضه أو ما يحدد موعد عرضه.

سامر الخيّر