رياضةصحيفة البعث

الوفد الإعلامي الرياضي في القاهرة.. حضور متميز ونتائج على أرض الواقع قريباً سورية في وجدان المصريين.. قصة أخوة ومحبة ودعم في مواجهة المؤامرات

القاهرة- مؤيد البش
“الشعب السوري بصموده أنقذ الأمة العربية بأسرها”، هي المقولة التي استقبل بها أحد المواطنين المصريين الوفد الإعلامي الرياضي السوري الذي حط رحاله في القاهرة الأسبوع الماضي، لتتعزز مقولة: “إن سورية في قلب كل عربي شريف، وإنها خط الدفاع الأول والأخير عن ثوابت الأمة العربية وحقوقها”.
الزيارة التي استمرت لخمسة أيام حفلت بالكثير من الزيارات واللقاءات التي أعادت الإعلام الرياضي السوري للواجهة بعد فترة من الغياب، مع تحول الوفد لمحط أنظار أقطاب الرياضة المصرية الذين استقبلوه بحفاوة منقطعة النظير، مقدمين كل التسهيلات، لتختتم الزيارة بمجموعة من المشاريع الهامة التي سترى النور قريباً.

شراكة حقيقية
في البداية لابد من الإشارة إلى أن وجود وفد إعلامي سوري في مصر كان نتيجة جهود كبيرة بذلها الاتحاد الرياضي العام ومكتبه الصحفي الذي أمن زيارة حققت كل أهدافها، مع إقامة دورة في كل ما هو جديد في عالم الإعلام ضمن مؤسسة الأهرام الرائدة في هذا المجال.
ولأن الاتحاد الرياضي العام هو المادة الأساسية لكل إعلامي رياضي سوري، فإن خطوة هذه الزيارة ستعزز مستقبلاً مبدأ التشاركية بين الإعلام والاتحاد، وستفتح أبواب التعاون بين قطاعين لا يمكن لأحدهما أن يعيش بعيداً عن الآخر، فعندما تعود الوفود الإعلامية الرياضية لتتواجد خارجياً بعد غياب استمر لسنوات طويلة، وبهذا الزخم والنجاح، وفي آفاق تعدت المجال الرياضي، فهذا أمر يحسب لكل من ساهم في هذه الزيارة.
على العموم كان الوفد خير سفير للرياضة السورية، مقدماً نموذجاً راقياً عن الرياضة السورية، ناقلاً صورة حقيقية عن واقعها الذي أثبت غياب المستحيل عن قاموس السوريين.

أبواب مفتوحة
ولأن مؤسسة الأهرام كانت هي الوجهة الأولى، فقد كان استقبال رئيس مجلس إدارتها عبد المحسن سلامة للوفد خير دليل على مدى الاحترام والمحبة، حيث شدد سلامة على أن الأهرام مستعدة لتقديم يد العون في مجال تأهيل وتدريب الكوادر الإعلامية السورية، وأنه بصفته نقيباً للصحفيين المصريين، يرحب بأي وفد إعلامي سوري، وفي أي وقت، داعماً في الوقت ذاته عقد اجتماع لاتحاد الصحفيين العرب في دمشق.
ووجّه سلامة تحية تقدير ومحبة لسورية قيادة وشعباً، مؤكداً أن صمودها الأسطوري في وجه المؤامرة التي أحيكت لها خلّص الأمة من شرور لا يمكن التنبؤ بها، منوّهاً بأهمية التواجد الإعلامي السوري لنقل الصورة الحقيقية عما يجري على أرض الواقع لمواجهة قنوات التحريض والدعايات الكاذبة.

سورية في القلب
زيارة الوفد أيضاً تزامنت مع احتفالية أقامها نادي الزمالك بمناسبة فوزه بكأس مصر بكرة القدم، حيث حل أعضاؤه كضيوف شرف، وشاركوا في تقليد الفريق الفائز كأس البطولة، حيث عبّر رئيس النادي، وعضو مجلس النواب مرتضى منصور، عن دعمه لسورية قيادة وشعباً في مواجهة ما تتعرّض له من مؤامرة خططت لها دول كبرى، وبعض الدول الإقليمية، وقال منصور في حديث للوفد: منذ اليوم الأول للأزمة في سورية أعلنا موقفنا الداعم لسورية شعباً وجيشاً بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، لأن محاولة فرض التغيير لا يكون بالقتل والتدمير من خلال إرهابيين وخونة ومرتزقة، وإنما عبر صناديق الانتخابات، وما حدث في سورية من تخريب جريمة كبيرة تتحمّلها أمريكا، وتركيا، وقطر، وكل من وقف في صفهم.

