كفريا والفوعة تقارعان بالقلم ظلامية التكفير والزبدانــــي تستعيــــد ألقها السياحـــي قريبــاً
في إطار استكمال عملية إعادة الأمن والأمان بشكل كامل للقرى والبلدات التي تم إخراج الارهابيين منها، عثرت الجهات المختصة خلال تمشيط بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق أمس على كميات من الأسلحة والذخائر وعشرات العبوات الناسفة وشبكة من الأنفاق المعقدة من مخلفات الإرهابيين الذين تم إخراجهم إلى شمال سورية، فيما تتابع الجهات المختصة في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي عمليات تمشيط القرى والبلدات التي تم تطهيرها من الإرهاب، عثرت في بلدة عقرب على مستودع ذخيرة كان يتبع للإرهابيين.
وكما عهدناهم خلال السنوات الماضية واصل أهالي بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي تحدي ومقاومة حصار التنظيمات الإرهابية لهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكما في كل عام يقارع القلم رصاص الحقد وظلامية التكفير، حيث تابع طلاب البلدتين تقديم امتحاناتهم في شهادة الثانوية العامة للفرعين الأدبي والعلمي.، في حين تتسارع وتيرة العمل في مدينة الزبداني لاستكمال تأهيل وبناء المرافق العامة والطرقات وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والطرق، وبالتوازي يتابع سكانها ترميم منازلهم ومحلاتهم وزراعة أراضيهم ومزاولة حرفهم لتستعيد المدينة قريباً مكانتها وألقها السياحي والاقتصادي كونها من أهم وأقدم المصايف السورية.
وفي التفاصيل، واصلت وحدة هندسة تابعة للجهات المختصة عمليات تمشيط بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم التي تم تحريرها من الإرهاب لضبط مقرات وأوكار الإرهابيين، وعثرت بالتعاون مع الأهالي ولجان المصالحة على كمية من الذخائر المتنوعة وقذائف الهاون والأسلحة وعشرات العبوات الناسفة من مخلفات التنظيمات الإرهابية، وفككت عناصر الهندسة عشرات العبوات الناسفة التي كانت مزروعة بين المنازل والمقرات التي كان يستخدمها الإرهابيون أوكاراً لهم قبل إخراجهم إلى الشمال السوري من بينها عبوات مخصصة لاستهداف الآليات والأفراد.
وأشار مراسل “سانا” إلى أن الإرهابيين قاموا بتفخيخ أسطوانتي أوكسجين وإطاري نافذتين وبطاريات سيارات وطفايات حريق وعدد من الأقلام ومجسم على شكل بندقية ينفجر حين سحب المخزن منها، ومن بين الأسلحة المضبوطة في البلدات الثلاث صواريخ محمولة على الكتف مضادة للدروع والآليات، ما يدل على تلقي التنظيمات الإرهابية دعماً كبيراً من جهات خارجية التي كانت تمول شراء مثل هذه الصواريخ، إضافة إلى مواد أولية تستخدم لصناعة المتفجرات وقنابل صناعة محلية مختلفة الأحجام وقذائف هاون وحزامين ناسفين.
كما عثرت الجهات المختصة على شبكة أنفاق وخنادق مقبية طول بعضها نحو 700 متر وارتفاع مترين وعرض متر حفرها الإرهابيون تحت الأبنية السكنية والمزارع في بلدة بيت سحم، وتمتد باتجاه مدينة جرمانا وطريق المطار وبلدة عقربا كانوا يستخدمونها في التنقل ونقل الذخيرة والاعتداء على السيارات العابرة على طريق المطار برصاص القنص، وهذه الشبكة من الأنفاق مزودة بخطوط اتصالات وإنارة وكهرباء وعدد من العبوات الناسفة تم زرعها داخل وضمن جدران الأنفاق.
وأوضح مراسل “سانا” أن الجهات المختصة تتابع أعمالها لاستكمال عمليات البحث والتمشيط حتى ضبط جميع مخلفات الإرهابيين تمهيداً لعودة الأهالي لممارسة أعمالهم في مزارعهم وأراضيهم ومحالهم في حالة من الأمان. ولفت إلى أن عملية استكمال عوامل الأمن والأمان في البلدات الثلاث تسير بالتوازي مع تسوية أوضاع المسلحين الذين فضّلوا البقاء في بلداتهم، حيث تم خلال الأيام الماضية تسوية أوضاع نحو 800 شخص في بلدة ببيلا بريف دمشق بينهم عدد من المسلحين، وذلك بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة، وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل يمس أمن الوطن والمواطن.
