الجيش يوجّه ضربات مركّزة إلى تجمعات التكفيريين في اللطامنة كوتراشيف: مستوى العلاقات السورية الروسية نادر جداً في تاريخ العالم
وجّهت وحدة من الجيش أمس رمايات مركّزة على تجمع وتحرك للمجموعات الإرهابية في محيط بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، ما أسفر عن تدمير آلية ومقتل 4 إرهابيين كانوا على متنها من بينهم الإرهابي زاهر المحمود.
وفيما وصف الوزير المفوض بالسفارة الروسية إيلبروس كوتراشيف مستوى العلاقات الثنائية بين روسيا وسورية بالنادر جداً على مستوى العلاقات الدولية، مشيراً إلى أن مسار أستانا أثبت فاعليته، ويجب المحافظة عليه وتطويره ، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، ودعم إرادة وخيارات الشعب السوري في صياغة مستقبله، والعمل على مكافحة الإرهاب. في وقت أعلنت كازاخستان استعدادها لمواصلة استضافة اللقاءات الدولية حول تسوية الأزمة في أستانا، بينما جددت كوبا موقفها الداعم لسورية في كل المجالات.
ففي حديث لـ “سانا” وصف الوزير المفوض بالسفارة الروسية إيلبروس كوتراشيف مستوى العلاقات الثنائية بين روسيا وسورية بـ “النادر جداً” على مستوى العلاقات الدولية، وقال: في يومنا هذا وصلنا إلى مستوى نادر جداً في تاريخ العالم، وفي العلاقات الدولية من الثقة المتبادلة بين قيادات البلدين والشعبين في المجالات كافة.
ورأى كوتراشيف أنه بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري بدعم الأصدقاء من المهم التطلع لتحرير الأراضي السورية من القوى المحتلة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية،
معرباً عن أمله في أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن، وأن يكون المسار السياسي هو الطريق لتحقيق هذه الغاية، وخاصة أن جميع الأطراف بمن فيهم خصوم سورية يعترفون بأنه لا بد من الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وسيادة الدولة السورية واستقلالها.
وعن الجهود المبذولة للدفع بالعملية السياسية أشار كوتراشيف إلى أن مسار أستانا أثبت فاعليته، فكان خطوة حكيمة ينبغي تطوير قدراتها لتشمل مواضيع سياسية، معتبراً أن منطق تطور الأحداث يتطلب الحفاظ على مسار أستانا وتطويره عبر بحث كل الأمور الحيوية الخاصة بالوضع في سورية ومقللاً في الوقت نفسه من إمكانية ما سماه التفاهمات أو المؤامرات التركية الأمريكية في الشمال السوري في التأثير على هذا المسار، ولفت إلى أن هناك جموداً، والعملية السياسية متوقفة لأسباب فضل تأجيل الحديث عنها كي لا يفسر الأمر على أنه انتقاد لطرف على حساب طرف آخر.
ورأى كوتراشيف أن النهج الذي اتبعته سورية عبر تحقيق المصالحات المحلية أدى لنتائج ملموسة على الأرض، وتحسن الوضع العام في البلاد، معتبراً أنه في ظل توقف عملية جنيف فإن سورية عبر المصالحات تمضي قدماً بجهودها الذاتية لتحسين الوضع في البلاد.
وعن دور بلاده في مرحلة إعادة الإعمار أشار كوتراشيف إلى أن سورية أعطت أولوية للشركات الروسية في مجال إعادة الإعمار، وهي عملية لم تبدأ بعد على نطاق واسع، لكن هناك العديد من الجهود في هذا الإطار، آخذين بعين الاعتبار الوضع الأمني، إضافة لوجود عراقيل للنشاط الاقتصادي نتيجة الإجراءات الغربية أحادية الجانب المفروضة على سورية وروسيا، وأكد وجود رغبة لدى الطرفين لتجاوز العراقيل وتحقيق العمل المشترك في المجال الاقتصادي والارتقاء بمستوى التبادل التجاري إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية، مبيناً أن بلاده تشجّع الشركات الروسية على العمل في سورية، وهناك شركات روسية تعمل على الأرض رغم المخاطر وتحديات العقوبات الغربية، ولدى هذه الشركات مشاريع في مجالات مختلفة منها النفط والغاز والإسكان وتطوير البنية التحتية من موانئ وطرق ومطارات ومجال الفوسفات.