نتائج منتظرة
الجولات التي قام بها الوفد أيضاً شملت اتحاد كرة القدم المصري، وفيه عُقد اجتماع هام مع مدير العلاقات العامة علاء عبد العزيز، وتم الاتفاق خلاله على إقامة مباراة كرنفالية في الصيف المقبل تجمع قدامى منتخب مصر وقدامى منتخب سورية، وذلك في إطار دعم ملف رفع الحظر عن الملاعب السورية، كما رحّب عبد العزيز بإجراء مباريات ودية بين منتخبي البلدين في كل الفئات، واستعداد الجانب المصري لاستضافة المنتخبات السورية في معسكرات تدريبية.
وبيّن عبد العزيز خلال الاجتماع أن اللاعب السوري استطاع فرض نفسه في كل البطولات التي يلعب بها، وفي الدوري المصري الذي ضم خلال الموسم الماضي ثلاثة لاعبين ضمن أفضل أندية الدوري، مبيّناً أن قرار معاملة اللاعب السوري كلاعب مواطن جاء للاستفادة القصوى من هؤلاء اللاعبين.

حضور في ألعاب القوى
كما زار الوفد مركز التنمية الإقليمي للاتحاد الدولي لألعاب القوى في القاهرة الذي يعد من ضمن 9 مراكز منتشرة على مستوى العالم بهدف إقامة دورات تدريبية للحكام، والمدربين، والإداريين، وأحياناً للاعبين، وهو يخدّم 22 دولة عربية، حيث أبدى حمدي عبد الرحيم مدير المركز إعجابه بالرياضة السورية، وما تحققه من نتائج وإنجازات رغم الصعوبات، مبدياً ترحيبه بإقامة معسكرات للمنتخبات السورية مع المنتخبات المصرية، مثنياً على اللاعبتين هبة العمر، وغفران محمد، والنتائج التي تحققت مع ناديهما الحالي الزمالك، لاسيما هبة التي حققت رقماً سورياً جديداً في رمي القرص 50.44م، وهي تتدرب حالياً مع أفضل خمسة لاعبين يتنافسون على بطولة العالم، وسيكون لها مستقبل حافل بالنتائج الجيدة.

تراث رياضي
الزيارة الأبرز كانت للجنة الأولمبية المصرية التي تتضمن متحفاً لتاريخ الحركة الرياضية الأولمبية المصرية، فلا توجد بطولة كبيرة شاركت بها الرياضة المصرية إلا ويوجد لها توثيق وأرشفة منذ عام 1910 وحتى الآن، منها تذكارات من دورات ألعاب البحر المتوسط التي استضافتها اللاذقية عام 1987، ودورة الألعاب العربية التي جرت في دمشق عام 1992.
كما كانت لنادي الأهلي العريق حصة من وقت الوفد من خلال زيارة تم التعرف خلالها على معالم النادي ومرافقه، ولقاء المدير التنفيذي للنادي محمد مرجان الذي أبدى محبته للشعب السوري، ومتابعته الدائمة لأخبار رياضتها، مهدياً أعضاء الوفد قميص النادي كنوع من الترحيب والمودة.

ملفت للنظر
النادي الذي كان مفاجأة الزيارة كان “المقاولون العرب” الذي حرصت إدارته على توجيه دعوة لأعضاء الوفد لمشاهدة مرافق النادي، والتعرف عليه عن قرب، حيث يعد النادي أحد أكبر أندية مصر من حيث المنشآت والمرافق، فمساحته تمتد على مساحة تقدر بحوالي 55 فداناً، ويضم صالات، وملاعب، ومسابح، ومرافق ترفيهية على أعلى طراز، كما تم اللقاء بمسؤول قطاع ناشئي فريق كرة القدم محمد عبد الحميد الذي يعد مكتشف نجم ليفربول محمد صلاح، والذي كشف عن حزنه الشديد على عدم بلوغ منتخبنا للمونديال، مؤكداً أن ما ينقص الكرة السورية هو الحظ فقط، مع قليل من التخطيط حتى تصل للعالمية، كونها تمتلك مواهب كثيرة، ومنها من يلعب في الدوري المصري.

