صحيفة البعثمحليات

أولويات مطروحة لحماية الإنتاج الزراعي من الخسائر الناجمة عن الأحوال الجوية

اللاذقية – مروان حويجة

عادت إلى واجهة التداول حزمة أولويات مطروحة ومنتظرة بسرعة لحماية الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في ظل تعرّض الإنتاج لأضرار متكررة خلال الموسم الواحد جراء الأحوال الجوية، ولاسيما العواصف والصقيع وموجات البرد، كما حصل هذا الموسم الذي أظهرت مؤشرات مسح وتقدير وحصر أضراره الأولية عن خسائر كبيرة تكبّدها المزارعون الذين طالت الأضرار مساحات واسعة من محاصيلهم، كان آخرها منذ أسابيع في عدة قرى في مختلف مناطق المحافظة تمّ على إثرها إجراء الكشف الحسي عليها ومعاينة الأضرار والخسائر الحاصلة ولاسيما محاصيل التبغ والأشجار المثمرة وخلايا النحل والزراعات الحقلية.

وجاءت حصيلة الكشف بحسب مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خيربيك تضرر مساحات تقارب الـ 10 آلاف دونم مزروعة بمحصول التبغ بنسبة ضرر راوحت ما بين 50% إلى 90 %، ومساحة متضررة من أشجار التفاح قدرها 13 ألف دونم وبنسبة ضرر ما بين 60% إلى 70%، فيما بلغت مساحة محصول الكرز المتضررة في المناطق المتضررة 4 آلاف دونم.

ولعلّ تكرار حدوث الأضرار يلقي بظلاله الكبيرة والمباشرة على تدني الإنتاجية وتراجع المردود كثيراً إن لم يكن انعدامه تماماً وتكبّد المزارع خسارة تثقل كاهله وتحرمه من الغلة الزراعية، وهذا يحتّم الإسراع بالتعاطي الجاد والعملي السريع مع الأولويات التي يجري طرحها في أروقة الاجتماعات واللقاءات لحماية الإنتاج الزراعي، ودعم المزارعين، ومنها إعادة النظر بنسبة تعويض المزارعين عن الأضرار كون النسبة التي يخصصها صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية زهيدة ومتدنية جداً كونها تراوح ما بين 5 – 10% من تكاليف الإنتاج المتضرر، وتشجيع التوسع بإنتاج الأصناف التصديرية الكفيلة بتحقيق ريعية اقتصادية مجدية من خلال قروض ميسرة من دون فوائد لشراء مراوح لكسر الصقيع والتخفيف من ضرره ودعم منشآت فرز وتوضيب الحمضيات ومعامل العصائر ومنح التراخيص لمثل هذه المنشآت، وتقديم القروض لها ودعم إنتاج وتسويق الزيتون وتشجيع إقامة شركات محلية لتعليب وتعبئة وتغليف زيتون المائدة والزيت حيث يعطي قيمة مضافة بدلاً من تصديره.

وفيما يتعلق بالثروة الحيوانية فإن الأولوية المطروحة في هذا المجال تتمثّل في فتح سقف القروض الزراعية وتيسيرها في مجال الإنتاج الحيواني، وتفعيل صندوق التأمين على ممتلكات الثروة الحيوانية، وتشجيع إنشاء وحدات منتجات للألبان لضمان استمرار العملية التسويقية وتشجيع تربية النحل. وتعوّل اللاذقية كثيراً على مشروعات القيمة المضافة في تنمية واستثمار الرقعة الزراعية ومواردها بما ينسجم مع احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى المحافظة بهدف تطوير المناخ الاستثماري القابل لخلق فرص العمل و للحفاظ على الموارد الطبيعية والحيوية بشكل مستدام بالتوازي مع توفير المزايا التنافسية في المجال الزراعي والتركيز على الصناعات الصغيرة التي تستهدف المنتجات الزراعية المحلية.