ظريف: بقاء الاتفاق النووي مرهون بتعويض طهران عن خسائرها من انسحاب واشنطن
عقد خبراء اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني اجتماعاً مشتركاً أمس في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية في طهران، بحضور ممثلين عن الدول الموقّعة على الاتفاق، عدا الولايات المتحدة، بهدف البحث في مدى قدرة الدول الأوروبية على الالتزام بالاتفاق النووي رغم العقوبات الأمريكية على طهران، فيما قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف: إنه إذا تقرّر استمرار الاتفاق النووي، فإن على باقي أطراف الاتفاق إعطاء الضمانات اللازمة لإيران بتعويض كل خسائرها الناجمة عن خروج الولايات المتحدة منه.وفي رسالة وجهها إلى نظرائه الأجانب يوضح لهم فيها آخر تطورات الاتفاق النووي، اعتبر ظريف أن الولايات المتحدة اتخذت سلوكاً فوضوياً وغير قانوني لتدمير الاتفاق النووي كإنجاز دبلوماسي لافت، بحسب تعبيره، مضيفاً: “من المضحك أن يتهمنا وزير الخارجية الأميركي بإشعال شرارة الحرب في المنطقة، بينما بلده هو الذي يزعزع استقرارها منذ عام 2003”.
وشدّد الوزير الإيراني على أنه يجب عدم السماح للولايات المتحدة باستغلال خروجها من الاتفاق النووي والاستفادة منه.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الثامن من أيار الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقّع بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد عام 2015، فيما أعلنت الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق تمسكها به وتنفيذه بالكامل.
بالتزامن، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أنه سيتم في غضون شهر إكمال مركز إنتاج أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز وسط إيران، مؤكداً أن بلاده لم تقم بأي إجراء يناقض الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وأشار، في حوار مع التلفزيون الإيراني، إلى تدشين صالة منذ أربعة أعوام يتم فيها إنجاز الاختبارات لمختلف الأجهزة، موضحاً بأن هناك صالة أخرى أكبر منها سيتم تدشينها في غضون أسابيع ولديها القدرة على استيعاب إجراء الفحص الكامل لـ 60 جهازاً للطرد المركزي. وأكد صالحي أن إيران تنتج أجهزة الطرد المركزي حسب قيود الاتفاق النووي لأنشطتها في مجال البحث والتطوير، قائلاً: “نحن نعمل وبشكل جاد على عمليات التنقيب واستخراج اليورانيوم بحيث يكون بالإمكان في السنوات الخمس أو الست المقبلة الوصول إلى 300 طن من المواد الخام”.
ورفض صالحي المزاعم حول إنفاق مئات المليارات من الدولارات على الصناعة النووية، وقال: “إنه على مدى الثلاثين سنة الماضية فإن جميع الأموال التي رصدت بلغت نحو 6.5 مليارات دولار، حيث تم إنفاق مليار ونصف مليار دولار، منها على بناء محطة بوشهر، وهذه المحطة تبلغ قيمتها حالياً 5 مليارات دولار، كما أن ما تم إنفاقه على بناء منشآت نطنز وفردو وأصفهان وغيرها بلغ 5 مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثين الماضية”.
وكان قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي شدد قبل أيام على أن الشعب الإيراني لن يتراجع عن قدراته الوطنية، وسيقف بقوة أمام غطرسة الأعداء، وستكون قراراته عقلانية، ولن يقبل أن تفرض عليه عقوبات، ويمنع من استخدام الطاقة النووية.
من جهة ثانية، كشف وزير الأمن الإيراني محمود علوي عن اعتقال وتفكيك خلايا إرهابية عدة غرب وجنوب غرب إيران خلال الأيام الأخيرة. وقال علوي: “إن قوات الأمن الإيراني تمكنت من الكشف عن الخلايا الإرهابية التي كان بحوزتها كميات من الأسلحة والمواد القابلة للانفجار”، مشدداً على أن مراسم يوم القدس العالمي ستقام بشكل آمن في مختلف مدن إيران بعد استكمال الاستعدادات الأمنية بشكل تام.
إلى ذلك، أعلن علوي عن إطلاق سراح أربعة بحارة إيرانيين كانوا محتجزين من قبل القراصنة في الصومال.
وقال علوي بعد لقائه البحارة الذين تم الإفراج عنهم: إنهم وقعوا في أسر القراصنة منذ عام 2015، ووزارة الأمن بدأت بمتابعة هذا الموضوع، لافتاً إلى أن البحارة لم يكونوا محتجزين من قبل حكومة أو جهة رسمية، ولذا فإن الإفراج عنهم تحقق بعد تنفيذ عمليات استخبارية معقدة، نفذتها كوادر وزارة الأمن الإيرانية.