كفريا والفوعة المحاصرتان تسطّران ملاحم بطولية في مقاومة الإرهاب بـوتين : الـحـكـومـة الـسـوريـة أوفـت بــالـتـزامــاتهــا كــامـلــة
يسطّر أهالي بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي ملاحم بطولية في مواجهة الإرهاب، ومقاومة اعتداءات التكفيريين، وحصارهم لأهالي البلدتين منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تصدت اللجان الشعبية المدافعة عن البلدتين أمس لهجوم عنيف شنه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات الارهابية المنضوية تحت زعامته، وأوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة بالأفراد، ودمرت لهم عتاداً وذخيرة.
وفيما أقدمت المجموعات الإرهابية بريف القنيطرة الشمالي على إشعال النيران بعشرات الدونمات المزروعة بالأشجار ومحصول القمح، استهدفت مجموعة أخرى بالقذائف الصاروخية أحياء سكنية في مدينة حلب، وردت وحدات الجيش بالأسلحة المناسبة على مصادر إطلاق القذائف، وألحقت بالإرهابيين خسائر بالعتاد والأفراد.
في السياسة، أكد قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أنه لا بديل عن عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم من أجل التوصل إلى حل للأزمة فيها.
وفيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الإجراءات المنسقة لروسيا والحكومة السورية وغيرهما من الشركاء أدت إلى تحقيق نتائج مهمة في مجال مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن الحكومة السورية أوفت بالتزاماتها بالكامل، وأظهرت استعدادها للحوار، وأن الأمر الآن متروك لـ “المعارضة”، لفت الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أهمية تعاون الدول الاعضاء في منظمة شنغهاي لمواجهة التحديات والتهديدات، معرباً عن استعداد بلاده للتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، في حين جدد الرئيس القرغيزي ألمازبيك أتامباييف التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
وفي التفاصيل، ذكرت مصادر أهلية أن اللجان الشعبية خاضت اشتباكات عنيفة مع إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة، تسللوا من محاور قرى بنش ورام حمدان والصواغية على أطراف بلدتي كفريا والفوعة، وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات انتهت بإفشال الهجوم بعد مقتل وإصابة العديد من الارهابيين، وتدمير عتادهم، وإجبار من تبقى منهم على الفرار باتجاه المحاور التي انطلقوا منها.
وتصدت اللجان الشعبية المدافعة عن بلدتي كفريا والفوعة خلال السنوات الثلاث الماضية لمئات الهجمات الإرهابية من قبل تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به، ومنعته من دخول البلدتين.
وكانت التنظيمات الإرهابية استهدفت قبل يومين بالقذائف ورصاص القنص الأهالي في البلدتين المحاصرتين شمال إدلب بنحو 10 كم، ما تسبب باستشهاد مدني، وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وفي ريف القنيطرة أضرمت المجموعات الإرهابية المنتشرة في أحراج جباتا الخشب الليلة قبل الماضية النيران بعشرات الدونمات المزروعة بالأشجار المثمرة من التفاح والكرز والتين في موقع كروم الحمرية جنوب قرية حضر بالريف الشمالي، وأشار مراسل “سانا” إلى أن النيران مازالت مشتعلة، ما تسبب بوقوع أضرار كبيرة في أراضي المزارعين والأشجار المثمرة والتي يزيد عمرها عن عشرين عاماً، وذلك نتيجة عدم إمكانية إطفاء النيران لانتشار المجموعات الإرهابية في موقع الحريق، واستغلالها هبوب وحركة الريح باتجاه الشرق، ولفت إلى أن مجموعات إرهابية قامت بإضرام النيران في الأراضي الزراعية الواقعة جنوب قرية جبا ما أدى الى خسائر كبيرة في أشجار الزيتون ومحصول القمح.
يذكر أن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة، المرتبط بالعدو الإسرائيلي، يفتعلون كل عام في مثل هذه الأوقات الحرائق التي أدت إلى احتراق آلاف الأشجار المثمرة، وذلك للضغط على مواقف الأهالي الداعمة للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب.
