صحيفة البعثمحليات

صناعتها لا انتظارها!

 

خلال هذا الشهر وقبله أعلنت أكثر من جهة حكومية عن مسابقات لتعيين عدد من الشباب بالفئات المختلفة، أغلبها من حملة الإجازة الجامعية باختصاصات محددة، ورغم قلة الفرص المتاحة قياساً بعدد طالبي العمل، إلا أنه لا يمكن غض النظر عن أهمية هذه الخطوات التي تعيد الأمل بفرصة عمل للشباب، وإحداث تغيير إيجابي في حياتهم المهنية، خاصة عندما نعلم أن حجم البطالة ازداد بشكل كبير خلال السنوات السبع الماضية، فحسب الأرقام المعلنة ارتفعت نسبة البطالة في عام 2017 إلى أكثر من 40 بالمئة أكثرها بين الخريجين في الجامعات والمعاهد التقانية.! فاليوم لو سألت أي شاب عن نظرته للمستقبل، فلن يتردد بالتعبير عن ألمه ومخاوفه من جراء انكماش فرص العمل والأمل!

هذا المشهد القاتم، أولنقل الضبابي ساهم في تشكيله غياب أي خطط أورؤى صائبة للمستقبل وتحدياته، صحيح أن أولويات السوريين تغيرت بعد سبع سنوات من الحرب التي أضرت بكل شيء، حيث بات تحقيق الأمن والأمان في المقدمة، رغم الحاجة الماسة لضمان الأولويات الأخرى، لكن ذلك لا يبرر التقصير، ففي دول العالم يجيّرون الأزمات لصالحهم قدر الإمكان، لتكون عاملاً محفزاً للعمل على الأرض بطريقة مدروسة، على الأقل الخروج بأقل الخسائر، فضمان المستقبل ما هو إلا ثمرة من ثمار التخطيط الناجح بالعلامة الكاملة.

المؤسف أن هناك العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها وشكلت اللجان من أجل متابعتها لكنها لم تصل إلى نتيجة مُرضية وكأنها طبخة بحص.!

بالمختصر، مع اقتراب إطلاق مرحلة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي نحتاج إلى رسم خارطة طريق تُعنى بوضع برامج حقيقية للتوظيف قائمة على إعادة تنظيم سوق العمل المليئة بالفوضى، وترسيخ ثقافة صناعة فرصة العمل لا انتظارها وضياع العمر من أجلها، وذلك من خلال تقديم حزمة من المحفزات التي تشجع الشباب على إقامة مشاريعهم وإدارتها بأنفسهم..

طريقنا تبد وطويلة، ولكن رغم مطباتها عندنا يقين باجتيازها، فقط عندما نؤمن أن المستقبل يُبنى بالتخطيط لا بمبدأ “يا بتصيب أوبتخيب”، الشباب كنز فلنحافظ على البقية الباقية منهم بعد أن وضع أغلبهم أحلامهم على مقاعد الانتظار في المطار!!

غسان فطوم

ghassanfatom@gmail.com