مخطط استيطاني جديد في الضفة.. والمقاومة تفرض معادلتها في غزة
أقرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططاً جديداً لإقامة 2070 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، فيما يسود هدوء حذر قطاع غزة، منذ فجر أمس، وذلك بعد عدوان واسع شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية ومدفعيته على مختلف مناطق القطاع، ورغم توقّف الغارات من قبل طائرات الاحتلال، إلا أنها ما زالت تحلق في أجواء القطاع.
وكانت طائرات الاحتلال شنّت، أول أمس، سلسلة من الغارات على مختلف مناطق قطاع غزة المحاصر متسببة بدمار وأضرار مادية جسيمة، وطاول القصف الميناء الجديد، وموقع البحرية غرب خان يونس، ومواقع في حي الشجاعية.
ورداً على هذا العدوان الإسرائيلي، قصفت فصائل المقاومة الفلسطينية بعشرات القذائف الصاروخية مواقع للاحتلال في محيط القطاع، لتدوي صفارات الإنذار في ساحل عسقلان والنقب وعموم المستوطنات المحيطة بغزة مرات عديدة.
واعترفت مصادر الاحتلال بإصابة ستة مستوطنين بينهم ثلاثة جنود بجروح جراء شظايا الصواريخ التي سقطت في مستوطنة أشكول، مشيرةً إلى أن الصواريخ تسببت بانقطاع الكهرباء عن عدد من المستوطنات.
وتزامن تصعيد العدو الإسرائيلي ضد غزة مع اعتداء قواته على سفينة الحرية لكسر الحصار على القطاع واعتقال ركابها قبل أن تفرج عن معظمهم.
وأصدرت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بياناً مشتركاً، أكدت فيه جهوزيتها للتصدي “بكل ما أوتيت من قوة لأي عدوان أو حماقة يرتكبها العدو”، محذّرةً العدو من مغبّة إصراره على كسر المعادلات مع المقاومة، أو شنّ أيّ عدوان على الشعب الفلسطيني، وأضافت: إن الوقت الذي يحدد فيه العدو قواعد المواجهة ومعادلات الصراع منفرداً قد مضى، كما أجمعت أنها “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام عنجهية الاحتلال”، مضيفة: إن ردها “يأتي في الوقت المناسب، والمكان المناسب، والطريقة المناسبة”.
وأكد بيان الفصائل أنها قصفت مواقع الاحتلال المحيطة بقطاع غزة “بالعشرات من القذائف الصاروخية في عملية الوفاء للشهداء”، وأضافت: إن الرد الذي قامت به يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا، والرد على جرائم القتل الإسرائيلية، وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في رفح وشمال القطاع، مشيرة إلى أن الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قادم، ومشدّدة على أنها جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي، ولفتت إلى أن أهداف الاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك وتثبيت أية معادلة جديدة على الأرض ستفشل، مؤكدةً أن مسيرات العودة أرهقت الاحتلال، وكشفت غطرسته وإرهابه. كما دانت الصمت الدولي الذي يشجّع كيان الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، معتبرةً أن ما حصل في غزة، أول أمس، هو “مجرد رسائل بسيطة للعدو”.
في الأثناء، استشهد شاب فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص على الفلسطينيين خلال مسيرات العودة، وقال مصدر طبي فلسطيني: “إن الشاب ناجي ميسرة غنيم البالغ من العمر 23 عاماً استشهد متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام قرب مخيم العودة برفح جنوب قطاع غزة”.
وكان أربعة شبان فلسطينيين استشهدوا خلال الأسبوع الجاري خلال قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً من قرية العيسوية بمدينة القدس المحتلة، وأوضح محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، فجر أمس، وشنت حملة مداهمات واعتقالات لأبناء القرية، وأضاف: “إن سلطات الاحتلال تتبع سياسة العقاب الجماعي في القرية، حيث الاقتحامات اليومية، وتفتيش المنازل والمحلات، وفرض غرامات، وتوزيع مخالفات بناء، إضافة إلى حملات اعتقال شبه يومية في القرية”.
وفي بيروت، شجب المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إقدام الولايات المتحدة على نقل سفارتها لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة، وعبّر المجلس في بيان له عقب اجتماع هيئته التنفيذية برئاسة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك عن إدانته لما يجري من إجرام بحق الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أهمية احترام القرارات الدولية، وحق هذا الشعب في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.