الظروف المناخية ” تبخر ” أحلام مزارعي البطاطا
حمص-عادل الأحمد
تبخرت أحلام مزارعي البطاطا في الريف الغربي لمحافظة حمص في تحصيل تكاليف الإنتاج على الأقل في ضوء انخفاض أسعار المادة في السوق المحلية، فقد كانت الأمطار وارتفاع درجات الحرارة بمثابة الضربة القاضية بعد أن وفرا الأجواء المناسبة والملائمة لنشاط فطري ينمو ويتكاثر في المناطق الرطبة، وربما تكون الرياح نقلته من المنطقة الساحلية على حد قول مختصين ومعنيين بالمسألة الزراعية في محافظة حمص.
مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالبطاطا في مناطق الإنتاج الأساسية لهذه المادة وتحديداً في الريف الغربي للمحافظة أصابتها اللفحة النارية، آلاف الدونمات في قرى ربلة والناعم والقرى التابعة لبلدية الناعم (دبين- القرنية- الجوبانية) تعرضت للإبادة واليبسان، حقول على مد النظر وصلت الأضرار فيها إلى حوالي 75%، فهل يستطيع الجزء المتبقي -إذا كان قد بقي- تحصيل تكاليف الإنتاج من بذار وحراثة وأسمدة ومازوت ومياه ري وسعر الكيلو غرام عند التسويق من أراضيهم يصل إلى 60ليرة فقط لا غير؟!
وهذه الضربة الثانية للمزارعين في المنطقة بعد الأضرار التي لحقت بمحاصيل الحبوب (القمح والشعير) والرطوبة التي تسببت في التأثير بمواصفاتها وجودتها وبالتالي في سعرها أيضاً.
وكان محصول التفاح في مناطق الإنتاج الأساسية تعرض لموجات البرد والأمطار الغزيرة المترافقة مع الرياح الشديدة؛ مما يعني أن الضرر عام بالنسبة لعدد من المحاصيل المهمة التي تشتهر بها هذه المناطق في ريف المحافظة الغربي.
وإذا كنا لا نستطيع مواجهة الظروف المناخية وثورات الطبيعة التي يمكن أن تأتي في أي وقت، فإننا نستطيع الوقاية من الآفات التي تضر بالمحاصيل من خلال المكافحة ولكن شريطة توفر المبيدات الفعالة من حيث التأثير والمتناسبة مع إمكانيات المزارع المنتج، ومزارعو البطاطا قالوا عندما استخدمنا المبيدات التي حصلنا عليها من الأسواق ومن الإرشاديات كان حالنا كمن يرش الأشجار بالماء، أما المبيدات الفعالة فلا قدرة لنا على شرائها!