رابطة الدول المستقلة: حل الأزمة في سورية بالوسائل السياسية أمريكا تحضّر لاستفزاز “كيميائي” جديد.. وتحالفها يرتكب مجزرة دموية في ريف الحسكة
في إطار سعيها لتبرير ضرباتها لمواقع عسكرية سورية، تستعد أمريكا لافتعال استفزاز كيميائي جديد بالتعاون مع مرتزقتها في الداخل السوري، حيث كشفت وزارة الدفاع الروسية عن إدخال المجموعات الإرهابية، وبمساعدة قوات العمليات الخاصة الأمريكية، أنابيب تحتوي مادة الكلور إلى بلدة حقل الجفرة بمحافظة دير الزور بغية افتعال هجوم كيميائي جديد، واتهام الجيش العربي السوري بتنفيذه. في وقت يواصل طيران تحالف واشنطن ارتكاب المجازر بحق الأهالي لإجبارهم على مغادرة قراهم، وتسليمها للتكفيريين، وكان آخر فصول هذه المجازر أمس عندما استهدف “التحالف” مدرسة في قرية خويبيرة بريف الحسكة الجنوبي يقطنها لاجئون عراقيون هربوا من جرائم “داعش” وقصف “التحالف”، ما أدى إلى استشهاد 18 شخصاً بينهم نساء وأطفال. في حين قال البروفيسور الأسترالي تيم اندرسون: إن الحكومة البريطانية مولت واستخدمت منظمة ما يسمى “الخوذ البيضاء” للتلاعب بالرأي العام العالمي.
وسط هذه الأجواء واصل إرهابيو تنظيم جبهة النصرة اعتداءاتهم على المدنيين في بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين شمال مدينة إدلب، ما أدى إلى إصابة شابين بجروح خطيرة.
وفيما أكد مجلس وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة أنه لا يمكن حل الأزمة في سورية سوى بالوسائل السياسية، جددت إيران التأكيد على أن الوجود الاستشاري الإيراني في سورية هو بطلب من الحكومة السورية بهدف محاربة الإرهاب.
وفي التفاصيل، أشار المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في تصريح صحفي إلى وجود معلومات مؤكدة عن قيام المجموعات الإرهابية وبمساعدة قوات العمليات الخاصة الأمريكية بالتحضير لاستفزاز جديد باستخدام مواد سامة في محافظة دير الزور، مبيناً أن إرهابيين أدخلوا أنابيب تحتوي على غاز الكلور إلى حقل الجفرة في محافظة دير الزور لتمثيل هجوم كيميائي وتصويره واستخدامه لتبرير قصف جوي لما يسمى “التحالف الدولي” على أهداف حكومية سورية، وهجوم الإرهابيين على وحدات الجيش العربي السوري التي تحارب تنظيم داعش في المنطقة.
وامتهنت التنظيمات الإرهابية التكفيرية ورعاتها وداعموها، وفي مقدمتهم كيان العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة منذ بداية عدوانهم على الدولة السورية قبل 7 سنوات فبركة الأخبار المزيفة معتمدين في ذلك على ماكينة إعلامية تبث أفلاماً ومشاهد دعائية كاذبة حول أحداث مختلقة ومجازر، إما ارتكبوها هم، أو زعموا وقوعها بغية إلصاق التهمة بالجيش العربي السوري الذي يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم.
وبحجة محاربة تنظيم داعش ارتكب طيران ما يسمى “التحالف الدولي” مجزرة جديدة في ريف الحسكة،
وأفادت مصادر أهلية بأن طائرات “التحالف” قصفت مدرسة في قرية خويبيرة جنوب شرق الشدادي، ما تسبب بمجزرة راح ضحيتها 18 مدنياً جلهم نساء وأطفال عراقيون فروا من جرائم إرهابيي داعش وقصف التحالف.
واستشهد الثلاثاء الماضي 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال، ووقع دمار كبير في الممتلكات العامة والخاصة جراء قصف طائرات “التحالف الدولي” منازل المواطنين في قرية جزاع شمال الدشيشة بالريف الجنوبي لمدينة الشدادي.
وأشارت المصادر إلى أن “التحالف” يعمد إلى قصف قرى في ريف مدينة الشدادي بمختلف أنواع الأسلحة تمهيداً لاحتلال مجموعات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية لهذه القرى.
وكثف “التحالف الدولي” من اعتداءاته خلال الأيام الأخيرة على التجمعات السكانية بريف الشدادي الجنوبي الشرقي، حيث يتعمّد تدمير منازل المدنيين، ولا سيما في القرى التي رفض أهلها الانضمام إلى ميليشيا “قسد”.
