في “الوردية”.. معاناة التخديم وحيلة الموارد الشحيحة
طرطوس- لؤي تفاحة
ربما يكون لبلدة الوردية من اسمها نصيب حيث تتقاطع فيها وحولها الكثير من المناظر الطبيعية الجذابة وما تضمه من ينابيع جوفية عذبة، إلا أن هذه الطبيعة لم تأخذ نصيبها من الاهتمام والدعم الكافي رغم ما تضمه من قرى ومزارع \11\ قرية يزيد عدد سكانها على أكثر من 12 ألف نسمة تشكل مشكلة الصرف الصحي وغياب محطات المعالجة وما تشكله من خطر حقيقي على مصادر الينابيع الجوفية الموجودة بالرغم من وجود الدراسات الجاهزة والمدققة أصولاً والمحفوظة لدى الجهات المعنية منذ سنين.
وأهم مشاكل ومعاناة الأهالي تتمثل في الصرف الصحي حيث لا توجد أي محطة للمعالجة أو خطوط للصرف الصحي، علماً أن كافة الدراسات جاهزة ومصدقة ومرسلة إلى الشركة العامة للصرف الصحي بطرطوس مع الإشارة إلى أن المحاور الرئيسية ومحطات المعالجة المقترحة تمت دراستها من قبل الوزارة منذ عام 2010 ولم تنفذ فيها أي محطة رغم كل المعاناة الحقيقية للأهالي وكذلك خطر تلوث الينابيع الموجودة بكثرة في تلك المناطق والتي يعتمد عليها الأهالي كثيراً كمصدر مهم ورئيسي للشرب، وفي هذا المجال يقول علي حسن رئيس البلدة : كحالة إسعافية يجب تجهيز محطة معالجة على نهاية مجرور في قرية الوردية الأمر الذي من شأنه حل مشاكل لخمسة قرى تتبع للبلدة وهي الوردية والنمرية وبلحنين والزعفرانة وقسم من عرقوب سلمون.
ومن مشاكل البلدة بحسب حسن ما يخص موضوع الطريق الرئيسي حيث وخلال جولة اللجنة الوزارية لمنطقة الشيخ بدر وبناء على طلب مجلس البلدة وجه وزير النقل على اعتبار طريق مرقية الوردية مروراً بالمشاريع الإنتاجية والتنموية المقامة في قرية عين الكبيرة والحاجة الماسة لتخديم هذه المشاريع بالبنية التحتية لاعتبار هذا الطريق طريقاً مركزياً، وبالتالي فإن المطلوب من الجهة المعنية \مديرية المواصلات الطرقية \ رفع المقترح المناسب لوزارة النقل لاعتماده كطريق مركزي يخدم المنطقة ومشاريعها الإنتاجية الاستراتيجية وما تضمه من مقرات ومستودعات بالجملة وغيرها مثل معاصر للزيتون ومعامل للألبان والأجبان ومزرعة للأبقار ومشغل للخياطة ومعمل للمنظفات وغيرها.
ومن المشاكل الأخرى بحسب رئيس مجلس البلدة ما يخص عملية ترحيل النفايات إلى معمل وادي الهدة، علماً أنه يوجد مكب مركزي ضمن قطاع البلدة ومخصص للمنطقة حيث يتم ترحيل القمامة بشكل أسبوعي إليه، ولكن بشكل عام فإن موضوع النظافة جيد ومن ضمن المشاكل الأخرى ما يتعلق بعدم وجود وسيلة للنقل أو للخدمة، الأمر الذي يعذر العمل والمتابعة والإشراف، علماً أن الاعتماد المالي لشراء سيارة مرصود ضمن موازنة العام الحالي يوجد طلب لدى رئاسة الحكومة بخصوص ذلك وبالنسبة للطرق الزراعية والخدمية، فأشار رئيس البلدة إلى أن أغلب هذه الطرق مخرب بسبب قدمها والعوامل الجوية من سيول وأمطار وهي بحاجة ماسة للصيانة المركزة، ولاسيما الطرق الموجودة بين قريتي العسلية وعرقوب سلمون وهي بطول \3\ كم وتحتاج لأعمال الصيانة الفورية من قبل مديرية الخدمات الفنية نظراً لواقعها السيئ للغاية ومع ذلك فإن المجلس يقوم بتنفيذ خططه وفق الأولويات المقرة بالمجلس في ضوء الإمكانيات المتوفرة ولا سيما في الموازنة المستقلة في المحافظة حيث تم بالعام الماضي تنفيذ مشاريع بقيمة \50\ مليون موزعة على عدة قرى ومنه شق طرق خدمية.
وأما خطة العام الحالي فتتضمن استكمال بعض المشاريع ومنها جدران استنادية وشق بعض الطرق، وغيرها وذلك ضمن ما تم تخصيصه من اعتماد مالي بحدود \80\ مليون لمجمل المشاريع والتي تم تخصيصها من قبل اللجنة الوزارية المكلفة.