بوتين يقترح تسهيل إجراءات منح الجنسية الروسية: على الغرب احترام مصالحنا
شدد الرئيس فلاديمير بوتين على ضرورة اتخاذ التدابير التي من شأنها اختزال إجراءات منح الجنسية الروسية للأجانب والحد من القيود المفروضة على هذا الصعيد، وقال، أثناء حواره السنوي مع المواطنين: “ينبغي اتخاذ تدابير جدية وجذرية في هذا الصدد، مع مراعاة مصالح مواطني روسيا والوضع في سوق العمل”، وأشار إلى أن القرارات كهذه لها أبعاد كثيرة بينها الجوانب الإنسانية والاقتصادية، وخاصة في ظل الوضع الديموغرافي المعقد في البلاد.
وهذه هي المرة الـ 16 التي يرد فيها الرئيس الروسي على أسئلة المواطنين الروس بشكل مباشر عبر البث التلفزيوني والإذاعي.
وأوضح بوتين أنه يعني في المقام الأول تيسير شروط منح الجنسية “لطالبيها ممن هم على ارتباط وثيق بالعالم الروسي، ويتكلمون الروسية، ويرغبون في العمل في روسيا، ويتمتعون بالكفاءات المطلوبة”.
وتعليقاً على ما يشاع عن خطط كييف للزحف على جنوب شرقي أوكرانيا خلال كأس العالم، أكد بوتين أن الاعتداء من هذا النوع سيفرز عواقب وخيمة تنعكس على مؤسسات الدولة الأوكرانية، وأعرب عن أمله في “ألا يصل الأمر إلى مثل هذه الاستفزازات”، وأضاف: “أعتقد أن ذلك حال حصوله، سيسفر عن عواقب وخيمة بالنسبة إلى مؤسسات الدولة الأوكرانية بشكل عام”، وانتقد استمرار الحصار الذي تفرضه سلطات كييف على جنوب شرقي أوكرانيا و”قصف المدنيين” هناك. واعتبر أن هذه الممارسات إن دلت على شيء، فعلى عجز القيادة الحالية لأوكرانيا عن حل قضية دونباس، مشدداً على أهمية تنفيذ اتفاقات مينسك للتسوية الأوكرانية.
يشار إلى أن روسيا لم تعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، لكنها تعهدت بحماية السكان الروس هناك، ومستمرة في تقديم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين.
كما تسعى روسيا مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات “مينسك” للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، ومشاورات “رباعية نورمندي” المستمرة على مستوى وزراء خارجية بلدان مجموعة مينسك الأربعة.
وقبل مفاوضات “مينسك”، أطلقت كييف عام 2014 عملية عسكرية لـ”مكافحة الإرهاب” ضد الجمهوريتين، في أعقاب ما سمي بـ”ثورة الميدان” في كييف التي أطاحت بحكم فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت القوى اليمينية المتطرفة إلى السلطة، الرافضة للتكامل مع روسيا، والمطالبة بدمج أوكرانيا في فضاء الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وفي مجال ثالث، أكد بوتين أن الاتهامات التي يوجهها الغرب لروسيا، والعقوبات التي يفرضها عليها، تهدف إلى عرقلة تطورها لأن الدول الغربية لا تزال تعتبرها منافساً.
وقال بوتين في إجابته عن سؤال حول الحملة المعادية لروسيا التي تتبنها الدول الغربية: “كل هذا، بما في ذلك العقوبات، طريق لردع روسيا، هذه الاتهامات التي لا نهاية لها من شأنها خلق ظروف ملائمة لتطبيق الإجراءات الرادعة، هكذا يعتقد هؤلاء الذين يلجؤون إلى مثل هذه الوسائل”، وتساءل: “لماذا يفعلون ذلك؟ لأنهم يرون في روسيا تهديداً، لأنهم يرون أن روسيا تتحوّل إلى منافس لهم”، وشدد على أن هذا النهج “سياسة خاطئة جداً”، وقال: “ما يجب فعله ليس ردع أحد، بما في ذلك روسيا، وإنما إقامة التعاون البنّاء، وفي حال اتباع هذا الموقف ستكون الانعكاسات العامة على الاقتصاد العالمي إيجابية، وبعض شركائنا يبدؤون بتفهم هذا الأمر، ويتحدث المسؤولون في كثير من الدول على المستوى السياسي حول ضرورة إقامة علاقات طبيعية مع روسيا”.
ورداً على سؤال حول الوقت الذي ستنتهي فيه السياسات المعادية لروسيا، قال بوتين: “هذا الضغط لن يتوقف إلا بعد أن يدرك شركاؤنا أن الإجراءات التي يطبقونها غير فعالة ومضرة بالنسبة للجميع، في تلك الحالة سيضطرون إلى أخذ مصالح روسيا بعين الاعتبار”، وأشار إلى أن روسيا تحمي مصالحها بصورة ممنهجة و”دون اللجوء إلى الوقاحة أو الفظاظة”، بما في ذلك في مجالي الاقتصاد والأمن، وهي عازمة على مواصلة القيام بذلك، إلا أنه أضاف: “إننا مع ذلك نبحث دائماً عن توافقات، ونسعى إلى التوصل إليها”.
وأكد الرئيس الروسي أن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة تقليص منظومات الدفاع الصاروخي يهدف لإزالة التوازن العالمي، لكن الأسلحة الروسية المطوّرة تحول دون ذلك.