وخلال استكمال تمشيط بلدة عقرب أقصى ريف حماة الجنوبي الغربي عثرت وحدة هندسة من قوى الأمن الداخلي على مستودع ذخيرة وأدوية ومعدات طبية وقناصة حربية ورشاش بي كي سي وقاذف هاون وعدد من قذائف الهاون.
وتعمل الجهات المختصة على تأمين جميع مدن وبلدات وقرى الريف الشمالي لحمص والجنوبي لحماة عبر إزالة العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون تمهيداً لعودة المدنيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية بشكل آمن بعد إعلانها خالية من الإرهاب في الـ 16 من الشهر الجاري بعد تسليم الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية أسلحتهم وذخيرتهم وإخراجهم إلى شمال سورية.
من جهة ثانية أنهت الورشات الفنية في الشركة العامة لمحطة توليد الطاقة الكهربائية في محردة أمس أعمال صيانة المجموعة الأولى للمحطة ووضعها بالخدمة باستطاعة 60 ميغا واط بعد توقف المحطة ومجموعاتها الأربع عن العمل جراء الاعتداءات الإرهابية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
وبيّن مدير الشركة المهندس علي هيفا أن عناصر الصيانة والتشغيل أجروا العديد من أعمال التأهيل وإصلاح وصيانة الأجهزة والمعدات المتضررة للمجموعة الأولى، وتم وضعها بالخدمة، موضحاً أن الورشات الفنية تتابع صيانة المجموعات الثلاث الأخرى التي تبلغ استطاعة كل منها نحو 100 ميغا واط تمهيداً لإعادة المحطة إلى العمل بأقرب وقت ممكن.
وحرصاً منهم على إيقاد جذوة الحياة واصل أهالي بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي تحدي ومقاومة حصار التنظيمات الإرهابية لهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكما في كل عام يقارع القلم رصاص الحقد وظلامية التكفير، حيث تابع طلاب البلدتين تقديم امتحاناتهم في شهادة الثانوية العامة للفرعين الأدبي والعلمي.
وأفاد مدير الامتحانات في وزارة التربية يونس فاتي بأن العملية الامتحانية مستمرة رغم الظروف القاسية التي فرضها حصار التنظيمات الإرهابية للبلدتين، مشيراً إلى أن عدد الطلاب في الفرع العلمي الذين يخوضون امتحاناتهم بلغ 53 طالباً وطالبة من بين 60، في حين يتقدم 70 طالباً وطالبة من أصل 75 مسجلين في الفرع الأدبي. ولفت إلى أنه بلغ عدد طلاب شهادة التعليم الأساسي الذين أنهوا امتحاناتهم الأسبوع الماضي 161 من أصل 172 طالباً وطالبة، مبيناً أن الامتحانات أجريت في مركزين امتحانيين، في حين يتقدم طلاب الشهادة الثانوية في مركزين، أحدهما للفرع العلمي، والآخر للفرع الأدبي.
وتعيش بلدتا الفوعة وكفريا حصاراً جائراً فرضه تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له عليهما منذ أكثر من ثلاث سنوات، ومنع عنهما الغذاء والدواء، وتتعرضان بشكل يومي للاعتداء بالقذائف والصواريخ، في حين تقوم الدولة السورية وبشكل دوري بإيصال المساعدات الغذائية والطبية وأدوات التعليم للبلدتين بالوسائل المتاحة في ظل الحصار المفروض على الأهالي.
في غضون ذلك تسارعت وتيرة العمل في مدينة الزبداني لاستكمال تأهيل وبناء المرافق العامة والطرقات وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والطرق، وبالتوازي يتابع سكانها ترميم منازلهم ومحلاتهم وزراعة أراضيهم ومزاولة حرفهم.
