إنعام الدبس: أخطأتُ بحق نفسي
حالت الظروف الخاصة بها دون أن تكون إحدى طالبات المعهد العالي للفنون المسرحية، ومع هذا ظل التمثيل حلمها الذي تتمنى تحقيقه في يوم من الأيام، إلى أن دعاها المخرج جواد الأسدي للمشاركة في عمله المسرحي “ليالي الحصاد” الذي افتتح به إحدى دورات مهرجان دمشق المسرحي لتغيب بعده سنوات طويلة عن خشبة المسرح لظروف مرت بها، وتعترف إنعام الدبس أنها أخطأت بحق نفسها عندما استسلمت لظروفها ولم تدافع عن حلمها بالدخول للمعهد، وقد كان التمثيل عشقها وهاجسها في الحياة.
هنّ
شاركت الدبس بفيلمين قصيرين في سينما دعم الشباب وهما “زلغوطة” للشاب قصي الشهابي وسوناتا سكاف وفيلم “يوم آخر” لوصال أبو حامد ونيروز حكيم، وكانت سعيدة بهاتين التجربتين وبتعاملها مع مخرجين شباب كانوا راقين بشكل كبير في تعاملهم، وعلى صعيد التليفزيون شاركت الدبس بمسلسل “ترجمان الأشواق” إخراج محمد عبد العزيز وكانت بالنسبة لها تجربة مهمة مع مخرج مهم وفي عمل مميز ومختلف شكلاً ومضموناً.
كما كانت سعادة الدبس كبيرة ولا توصف أيضاً حين اختارتها المخرجة آنا عكاش للمشاركة في عملها المسرحي “هنّ” مؤكدة أن انقطاعها الطويل عن المسرح لم يغير حبها للتمثيل.. من هنا لم تشعر بالغربة وهي تقف على خشبة المسرح أثناء التحضير لـ “هنّ” ووقفت على الخشبة وكأنها لم تغادرها أبداً، ولا تنكر أن عودتها من خلال مسرحية “هن” أعاد الثقة لها كثيراً من خلال دورها الذي جسدت فيه شخصية أم لشابين، الأول شهيد والثاني مسافر، مبينة أن عودتها للمسرح من خلال مسرحية “هنّ” حمّسها كثيراً للعمل، وفي الوقت نفسه جعلها تحاسب نفسها عن الأيام الماضية التي مرت دون أن تتحدى الظروف، وقد عاشت حياة لم تكن كما تريدها بعيداً عن التمثيل.
ممثلة بالدرجة الأولى
تنتمي إنعام الدبس لعائلة فنية، فأختها الكبرى الفنانة ضحى الدبس وزوجها الممثل والمخرج المسرحي غسان الدبس، وهي اليوم تشارك لأول مرة في مسرحية للأطفال من إخراج زوجها تحت عنوان “دو ري مي” للكاتب جوان جان، وتعترف أنها ترددت كثيراً في المشاركة كون المسرحية من إخراج زوجها، وتناقشت كثيراً معه حول هذا الأمر خوفاً من القول أنها تشارك في مسرحية لأن المخرج زوجها، منوهة إلى أن زوجها أكد لها أنه ما كان ليفعل ذلك قبل مشاركتها في مسرحية “هنّ” في العام الماضي وبالتالي فهي موجودة في المسرحية لأنها ممثلة بالدرجة الأولى، ووجودها في مسرحية من إخراج زوجها حمَّلَها مسؤولية كبيرة تتطلب منها بذل جهد مضاعف لإثبات نفسها.
المسرح المدرسي
وعبَّرت الدبس عن سعادتها بوجودها في عمل مسرحي موجه للأطفال وهي التي تحبهم كثيراً وتعرف كيف تتعامل معهم بحكم وجودها منذ سنوات طويلة في مديرية المسرح المدرسي الذي تتمنى تفعيله ودعمه لأهميته، موضحة أن مديرية المسرح المدرسي قدمت العام الماضي عرضين مسرحيين بعد انقطاع عن تقديم العروض نتيجة الظروف التي مرت بها سورية، والتي كانت تحول دون تقديم عروض مسرحية على خشبات المسارح والاكتفاء أحياناً بتقديم بعض العروض في المدارس، منوهة إلى وجود عدد من طلاب المدارس ممن يعشقون التمثيل ويحبون المسرح، والمديرية تعمل على احتضانهم وتدريبهم للخروج في النهاية بعروض مسرحية.
دو ري مي
وتوضح إنعام الدبس أن ما يميز مسرحية “دو ري مي” أنها تضم أطفالاً ممثلين وقد استطاع المخرج نقل عوالم الطفل إلى الخشبة وهذا سيقرّب الجمهور من العرض، مشيرة كذلك إلى وجود عدد كبير من الممثلين الكبار الذين اعتادوا مخاطبة الطفل ونجحوا في التواصل معه، مبينة أن الممثل القادر على التواصل مع الأطفال هو الممثل الذي يستدعي الطفل الذي بداخله ليخاطب من خلاله جمهوره وإيصال الرسائل التي يريدها العرض، مشيرة إلى أن مسرح الطفل ليس مسرحاً سهلاً، وأكثر ما يحزنها في هذا المجال الاستخفاف به وعدم احترامه في المجتمع الذي ما زال الطفل بنظره كائناً من الدرجة الثانية، مع تأكيدها على حبها لمسرح الطفل لأن جمهوره جريء ومباشر ولديه القدرة على توجيه النقد بشكل مباشر دون مواربة.
أمينة عباس