روسيا: “التحالف” دمّر الرقة والمنظمات الدولية عاجزة عن الإغاثة الجيش يوجّه ضربات دقيقة إلى تجمعات إرهابيي “النصرة” في ريف حلب
بعد نحو أربع سنوات من القتل العشوائي للشعب السوري وتدميرها البنى التحتية، أقرت أمريكا بارتكابها جرائم قتل بحق المدنيين مبررة ذلك بدعوى أنها جزء فظيع ومرعب من الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي حسب زعمها، رغم أن الوقائع تؤكد أنها قتلت من الأهالي أضعاف ما قتلت من داعش.
روسيا جددت انتقادها لتحالف واشنطن الإرهابي، وأكد نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه كوجين أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة محاربة الإرهاب دمّر مدينة الرقة بشكل كامل، ووضع المدنيين فيها لم يتحسن، موضحاً أن منظمات الإغاثة عاجزة عن العمل داخل المدينة. في وقت أكد رئيس المكتب التنفيذي لرابطة الدول المستقلة سيرغي ليبيديف أن وجود قوات لعدد من الدول الأجنبية على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة الشرعية فيها هو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.
وفيما شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على أن خطط الإرهابيين في سورية فشلت، والظروف باتت مهيأة لإعادة الإعمار، أكد برلمانيان روسي وأرميني أهمية التعاون مع سورية في مكافحة الإرهاب الدولي والتصدي للسياسة العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها ضد الشعوب والبلدان المستقلة.
وفي التفاصيل، أقرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بارتكاب التحالف الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق جرائم قتل بحق المدنيين.
وقال الكولونيل توماس فيل المتحدث الرسمي باسم العمليات العسكرية التي تقودها واشنطن في كل من سورية والعراق كما نقلت صحيفة واشنطن: إن وقوع خسائر في الأرواح في صفوف المدنيين جراء عملياتنا مؤسف ومحزن للغاية، مبرراً ذلك بدعوى أنها جزء فظيع ومرعب من الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي حسب زعمه. وادعى المتحدث باسم عمليات التحالف الأميركية أن الجيش الأميركي لا يستطيع أن يحصي عدد الضحايا المدنيين في كل من سورية والعراق الذين قتلتهم غارات تحالفه منذ بدء عملياته في البلدين في عام 2014، محاولاً بذلك التهرب من مسؤولياته القانونية بهذا الصدد ومن المطالبات الحقوقية له.
وارتكب “التحالف الدولي” منذ تشكيله بشكل غير شرعي من خارج مجلس الأمن في عام 2014 بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي عشرات المجازر، أسفرت عن استشهاد وجرح المئات من المدنيين، إضافة إلى استهدافه البنى التحتية من جسور ومنشآت حيوية في ريفي دير الزور والحسكة وتدميره مدينة الرقة بشكل شبه كامل، وتهجير مئات الآلاف من سكانها.
إلى ذلك قال نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحفيين أمس: إن التحالف دمّر مدينة الرقة بشكل كامل، وإن هناك الكثير من القتلى من سكانها دفن تحت الأنقاض، موضحاً أن آثار المدافع والطيران الأمريكي والبريطاني والفرنسي واضحة للعيان في كل مكان.
وأشار كوجين إلى أنه لم تنفذ أي عمليات إعمار في المدينة المدمرة، ولا توجد فيها أي سلطات تهتم بمصير من بقي من سكانها على قيد الحياة، وقال: إن الوضع في المدينة يزداد صعوبة، لأن أحداً لم يعمل شيئاً خلال 9 أشهر مضت منذ تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي لتسهيل حياة سكانها، فمنظمات الإغاثة الدولية تشكو من عجزها عن العمل، إذ لا يمكنها إيجاد مكان آمن في المدينة لفتح مكاتبها، وإقامة مساحات لتوزيع المساعدات الإنسانية بين المدنيين، لأن المدينة كلها مليئة بالألغام، ويلقى عدد من المدنيين حتفهم يومياً بسبب هذه الألغام والقذائف غير المنفجرة.
وتساءل كوجين بأي حق يمنع من احتل جزءاً من دولة ذات سيادة من أعضاء الأمم المتحدة سلطاتها الشرعية من إمكانية استعادة السيطرة على المناطق المحتلة لإعادة الحياة الطبيعية إليها، وكيف لهؤلاء المحتلين أن يلعبوا دور الدول الضامنة لعملية التسوية السياسية بين السوريين؟.
وأكدت منظمة العفو الدولية أول أمس أن الهجمات التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة محاربة الإرهاب ضد مدينة الرقة العام الماضي ترقى إلى جرائم الحرب.
وخلافاً لادعاءاتها بمحاربة إرهابيي داعش تفيد التقارير الإخبارية بأن واشنطن أمنت خروج هؤلاء الإرهابيين من الرقة مع عتادهم، ما يؤكد وجود اتفاقات مبرمة بين التحالف الأمريكي المزعوم والتنظيم التكفيري.
في الأثناء قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال افتتاح اجتماع وزراء دفاع رابطة الدول المستقلة: إنه تم تحرير الجزء الأكبر من سورية من الإرهابيين، إضافة إلى إجراء اتصالات مع بقية الإرهابيين لإلقاء السلاح، كما تم إحباط خطط تشكيل “الخلافة الزائفة”، وتهيئة الظروف للتسوية، والحفاظ على سورية دولة واحدة غير قابلة للتقسيم.
