أخبارصحيفة البعث

باريس: ترامب يزعزع استقرار العالم

 

فتح عقد القمة التاريخية بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون الباب على المفاوضات، وباتت الأمور أكثر وضوحاً لدى كلا الجانبين، حيث اشترط الرئيس كيم جونغ أون وقف الأعمال العدائية من قبل الولايات المتحدة تجاه بلاده من أجل تخليها عن السلاح النووي.

وجاء في بيان لوكالة الأنباء الكورية الديمقراطية الرسمية حول نتائج القمة: “إن الرئيس كيم أكد لنظيره الأمريكي أن تحقيق السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وإخلاءها من السلاح النووي يتطلبان من كلا البلدين الامتناع عن الأعمال العدائية العسكرية والمزعجة، والاستناد إلى أساس القانون والمؤسسات”.

وأضاف البيان: “إن كيم وترامب اتفقا على أن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية يتطلب أن تعمل بيونغ يانغ وواشنطن من أجل ذلك بشكل تدريجي ومتزامن”، وتابع: “إن كيم أوضح أنه إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات جدية لبناء الثقة من أجل تحسين العلاقات مع كوريا الديمقراطية فإن الأخيرة تستطيع في المرحلة اللاحقة أيضاً مواصلة اتخاذ خطوات حسن نية متناسبة إضافية”، مشيرةً إلى أن ترامب قبل دعوة من الرئيس الكوري لزيارة بيونغ يانغ.

ولفت البيان إلى أن ترامب عبّر عن نيته وقف المناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة، التي تعتبرها بيونغ يانغ استفزازاً، وطرح ضمانات بشأن المسائل الأمنية ورفع العقوبات ضدها، بالتزامن مع المضي قدماً في طريق تحسين العلاقات بين البلدين عن طريق الحوار والمفاوضات.

وكان ترامب وكيم عقدا، الثلاثاء، في سنغافورة قمة هي الأولى بينهما، تمّ خلالها التوقيع على وثيقة تفاهم شاملة تشير إلى التزام كوريا الديمقراطية بنزع السلاح النووي مقابل التزام الولايات المتحدة بأمن كوريا الديمقراطية، واتفقا على تطوير العلاقات الأمريكية الكورية الديمقراطية سريعاً وعلى عقد لقاءات قادمة، كما أبدى الرئيسان استعدادهما ليقوم كل منهما بزيارة بلد الآخر.

في سياق متصل، أعلن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية أن وقف المناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة قد يكون ضرورياً لتسهيل المحادثات الخاصة بنزع سلاح كوريا الديمقراطية النووي.

وكان ترامب أعلن في مؤتمر صحفي، أول أمس، عقب القمة مع الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون في سنغافورة أنه سيوقف المناورات العسكرية الاعتيادية مع كوريا الجنوبية نظراً لتكاليفها الباهظة، واصفاً تلك المناورات بأنها استفزازية للغاية.

من جهتها، أعربت الصين عن مساندتها وتأييدها لإعلان ترامب وقف المناورات العسكرية الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في إفادة صحفية: “إن إعلان ترامب حول وقف المناورات العسكرية يظهر أن اقتراح التعليق المزدوج الذي طرحته بكين كان عملياً”.

وكانت الصين اقترحت التعليق المزدوج بحيث تعلّق كوريا الديمقراطية تجاربها النووية والصاروخية مقابل أن تعلّق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المناورات العسكرية المشتركة بينهما بحيث يمكن للطرفين إجراء محادثات، وإيجاد حل للمشكلات في شبه الجزيرة الكورية.

بدوره، أعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف عن ترحيب الكرملين بالقمة التي جمعت الرئيسين ترامب وجونغ أون، معتبراً أن مثل هذه اللقاءات من شأنها خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وقال بيسكوف: “سيتوجب علينا تحليل نتائج هذا اللقاء، لكن لا يمكننا إلا الترحيب بحقيقة بدء حوار مباشر”، مشيراً إلى أن مثل هذه اللقاءات ومهما كانت النتائج تسهم في خفض التوتر في شبه الجزيرة، وتبعد الأوضاع عن النقطة الحرجة التي كانت عندها قبل بضعة أشهر”.

ورغم قيام ترامب بخطوات وصفت بـ”الإيجابية” على صعيد لقائه بنظيره الكوري الديمقراطي، إلا أنه لا يزال محط انتقادات الجانب الأوروبي، حيث انتقد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان السياسة الخارجية لترامب معتبراً أنها تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

وقال لودريان، أمس: “إن الولايات المتحدة تنغلق على نفسها وعلى حصن قوتها”، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن القمة التي جمعت ترامب ورئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون تعتبر تقدماً لا شك فيه، لكن مناورات ترامب السياسية تثير القلق.

وتشهد علاقات الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين توتراً متزايداً على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الحديد الصلب والألمنيوم متجاهلاً التحذيرات من حرب تجارية عالمية تهز أسواق المال، وتعيق النمو الاقتصادي العالمي، إضافة إلى نسفه نتائج قمة مجموعة السبع في كندا بعد تراجعه عن بيانها الختامي الذي كان وافق عليه.