السؤال في سورية والجواب من لبنان
لاقت المسلسلات المشتركة السورية- اللبنانية نجاحاً كبيراً في الآونة الأخيرة بالرغم من موجة النقد الجارفة بسبب ضعف الحبكة الدرامية ومحاولة الفرار من تفاصيل الأزمة السورية. ومع أن العديد من النقاد الفنيين توقعوا انحسار هذه الموجة، إلا أننا نشهد هذا الموسم الرمضاني أيضاً، تحيزاً جماهيرياً تجاهها، إذ يرى البعض أن هذه المسلسلات شوهت هوية الإنتاج السوري، المتميز بقربه من المواطن ونقل مشاكله وطرح قضاياه الاجتماعية والحياتية.
وتعرض الشاشات العربية الأعمال المشتركة فقط (الهيبة وطريق وتانغو وجوليا) من بين 20 عملا دراميا سوريا هذا العام، وأغلب هذه الأعمال يعتمد على نجوم الصف الأوّل في كلا البلدين، ضمن قالب درامي يتناول قضايا العلاقات العاطفية (وأكثرها مقتبس) دون خدمة أية قضايا اجتماعية أو ثقافية.
وفي تصريح له، اعتبر باسم ياخور أن هذه الأعمال مزيفة يتم إعادة بنائها مراراً وتكراراً حتى تتناسب مع المواطن السوري واللبناني. وأنها بعيدة عن واقع المنطقة وخاصة هذه الأيام، فهي تستعرض حياة الترف. بينما تقول الكاتبة السورية ريم حنا إن هذه الأعمال نجحت من حيث التركيبة فهي “أعمال مشتركة”.
هذه الأعمال هي مشتركة من حيث الظاهر فقط، لأن من يقوم برفع العمل حقيقة هو الكاتب والمخرج والممثل السوري، والمستفيد هو الممثل اللبناني الذي رغم موهبته لم يكن يجد ضالته في الأعمال المحلية الخالية من “الحياة”، تقوم بصبّ الزيت على النار، ذلك أن المشاهد العربي الذي راقته هذه البدعة الظرفيّة قد لا يقدر على تذوق حلاوة الدراما السورية الصرفة من جديد.
سامر الخيّر