من جهة ثانية أفادت مصادر أهلية بأن مجموعات إرهابية تنتشر في قرى وبلدات ونقاط محصنة في محيط بلدتي كفريا والفوعة استهدفت برصاص القنص المدنيين، ما أدى إلى إصابة شاب كفيف 28 عاماً، وآخر 33 عاماً بجروح خطيرة.
وتعتدي التنظيمات الإرهابية بالقذائف والأسلحة الرشاشة واسطوانات الغاز ورصاص القناصة على أهالي بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين منذ أكثر من 3 سنوات، ما تسبب باستشهاد العديد من الأشخاص، وإصابة آخرين، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وذلك في محاولة للتأثير على معنوياتهم والنيل من صمودهم، حيث أحبطت اللجان الشعبية بالتعاون مع الأهالي أول أمس هجوماً شنته مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم جبهة النصرة على البلدتين وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وفي ريف حمص تسبب انفجار لغم أرضي زرعه الإرهابيون ضمن الأراضي الزراعية بقرية كفرنان قبل إخراجهم إلى شمال سورية باستشهاد مواطن من أهالي قرية كفرنان.
وتعمل وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري منذ الانتهاء من إخراج الإرهابيين من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي في 16 الشهر الماضي على تمشيط القرى والبلدات لتطهيرها من مخلفات الإرهابيين الذين عمدوا إلى تفخيخ الطرقات والأراضي الزراعية بالعبوات الناسفة والألغام لمنع المواطنين من الذهاب إلى أراضيهم وجني محاصيلهم الزراعية.
في الأثناء قال البروفيسور الأسترالي تيم اندرسون: إن الحكومة البريطانية مولت واستخدمت منظمة ما يسمى “الخوذ البيضاء”، وهي الفرع الفعال للعلاقات العامة لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية للتلاعب بالرأي العام العالمي.
وأوضح اندرسون، الذي ألف كتابين عن الحرب على سورية، في حديث لوكالة سبوتنيك أن هناك الكثير من الشهود المستقلين حول ما جرى في دوما في نيسان الماضي والذين أكدوا أن التنظيمات الإرهابية هي من فبركت الهجوم بالأسلحة الكيميائية بشكل كامل، أضف إلى ذلك الأدلة عن وجود ضغط مباشر من مصادر في بريطانيا للمضي قدماً في تلك الفبركة، في وقت كان الجيش السوري يحرز تقدماً في تحرير الغوطة الشرقية ومدينة دوما.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الكاملة للغرب، والقائمة على الحرب بالوكالة من خلال استخدام الجماعات المرتبطة علانية بتنظيم القاعدة الإرهابي إذا لم يكن التنظيم نفسه، كانت تستهدف الدولة السورية وتقسيم البلاد.
ورداً على سؤال حول ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص سحب واشنطن لقواتها من سورية قريباً، قال اندرسون: إن المشكلة هنا هي أن الولايات المتحدة مازال بإمكانها التسبب بالضرر، فعلى سبيل المثال لا تزال فلول (داعش) موجودة في أجزاء من شرق سورية فقط، لأن هذه الأجزاء لا تزال محتلة من قبل القوات الأميركية، لافتاً إلى أن “إسرائيل” أيضاً تمارس دوراً مماثلاً، حيث تدعم جماعات إرهابية في جنوب سورية، وهم قالوا ذلك بصراحة شديدة، فقد عالجت جرحاهم في مشافيها، وكانت هناك ذخائر إسرائيلية وجدت بحوزتهم.
من جهة أخرى أكد مجلس وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة أنه لا يمكن حل الأزمة في سورية سوى بالوسائل السياسية.
وقال وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف خلال مؤتمر صحفي بعد اختتام جلسة وزراء خارجية بلدان الرابطة في مدينة ألماتا الكازاخية أمس: لقد أكدنا مجدداً موقفنا المشترك بأنه لا يمكن تسوية الأزمة في سورية إلا بتدابير سياسية ودبلوماسية، ولا بد أن نشير بهذا الصدد إلى الدور المهم الذي لعبته عملية أستانا في تسوية الوضع في سورية.
يذكر أن رابطة الدول المستقلة هي منظمة دولية أوروآسيوية مكونة من 12 جمهورية سوفييتية سابقة، ومقرها في مينسك، وتهدف إلى إيجاد تعاون يشمل مجالات التجارة والتمويل والقوانين والأمن ومكافحة الإرهاب.
وفي طهران، جدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي التأكيد على أن الوجود الاستشاري الإيراني في سورية هو بطلب من الحكومة السورية بهدف محاربة الإرهاب، وقال قاسمي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: سنواصل تعاوننا مع الحكومة السورية وروسيا حتى إعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى سورية والقضاء على الإرهاب.