وأشار كوتراشيف إلى أن بلاده طالبت المجتمع الدولي في العديد من المناسبات بأن يمول المشاريع في سورية، أو على الأقل أن يمتنع عن عرقلة الجهود السليمة من قبل أصدقاء سورية في هذا المجال، وعلى رأسها رفع العقوبات، لكن كل الأمور في هذا الشأن حالياً مسيسة والدول التي ساهمت بالتدمير لا تريد المساهمة بإعادة الإعمار، وتربط ذلك بالمجال السياسي، وهذا موقف منحاز ومسيس وغير عقلاني وغير أخلاقي ونحن ندينه، وأوضح أن بلاده أصدرت توجيهات قبل أعوام إلى كل المؤسسات الروسية للمساهمة في تطوير العلاقات مع سورية وتحسين الوضع فيها، وشمل ذلك الوزارات المعنية بالشأن الاقتصادي والتعليمي والثقافي، فزادت حصة سورية من المنح الدراسية الروسية لتستوعب 500 طالب سوري، وهو عدد لا سابق له بين البلدين، كما تقوم الجهات الأهلية بجهود إنسانية، وتقدم المساعدات في الوقت الذي تقوم به وزارة الدفاع الروسية بتوريد مساعدات للمناطق المتضررة خاصة المحررة حديثاً.
وختم كوتراشيف القول بأن بلاده ومنذ بداية الأزمة في سورية كانت مقتنعة بضرورة بذل الجهود ليس فقط في المجال العسكري، بل أيضاً في المجالين السياسي والإنساني لحل الأزمة.
في غضون ذلك أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليست مخولة بتحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيميائية، موضحاً أن توسيع صلاحياتها لتشمل ذلك بدلاً عن مجلس الأمن أمر مرفوض, ويمثل تطوراً خطراً للغاية.
وأعرب نيبينزيا في بيان عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أثارت موسكو خلاله موضوع عقد مؤتمر للدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عن أمله بأن تدرك الدول الغربية أن تقويض هيبة حظر الكيميائي ومجلس الأمن قد يمثل تطوراً خطراً للغاية، وقال: إذا مرروا مخططاتهم فإنه قد تترتب على ذلك تبعات سلبية خطيرة على العملية السياسية في سورية، ولفت إلى أن الجهة الوحيدة المخولة بتحديد المسؤولين عن استخدام الكيميائي هي مجلس الأمن، ولا يحق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أو لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية القيام بذلك .
وستعقد الجلسة الخاصة لمؤتمر الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي الهولندية في الـ 26 والـ 27 من الشهر الجاري، وذلك بعد أن حظيت مبادرة لندن بإجراء هذه الجلسة بتأييد أكثر من 64 بلداً.
في الأثناء جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية، تحفظ وحدة الأراضي السورية وكيان الدولة ومؤسساتها، ودعم إرادة وخيارات الشعب السوري في صياغة مستقبله، والعمل على مكافحة الإرهاب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وقال بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية في بيان أمس: إن السيسي أكد خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا استعداد مصر لتكثيف اتصالاتها للتوصل إلى حل دائم للأزمة في سورية، مشيراً إلى أهمية تكاتف المجتمع الدولي للعمل على تحقيق ذلك.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد خلال لقائه دي ميستورا أول أمس موقف مصر ومساعيها الرامية لإرساء الحل السياسي للأزمة في سورية بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها وفقاً لمرجعيات الحل السياسي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأهمها القرار 2254 .
إلى ذلك أعلن النائب الأول لوزير خارجية كازاخستان مختار تليوبيردي أن بلاده مستعدة لمواصلة استضافة اللقاءات الدولية حول تسوية الأزمة في سورية في أستانا، وقال: من جانبنا نحن على استعداد لمواصلة تقديم الساحة المطلوبة، لأن منصة أستانا أثبتت نجاعتها التامة، وهو ما يجري الحديث عنه في الأمم المتحدة وفي جنيف، وأشار إلى احتمال عقد اجتماع لمناقشة التسوية السياسية للأزمة في سورية في أستانا بعد المحادثات المقررة في سوتشي بروسيا الشهر المقبل.
وكانت الدول الثلاث الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية روسيا وإيران وتركيا اتفقت في ختام اجتماع “أستانا9” حول سورية الذي عقد منتصف الشهر الماضي على عقد الاجتماع القادم حول سورية في مدينة سوتشي الروسية في تموز المقبل.
من جانبه جدد النائب الأول لوزير الخارجية الكوبي مارسيلينو ميدينا خلال لقائه وزير الإعلام عماد سارة مواقف بلاده الداعمة لسورية في كل المجالات، منوهاً بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري مؤخراً ضد التنظيمات الإرهابية.
وأكد الجانبان أهمية توسيع التعاون الإعلامي بين البلدين وزيادة التنسيق بين المؤسسات الإعلامية الكوبية والسورية لمواجهة الحملات الإعلامية المغرضة التي يتعرض لها البلدان الصديقان.