حزب الله: التمسّك باستراتيجية التكامل بين الجيش والمقاومة
تستمر المشاورات النيابية لتشكيل حكومة يأمل الجميع أن تلبي طموحات الشعب اللبناني في صيانة أمنه واقتصاده وحدوده ومقدّراته، وسط أنباء عن أن أول يوم للبدء بالحديث الجدي عن التشكيلة الحكومية هو اليوم الاثنين، فيما شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال احتفال وضع إكليل من الزهر على نصب الشهداء في بلدة الغازية، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، على أن “انتصار أيار عام 2000 هو إنجاز صافٍ للمقاومة”، ورأى أن “من يصنع مصير شعوب المنطقة ودولها هو إرادة شعوبها، فهي القادرة بإيمانها وعزمها والمقاومة على تحقيق النصر واستعادة الأرض والمقدسات ودفع العدوان”، معتبراً أن “الشعب الفلسطيني فاجأ العالم عندما استطاع أن ينقل المقاومة من جيل إلى جيل، وأن يبتكر أساليب وأشكالاً جديدة في مقاومة الاحتلال كالذي يحصل في إطار ما بات يعرف بمسيرة العودة الكبرى”.
وأشار الشيخ دعموش إلى أن “الأمن الذي ينعم به لبنان، والذي مكّن اللبنانيين من إجراء الانتخابات النيابية قبل أسبوعين من دون حوادث تذكر، لم يأتِ بالمجان، ولا نتيجة مساعي جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، أو نتيجة جهود أمريكية وأوروبية وغيرها، بل جاء نتيجة التضحيات الجسيمة، والانتصار على الاحتلال والعدوان والإرهاب، ونتيجة الفعل المقاوم المستمر والدؤوب والجدي والمخلص”، وقال: “نحن في لبنان بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، نستطيع أن ندافع عن بلدنا، ونحميه، وندفع العدوان، ونواجه كل التهديدات والتحديات والمخاطر، ولذلك على اللبنانيين أن يتمسكوا بمعادلة القوة هذه، لأن هذه المعادلة مستهدفة في لبنان، والمقاومة مستهدفة أكثر من أي وقت مضى، وفي مقابل هذا الاستهداف يجب أن نقوي وندعم ونحفظ ونتمسك بهذا الخيار، ومَن لا يرِد من اللبنانيين أن يدعم هذه المعادلة فهذا شأنه، لكن عليه ألا يتآمر عليها، لأن هذا لا ينفع لبنان، وإنما يخدم إسرائيل”.
ولفت إلى أن “العقوبات الأمريكية الخليجية هي للضغط علينا وعلى بيئة المقاومة لمعاقبتها من أجل أن تتراجع وتخاف وتبتعد عن المقاومة، ولكنهم أخطؤوا، لأن المقاومة باتت جزءاً من قناعة أهلنا، بل هي مشروعهم الذي يؤمنون به لحمايتهم وحماية بلدهم”، وأكد أن “الأعداء ومن خلال العقوبات يريدون المس بإرادتنا وثباتنا وبقائنا في طريق المقاومة، ولكنهم جربوا ذلك في الماضي من خلال الحرب والعدوان والاغتيال والتهجير وارتكاب المجازر والتدمير وفشلوا، واليوم ستفشل خططهم ومحاولاتهم مجدداً، ولن تؤدي إلى نتيجة، ولن تغيّر في المعادلات الداخلية، كما لن تؤثر في الاستحقاقات المقبلة على لبنان”.
من جهته، شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على أن “لا ضمانة للبنان في مواجهة عدوانية إسرائيل إلا التمسك باستراتيجية التكامل بين الجيش والمقاومة”، وقال: “في ذكرى التحرير وعيد المقاومة نجتمع هنا في معتقل الخيام، لنؤكد أننا مازلنا في خندق المقاومة، وأن النصر في تموز عام 2006 كان أكبر من النصر في أيار عام 2000، واليوم المقاومة تستعد وتتحضر لتصنع نصراً أكبر من أيار عام 2000 وأكبر من تموز عام 2006”.
وقال خلال رعايته احتفال تكريم الأسرى المحررين في معتقل الخيام، لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، في حضور وزير الدفاع وقائد الجيش ممثلين بالعميد عبد الحكيم حاطوم: “المقاومة التي أحرجت عرب أميركا، والمقاومة التي تفضح كل يوم مسار التطبيع السعودي مع إسرائيل، من الطبيعي أن تكون المقاومة مستهدفة إسرائيلياً وأميركياً وسعودياً، لكن النظام السعودي لم يتعلم من المغامرات غير المحسوبة التي لم تنتج إلا الخيبة في اليمن والعراق وسورية وفلسطين ولبنان، وها هو النظام السعودي يمعن لأنه أدمن المغامرات غير المحسوبة، ها هو اليوم يرعى ويموّل تكتلاً نيابياً هدفه الوحيد مواجهة المقاومة وإضعافها ومحاصرتها واستنزافها وعرقلة مشاريعها الإنمائية والسياسية”، وأشار إلى أن “السعودية تتورط مجدداً في مغامرة غير محسوبة في مواجهة المقاومة، وغاب عنها أن نتائج الانتخابات النيابية رسّخت معادلات ليست لمصلحة المشروع السعودي والأميركي، لأن المقاومة بعد الانتخابات النيابية أصبحت أكثر قوة ومنعة وضمانات سياسية، واليوم يستعد حزب الله لمشاركة فاعلة وقوية ووازنة في الحكومة الجديدة، وهذه المشاركة ستشكل هزيمة جديدة لمشروع استهداف المقاومة من أميركا والسعودية”.