4 مليارات ديون الكهرباء.. والتحصيل 1%
شكاوى كثيرة من أهالي منطقة القامشلي لعدم توزيع الكهرباء بالتساوي على المناطق والأحياء، والشكاوى ليست وليدة اليوم والأمس القريب، بل عمرها بعمر سنوات الحرب على البلاد والعباد، طوال تلك السنوات وحتى اللحظة، تنعم بعض الأحياء والقرى والبلدات بساعات كاملة من الكهرباء، وبعضها الآخر تنعم بساعات طويلة تكفيها وتغنيها عن المولدات الخاصة التي أرهقت المدينة بدخانها المسموم، ومصاريفها الباهظة، لذلك فضّلت الكثير من الأسر ظلام الليل وسواده على كهرباء المولدات الخاصة التي لا قدرة لهم على دفع تكاليفها!.
مؤسسة الكهرباء في مدينة القامشلي لديها الكثير من المصاعب والمتاعب، سواء من ناحية الديون المتراكمة على المؤسسات الرسمية، أو على المواطنين، أو من ناحية الأعطال الكثيرة والمتكررة بشكل دائم، ومع ذلك تواصل ساعات طويلة في العمل، وبمختلف الظروف المناخية، لتأمين الكهرباء ولو بالحد الأدنى لجميع المواطنين.
مصدر من كهرباء القامشلي في حديثه مع “البعث” بيّن تفاصيل كثيرة ومهمة عن مؤسسته فقال: ديون المؤسسة المتراكمة على المؤسسات والأهالي تتجاوز الـ 4 مليارات، وهناك تحصيل بنسبة 1% من الأهالي، و20% من المؤسسات، والباقي سواء للمؤسسات أو للأهالي الذين يعزفون عن التسديد، بما في ذلك أصحاب المشاريع الزراعية، والديون التي يجب عليهم تسديدها تبلغ ملايين الليرات السورية، وهناك قرار من رئاسة مجلس الوزراء منذ عام 2015 بعدم إعطاء قيمة فاتورة المحصول الزراعي إلا ببراءة ذمة من مديرية الكهرباء، ولكن هناك من قام بعرقلة هذا القرار، وعدم تطبيقه بالشكل الكلي والفعّال.
المصدر ذاته يؤكد أن المؤسسة عممت أسماء 700 شخص من المدنيين، وتجاوزت ديون المؤسسة عليها المليون ليرة سورية، وهذا المبلغ كفيل بتعميم الاسم على الجهات الرسمية، وحتى تعود المؤسسة إلى قوتها وحيويتها بالعطاء المثالي، على الجميع ترتيب ما عليه من مستحقات، بما في ذلك المؤسسات الرسمية، إلى جانب ضرورة تعاون المصارف، خاصة الزراعية منها مع المؤسسة من خلال الاعتكاف عن إعطاء أية فاتورة مالية إلا بعد براءة ذمة، وهنا نناشد الجهات الرسمية من أجل تفعيل هذا القرار.
من جهته المهندس حسين العبد الله مدير كهرباء القامشلي في حديث مع البعث طالب جميع المواطنين بضرورة التعاون مع المؤسسة، ودفع ما يترتب عليهم من ذمم مالية، فالمؤسسة حتى اليوم تقاوم وتعمل بكل طاقتها من أجل منح الكهرباء لجميع المناطق، والقرى، والأحياء، لكن هناك مستلزمات ومطالب كثيرة تحتاجها المديرية، وهي بحاجة لوارد مالي حتى تستطيع تقديم أفضل الإمكانات، والوصول إلى طموح المواطنين.
وأكد المهندس حسين العبد الله أن قيمة تصليح عنفات السويدية التي تغذي المنطقة بالكهرباء تحتاج إلى ملايين الليرات السورية، وجميعها بحاجة لصيانة منذ عشر سنوات، ومع ذلك هي على حالها، وتعمل وتضخ الكهرباء، هذا إلى جانب مبادرات ذاتية كثيرة من قبل كوادرنا لتصليح الأعطال وترميمها على مدار الساعة.
تساؤل مشروع: إذا كانت غالبية المؤسسات الرسمية تتهرب من مسؤوليتها تجاه مؤسسة الكهرباء، ولا تبادر طواعية لدفع ما يتطلب منها، فكيف لبقية المواطنين المبادرة طوعاً لتسديد حق مشروع لمؤسسة الكهرباء؟!.
عبد العظيم العبد الله