الفن التشكيلي والترويج السياحي
أكسم طلاع
أقيم منذ أيام في فندق “اللاميرا” في اللاذقية ملتقى تشكيلي مصغر ضم عدداً من الفنانين من محافظات مختلفة وقد أطلق اسم “لمة محبة” على هذه الفعالية التي أقيمت بالتعاون مع فرع اللاذقية لاتحاد الفنانين التشكيليين وبمبادرة من الفنان ماريو يوسف وبالتعاون مع إدارة “لاميرا” حيث تم استضافة عشرة فنانين خلال فترة الملتقى التي قسمت لفترتين بمجموع عشرة أيام، أنجز خلالها أكثر من أربعين لوحة تصوير متنوعة التقنيات والمواضيع، واللافت أن هذه الفعالية أقيمت قبل بداية الموسم السياحي حيث من المتاح توفر الإقامة السهلة للمشاركين، مما يؤكد أن الجانب الاقتصادي هو العامل الحاسم في إقامة مثل هذه الملتقيات وربما يطوى أو يتراجع الجانب الثقافي والترويجي أمام تعذر القدرة المالية عند البعض أيضا، والحقيقة أن كلفة هذه الملتقيات ليست بالأرقام الفلكية التي يتصورها البعض، لكن الحد الأدنى من التعاون بين عديد الجهات المعنية قادر على فعل الكثير، ومعروف من العام الماضي أن وزارة السياحة وبالتعاون مع محافظة اللاذقية أقامت ملتقى للنحت والتصوير شارك فيه ما يقارب الثلاثين فناناً وكان من أهم الملتقيات التي أقيمت خلال فترة الحرب.
اليوم لم يعد من المقبول أن تقام ملتقيات لا تحمل طابع المنافسة والتفوق والجدارة، وألا تكون لائقة بالفن والفنان وتليق بتلك الجهات الداعمة للملتقى، وبالتالي أضحى مطلوبا أكثر من أي وقت مشاركة أكثر من الفعاليات الاقتصادية التي تعي ضرورة الترويج من خلال الفن وتعي الدور الثقافي والاجتماعي الذي لا بد من أن يلعبه رأس المال الوطني والمؤسسات الاقتصادية الخاصة، لأن ترويج السياحة ودعم ثقافة الحياة والجمال ليست حصرية بالجهات السياحية والثقافية أو وزاراتها المختصة، بل الجميع في الواجهة وأمام المسؤولية، ونحن قريبا وفي هذا الصيف نكون أمام واقع مختلف عن العام الماضي.. وأكثر يقينا بدور الفن والثقافة في خلق اللائق والدفاع عنه.