وأفاد مصدر في قيادة شرطة حلب بأن المجموعات الإرهابية المنتشرة في الريف الغربي اعتدت بـ 6 قذائف صاروخية الليلة قبل الماضية على حي الحمدانية، سقطت إحداها على مدرسة أحمد توفيق مالك، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية ببعض منازل المواطنين، ومبنى المدرسة والغرف الصفية، وأشار إلى أن المجموعات الإرهابية استهدفت بعدد من القذائف الصاروخية حيي شارع النيل والخالدية، ما تسبب بحدوث أضرار بالممتلكات العامة والخاصة دون وقوع إصابات بين المدنيين.
سياسياً، جاء في البيان الختامي لقمة منظمة شنغهاي التي عقدت في تشينغداو بالصين أن الدول الأعضاء تؤكد أن حل الأزمة في سورية يجب أن ينطلق من ضرورة الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، وأن يتم وفقاً لأحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يشدد على هذه المبادئ.
وأشار البيان إلى فعالية اجتماعات أستانا حول الأزمة في سورية، منوهاً بنتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد في مدينة سوتشي الروسية أواخر كانون الثاني الماضي باعتباره مساهمة مهمة في تعزيز عملية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
ودعا قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في بيانهم للالتزام بالمذكرة الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية والتي لا تشمل التنظيمات الإرهابية، كما عبّروا عن دعمهم لمحادثات جنيف حول الأزمة في سورية.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة دولية، تم تأسيسها عام 2001 كرابطة متعددة الأطراف لضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر أنحاء أوروبا وآسيا، وتوحيد الجهود للتصدي للتحديات والتهديدات الناشئة، وتعزيز التجارة فضلاً عن التعاون الثقافي والإنساني.
ووقّعت 6 دول هي كازاخستان وقرغيزستان والصين وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان في حزيران من عام 2001 على بيان تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون، وتم في حزيران من العام الماضي قبول عضوية كل من الهند وباكستان في المنظمة، وإضافة إلى الدول الأعضاء الثماني حالياً تشارك في عمل المنظمة أربع دول بصفة مراقب هي أفغانستان وبيلاروس وإيران ومنغوليا.
إلى ذلك أوضح الرئيس الروسي في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الموسع لمجلس قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أن مجال التعاون ذا الأولوية في منظمة شنغهاى لا يزال محاربة الإرهاب باعتماد برامج تحدد معايير العمل المشترك في هذا المجال للسنوات الثلاث المقبلة، وتنص على إجراء تدريبات مشتركة، وإقامة تبادل أوثق للخبرات والمعلومات.
وأشار بوتين إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص لمحاربة الإرهاب في أفغانستان، والعمل على وقف إنتاج المخدرات، ونقلها من هذا البلد، كما حذر من أن انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني من شأنه أن يزعزع الاستقرار، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن روسيا دعت باستمرار لتنفيذ الخطة والوفاء بالتزاماتها.
بدوره أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة أمام القمة أن المحاولات الأمريكية لفرض سياساتها على الآخرين تمثل تهديداً للجميع، مشيراً إلى أن الحظر أحادي الجانب المفروض ضد إيران يتعارض مع القوانين الدولية، ويعرّض التجارة العالمية للخطر، ولفت إلى أهمية تعاون الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي لمواجهة التحديات والتهديدات، معرباً عن استعداد إيران للتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، وتنمية العلاقات الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من جهته جدد الرئيس القرغيزي ألمازبيك أتامباييف خلال كلمة ألقاها في بدء اجتماع القمة التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، مشيراً إلى أهمية تقديم المساعدة لهذا البلد من أجل تنمية الاقتصاد من قبل الدول ذات العضوية في المنظمة.
إلى ذلك عبّر الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف عن تقدير بلاده للجهود التي تبذلها الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية من أجل حل الأزمة.
وفي طهران أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن الأمريكيين قدموا المساندة والدعم لتنظيم داعش الإرهابي، ووقفوا إلى جانبه من أجل تحقيق أهدافهم، لافتاً إلى أن محور المقاومة وروسيا لعبوا دوراً رئيسياً في مكافحة الإرهاب في سورية، وأشار إلى ازدواجية مواقف الغرب حول قضية مكافحة الإرهاب، مبيناً أن السبب الرئيسي لهذه الازدواجية يعود إلى أن الأمريكيين يكذبون بهذا الخصوص، ولفت عبد اللهيان إلى أن إيران ستبقى إلى جانب سورية في مكافحة الإرهاب طالما أن الحكومة السورية تريد ذلك.