سياسات ترامب تحوّل مجموعة الثماني إلى “6+1”
يبدو أن الدول الأوروبية بدأت تستشعر فعلياً الخطر القادم من وراء المحيط، حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة الأصوات المنددة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية، التي لحظ فيها الأوروبيون حرباً موجهة نحو الاقتصاد الأوروبي يمكن أن تقود أوروبا إلى المجهول، فقد رجّحت مصادر أن تطرح فرنسا وكندا سيناريوهات محتملة لمجموعة السبع الكبرى، منها تحوّل المجموعة إلى “6+1” بسبب مواقف ترامب المغايرة للدول الست، فيما أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال لقائهما في أوتاوا الكندية، أنهما ليسا مستعدّين “للقبول بكل شيء من أجل أن يصدر بيان مشترك” مع الولايات المتحدة عن قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي تلتئم في كيبيك اليوم. وأقرّ الإليزيه بأن بقية الدول الأعضاء في مجموعة السبع الكبرى عاجزة عن تغيير موقف ترامب أو تليينه، سواء تعلق الأمر باتفاق باريس للمناخ، أم بالاتفاق النووي الإيراني، ومن هنا اتفق ماكرون وترودو على السيناريوهات المحتملة لما ستفضي إليه قمة كيبيك.
وقالت الرئاسة الفرنسية: “نحن لسنا هنا كي نحاول إقناع دونالد ترامب بالعدول عن مواقفه، لأننا نعلم أنه ينفذ ما وعد به في حملته الانتخابية”، وتابع: “نحن لن نكون مستعدين للقبول ببيان لا يذكر اتفاق باريس للمناخ”.
وفيما يتعلق بإيران قالت الرئاسة الفرنسية: “نحن لن نقبل أبداً بإعلان يدين الاتفاق النووي الإيراني، أو يعتبره لاغياً، أو أن إيران لا تحترم تعهداتها”.
من جهة أخرى، ترغب باريس في أن يشير البيان الختامي إلى مبدأ احترام قواعد مشتركة يشكل برنامج عمل لإحداث تغيير في منظمة التجارة العالمية “بهدف ضمان تجارة مفتوحة وحرة وعادلة بين دول مجموعة السبع وأبعد منها، وأن يشير إلى أن التشكيك في هذا النظام التجاري يشكل مجازفة وتهديداً عالمياً”.
وفي الإطار ذاته، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس: إن الدول الأعضاء في مجموعة السبع، يجب أن تلتزم بالنظام العالمي الحالي، رغم الاتجاه السياسي الذي اختاره الرئيس الأمريكي، وذكر، في مقالة كتبها بصحيفة “نيويورك تايمز” عشية قمة مجموعة “G7”، إن المباحثات بين الدول الأعضاء ستجري في ضوء القرارات الأخيرة التي اتخذها ترامب.
وأضاف رئيس المجلس الأوروبي: إن قرارات الولايات المتحدة حول الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ وفرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم من أوروبا “هي قرارات مؤسفة ومثيرة للقلق”، لكن هذه السياسة لن تؤثر في وحدة “G7”.
وأكد توسك في مقالته أن التزام أوروبا بنظام عالمي يعتمد على القانون الدولي هو الهدف الرئيسي لمجموعة السبع، مضيفاً: إن “أولئك الذين يسعون إلى تدمير هذا النظام يجب أن يعرفوا أننا سندافع عنه، وسنكون موحّدين في ذلك”.
وفي الوقت نفسه شدّد توسك على أنه لا يريد تحميل مسؤولية تدهور العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة فقط لواشنطن، وأفاد بأنه من المهم الحفاظ على التعاون عبر الأطلسي، وعلى أوروبا أن تكون مستعدة للعمل مستقلة في بعض الأحوال.
من جانب آخر، كشف رئيس لجنة السياسة الإعلامية والتعاون مع وسائل الإعلام في مجلس الاتحاد الروسي اليكسي بوشكوف عن احتمال عودة روسيا إلى مجموعة الثماني الكبرى.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بوشكوف قوله للصحفيين أمس: إن مجموعة الثماني أصبحت بعد انسحاب روسيا منها قبل أربع سنوات عبارة عن “نادي أصدقاء أمريكا” الذي لا علاقة لروسيا به، موضحاً أن المجموعة التي أصبحت تدعى مجموعة السبع تعتبر من التكتلات التي عفا عليها الزمن.
وأشار بوشكوف إلى أن عام 2005 شهد تحوّلاً ثورياً باتت البلدان النامية خلاله تنتج من السلع والخدمات ما يفوق إنتاج الدول الصناعية المتقدمة، مبيناً أن مجموعة بريكس التي تضم “البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا” ستتقدم على مجموعة السبع في إجمالي الناتج المحلي في عام 2020.
يشار إلى أن مجموعة الثماني الكبار تحوّلت إلى مجموعة السبع في عام 2014 عندما توقفت روسيا عن المشاركة في قممها بسبب عدم حضور قادة الدول السبع قمة غير رسمية لنادي البلدان المتطورة في سوتشي التي اجتمعت في بروكسل دون مشاركة روسيا.