وأوضح شويغو أن قضايا التسوية السياسية، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار البنية التحتية تأتي في مقدمة المسائل المهمة في سورية، معرباً عن أمل بلاده بمشاركة بلدان رابطة الدول المستقلة في ذلك والذي من شأنه أن يظهر وحدتها في الحرب ضد الإرهاب العالمي وضمان الأمن المشترك، وأشار إلى وجود مجال واسع للتعاون بين دول الرابطة بشأن سورية مثل إزالة الألغام التي خلّفها الإرهابيون، ومراقبة مناطق تخفيف التوتر، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار البنية التحتية.
إلى ذلك أشار رئيس المكتب التنفيذي لرابطة الدول المستقلة سيرغي ليبيديف خلال اجتماع لمجلس وزراء الدفاع في بلدان الرابطة بمدينة كيزيل الروسية أمس إلى محاولات الدول الغربية إلغاء أحد المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية، وهو مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، موضحاً أن وجود قوات أجنبية في سورية دون موافقة حكومتها مثال على ذلك، وداعياً الرابطة إلى تشكيل آليات مشتركة جديدة للرد على كل ما من شأنه تقويض الاستقرار في دولها.
وأوضح ليبيديف أن المؤسسات الدولية التقليدية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا غير قادرة على التصدي بفعالية لهذه التهديدات، مشدداً على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة، والاستغلال الأمثل لفرص التكامل لضمان السلام، وتعزيز أمن بلدان رابطة الدول المستقلة.
يذكر أن رابطة الدول المستقلة هي منظمة دولية أوروآسيوية مكونة من 12 جمهورية سوفياتية سابقة، ومقرها في مينسك، وتهدف إلى إيجاد تعاون متميز، وتشمل مجالات التجارة والتمويل والقوانين والأمن، إضافة إلى التعاون في مجال الديمقراطية ومكافحة الإرهاب.
من جهة ثانية أكد برلمانيان روسي وأرميني أهمية التعاون مع سورية لمكافحة الإرهاب الدولي والتصدي للسياسة العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها ضد الشعوب والبلدان المستقلة.
وقال رئيس الحزب الشيوعي الروسي، رئيس كتلة النواب الشيوعيين في مجلس الدوما غينادي زوغانوف: إن المنتديات البرلمانية على اعتبارها منتديات لممثلي الناخبين لها أهمية قصوى في التأثير على حل القضايا الدولية الكبرى بما في ذلك الأزمة في سورية، لأن هذه المنتديات تمثل تطلعات شعوب العالم، وتطرحها على المسرح الدولي ليكون صداها مسموعاً في قارات العالم كافة، وأشار إلى أن أهمية المنتديات تأتي من أن العالم وصل إلى طريق مسدود بسبب سياسة الهيمنة التي تتبعها بعض الدول، واستمرار الحمى الاقتصادية في العالم، وتفاقم النقص في الموارد المالية، وانتشار الإرهاب الذي بات يهدد أمن جميع بلدان العالم تقريباً، لافتاً إلى أن ضرورة اكتساب التعاون المشترك، ومناقشة المشاكل، والبحث عن حلول لها أهمية خاصة.
من جهته أكد رئيس البرلمان الأرميني الجمعية الوطنية آرا بابلويان تأييد بلاده لنضال الشعب السوري وتضامنها مع سورية الشقيقة، مشدداً على دعم الشعب الأرميني لأولئك الأبطال الذين لم يتركوا بلادهم عرضة للإرهاب، بل وقفوا وقوف الشجعان في وجه هذه الآفة الخطيرة التي لا تهدد أمن سورية فحسب، بل وأمن جميع بلدان المنطقة والعالم.
ميدانياً، وجّهت وحدات من الجيش العربي السوري رمايات مركّزة على تحركات وتجمعات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي.
وذكر مراسل سانا في حلب أن وحدة من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة أوقعت قتلى ومصابين في صفوف إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به، وذلك بعد توجيه ضربات دقيقة على تحركاتهم في محيط منطقة خربة معراتة بالريف الجنوبي الغربي، وأشار إلى أن مدفعية الجيش نفذت ضربات مركّزة على تجمع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي على محور جمعية الزهراء غرب مدينة حلب، أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين، وتدمير آلية دفع رباعي لهم.
وأحبطت وحدة من الجيش، بالتعاون مع القوات الحليفة أول أمس، محاولة تسلل مجموعة تابعة لتنظيم النصرة الإرهابي باتجاه نقاط عسكرية في ريف حلب الجنوبي الغربي، وأوقعت 15 إرهابياً بين قتيل ومصاب.
في الأثناء ضبطت الجهات المختصة في ريف حمص الشمالي كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت مجهزة للتهريب إلى التنظيمات الإرهابية في مدينة إدلب وريفها.
وأفاد ضابط من الجهات المختصة بأنه من خلال معلومات تلقتها الأجهزة الأمنية من مصادر أهلية بريف حمص الشمالي، وبعد متابعة دقيقة تم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت مجهزة لتهريبها إلى الإرهابيين في ريف إدلب.
وبيّن الضابط أنه من بين الأسلحة المضبوطة بنادق آلية ورشاشات “بي كي سي” و”بي كي تي” وأخرى من عيار 12 و7 و5ر14 مم وقواذف “أر بي جي” مع كمية من قذائفها وصاروخ فاغوت وقاذف ري جي 27 وصاروخ كوبرا وقواذف هاون 120 و180مم وقواذف بي 9 مع عدد من قذائفها وقذائف دبابة وأنيغرا وقنابل يدوية وقناصات محلية الصنع وذخائر متنوعة.