أكثر من 3000 عائلة عادت إلى الزبداني ورغم الظروف الجوية الماطرة التي شهدتها المدينة أول أمس لم يتوقف الأهالي عن ممارسة أشغالهم كل من مكانه لتكون مدينتهم جاهزة لاستقبال المهرجانات والأفراح التي اشتاقوا إليها خلال هذا الصيف.
“سانا” وثقت هذه الصورة خلال جولة ميدانية للمدينة، وأشار خالد كنعان، عامل في فرن صغير لصناعة الخبز التقليدي، إلى أنه عاد إلى المدينة مباشرة بعد تحريرها من الإرهاب، واستأنف عمله في الفرن مع 3 عمال، وهو اليوم يعمل على مدار 12 ساعة، والمدينة بدأت تشهد نشاطاً وحركة جيدة، والأمور تتجه نحو الأفضل على مختلف الأصعدة.
المواطن حسان الشمالي يعمل في تصليح السيارات، بيّن أنه بعد إيصال أغلب الخدمات للمدينة وعودة الكثير من العائلات، فتح محله منذ نحو أربعة أشهر، ويتابع بالوقت نفسه تصليح بيته، فيما أشار المواطن بسام علاء الدين خلال متابعة تأهيل محله إلى أن كثافة السكان تزداد يوماً بعد يوم ما دفع الكثير من أصحاب المحلات إلى إعادة تأهيلها وفتحها لتأمين مختلف احتياجات ومتطلبات الأهالي.
رئيس المجلس البلدي في الزبداني المهندس باسل الدالاتي، أكد أن إعادة إعمار المدينة بدأت مباشرة بعد تحريرها، وتم إنجاز الكثير من الأعمال خلال العام الماضي، شملت ترحيل الأنقاض من الشوارع، وصيانة شبكة الكهرباء بالكامل، وتركيب 70 مركز تحويل كهربائي باستطاعات مختلفة، والانتهاء من مد شبكة التيار المتوسط، وقريباً ينتهي العمل في شبكة التيار المنخفض ليصل إلى جميع البيوت، وأشار إلى أنه تم تجهيز بئرين إضافة للآبار الموجودة في المدينة لدعم شبكة المياه التي أعيدت صيانتها بالكامل.
وبشأن المدارس أكد أن هناك 6 مدارس قيد الاستثمار بينها 2 ابتدائي ومدرسة للإعدادي وأخرى للثانوي وواحدة شرعية وواحدة للفنون النسوية تضم جميعها نحو 3000 طالب وطالبة، ويجري العمل على تأهيل4 مدارس إضافية ستوضع في الخدمة خلال العام الدراسي القادم، مشيراً إلى أنه تم افتتاح مركز امتحان الزبداني للشهادة الثانوية، والعمل جار لاستكمال تأهيل المباني الحكومية بينها المجمع الحكومي بكلفة 150 مليوناً، ويضم شعبة تجنيد الزبداني ومجمع محاكم المدينة ودائرة الأحول المدنية ومديرية المنطقة والشرطة وغيرها، وخلال فترة شهرين يتم تسليمه، فيما تم الانتهاء من تأهيل مبنى المجلس البلدي بكلفة 25 مليون ليرة.
وبخصوص تخديم المدينة بيّن دالاتي أنه تم تخصيص باصين للنقل الداخلي يعملان بين مدينة الزبداني وبلودان وبقين ومضايا لتأمين حركة الأهالي بين بلدات المنطقة، موضحاً أنه بالوقت نفسه يتم التحضير لاستقبال مهرجان سوار الشام الذي سيقام في ساحة المهرجانات وحديقة “حاليا” التي تصل مساحتها إلى 15 ألف متر مربع، ويجري العمل على إعادة إعمارها وتشجيرها لتكون أحد مواقع سوار الشام.
وبالنسبة لترميم المنازل أوضح الدالاتي أن قسماً كبيراً منها قام أصحابها بتأهيلها وجزءاً آخر يرمم من قبل بعض المنظمات الدولية، علماً أن إجمالي عدد البيوت المؤهلة وصل إلى 500 شقة، قسم كبير منها سلم، وخلال شهر سيتم تسليم جميع الشقق الباقية، وتم تأهيل 300 محل تجاري من قبل أصحابها تتوزع في أنحاء المدينة، وتضم مختلف الحرف.