حضور إعلامي
الزيارة لم تقتصر على التواجد في الأندية والاتحادات، بل كان لأعضاء الوفد تواجد على مختلف وسائل الإعلام المصرية للحديث عن أهداف ومعاني الزيارة، حيث استضافت إذاعة صوت العرب من القاهرة من خلال برنامج قبل السحور الذي يقدمه الإعلامي المميز محمد عبد العزيز، الزملاء: عبير علي، وصفوان الهندي على مدى ساعة من الزمن للحديث عن أهمية الزيارة بعد الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على قوى الشر والظلام، والتأكيد على عودة الحياة إلى طبيعتها في سورية، إضافة للحديث عن واقع الرياضة السورية ونتائجها التي تحققت مؤخراً.
كما استضافت قناة النيل الرياضية الزميل محمد الخاطر الذي قدم شرحاً مفصلاً عن الإنجازات المحققة في مختلف البطولات القارية والدولية، لاسيما وصول منتخبنا للرجال بكرة القدم إلى الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم، والحالة الجماهيرية التي تشهدها الملاعب السورية، وضرورة رفع الحظر عن الملاعب، والسماح للمنتخبات السورية باللعب على أرضها.

السوري الأصيل
ولأن الوفد كان حديث الصحافة المصرية، والشارع الرياضي المصري، فقد حاول أبناء الجالية السورية في مصر التواصل مع الوفد، وبالفعل تم عقد عدة لقاءات عكست مدى انتماء السوريين لبلدهم، وارتباطهم بأرضهم، حيث حمل أبناء الجالية لأعضاء الوفد رسالة تقدير وإكبار لتضحيات جنود الجيش العربي السوري، معبّرين عن ثقتهم بخلاص سورية من أزمتها بفضل قيادتها الحكيمة، علماً أن أبناء الجالية لم يقصّروا في استقبال الوفد على أحسن صورة، مقدمين كل أشكال المساعدة، وهنا نخص بالذكر السيدين: خالد رسلان، وخالد عطار.

لقطات
– كان للصحفي المصري الزميل جودة أبو النور ممثّل مؤسسة الأهرام دور كبير في نجاح الزيارة من خلال تنسيقه للمواعيد، وتقديم كل التسهيلات المطلوبة.
– بعد عودة الوفد مباشرة استقبلهم اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام، وتوجّه خلال اللقاء بالشكر لأعضاء الوفد على ما قاموا به من عمل ونشاط، والنتائج الجيدة التي تحققت من خلاله.
– تم الاتفاق خلال الزيارة على استقبال وفد إعلامي مصري رياضي خلال الفترة المقبلة لاطلاعه على الواقع الرياضي، وتبادل الخبرات مع نظيره السوري.
– أضفى تواجد الزميل المخضرم كامل نجمي نكهة خاصة على الزيارة، مانحاً أعضاء الوفد طاقة وحيوية، ومقدماً لهم خدمات لوجستية شتى.
– ضم الوفد الزميلات والزملاء الممثّلين لمختلف المؤسسات الإعلامية السورية وهم: صفوان الهندي مدير المكتب الصحفي للاتحاد الرياضي، أيمن البندقجي، فيروز صارم (المكتب الصحفي للاتحاد الرياضي العام)، (أنور البكر– مدير تحرير صحيفة الاتحاد)، (خالد الشويكي– فرع دمشق لاتحاد الصحفيين)، (محمد الخاطر، رئيس القسم الرياضي في وكالة الأنباء السورية / سانا)، (مؤيد البش– رئيس القسم الرياضي في صحيفة البعث)، (عبير علي– رئيسة دائرة المنوعات في صحيفة الموقف الرياضي)، (كامل نجمي– الهيئة العام للإذاعة والتلفزيون)، (إبراهيم غيبور– صحيفة تشرين).