روسيا: للقرم دور حاسم في ضمان أمننا العسكري
أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن لشبه جزيرة القرم دوراً حاسماً في ضمان الأمن العسكري لروسيا، مشيراً إلى أن مجموعة القوات الروسية العاملة عليها لن تترك فرصة واحدة للعدو الذي يجرؤ على مهاجمتها.
وقال شويغو: “تم إنشاء مجموعة مختلفة فريدة في شبه الجزيرة، ويتم تعزيزها باستمرار، وأن أنظمة أسلحتها الحديثة عالية الدقة لا تترك أي فرصة للعدو المحتمل الذي يجرؤ على التعدي على الأراضي الروسية”، وأضاف: “على مر نحو قرنين ونصف القرن تم تحديد مصير الوطن هنا مراراً، وقد دخلت انتصارات أسطول البحر الأسود الرائعة في التاريخ العالمي، وأصبحت فخراً لنا”.
من جهة أخرى أعلن شويغو أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” زاد من قدراته القتالية بالقرب من الحدود مع روسيا بمقدار 7 مرات، وقال: على خلفية هستيريا زعماء دول البلطيق وبولندا حول مزاعم التحضير لعدوان روسي ضدهم ارتفع عدد وحدات الناتو في البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا من 2 إلى 15 ألف عنصر منذ 2015 بما في ذلك خلال فترة تدريبات الناتو تم رفع عدد الجنود المشاركين في التدريبات إلى 60 ألف عنصر، وأشار إلى أنه تم خلال جلسة مجلس الحلف في 8 حزيران الجاري اتخاذ قرار بإنشاء قيادتين جديدتين تتوليان مسؤولية حماية الاتصالات البحرية في شمال الأطلسي وضمان التنقل العملي للقوات من البر الرئيسي إلى ساحة العمليات الأوروبية، مضيفاً: يجري تحسين البنية التحتية لنقل القوات إلى أوروبا الشرقية بشكل نشط، وقد تم تبسيط إجراءات عبور الحدود للوحدات العسكرية، متسائلاً لماذا يتم القيام بكل هذا وضد من؟!.
وأعلن شويغو أنه يتم بناء قدرات الجيش الروسي على خط التماس مع الدول الأعضاء للحلف حصراً على الأراضي الوطنية من خلال الأسلحة الجديدة وتكثيف التدريبات، وقال: “أريد أن أشير إلى أننا لم نزد من عدد القوات على خط التماس مع دول الناتو بما في ذلك مع البلطيق”.
في الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو أن بلاده مستعدة لإعادة الحوار مع الولايات المتحدة، ولكنها لم ولن تطلب ذلك من واشنطن، وقال، في المؤتمر الخامس عشر لرابطة الشركات الأوروبية: “مستعدون من جانبنا لاستعادة الحوار الطبيعي مع الولايات المتحدة للعمل معاً في المجالات ذات الاهتمام المشترك وهي كثيرة جداً.. ولكننا لم نطلب، ولن نطلب هذا المعروف منها”.
وأكد غروشكو أن توسع حلف “الناتو” لا يحل أياً من المشاكل الأمنية الحقيقية، بل يخلق خطاً فاصلاً جديداً، وقال، رداً على سؤال حول ما إذا كانت روسيا اعتبرت بداية الإجراء الخاص بقبول مقدونيا في الحلف خطوة عدائية، “موقفنا من توسع الحلف لم يتغير على الإطلاق، ونحن نعتقد أن هذا التوسّع لا يحل أياً من المشاكل الأمنية الحقيقية، بل على العكس من ذلك يعمق، ويخلق خطاً فاصلاً جديداً”.
وبالتوازي، أكدت مجلة “المصلحة القومية” المتخصصة في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أن حاملات الطائرات الأمريكية ستكون في أي نزاع مع روسيا في بحر البلطيق أهدافاً سهلة للصواريخ الروسية.
وأوضحت المجلة أن حاملات الطائرات الأمريكية من فئتي “نيمتز” و”فورد” غير مناسبة تماماً لتنفيذ مهمات في بحر البلطيق، وهي ستكون صيداً سهلاً عند اقترابها من سواحل كالينينغراد الروسية.
ولفت المصدر إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية لديها قدرات محدودة على المسرح الأوروبي المفترض للعمليات العسكرية، وتمثل الصواريخ المجنحة المضادة للغواصات، المتمركزة على الشواطئ وعلى سطح البحر، التهديد الرئيس لها.
ورأت المجلة أيضا أن لدى روسيا صواريخ مضادة للسفن، برية وبحرية من طراز “بي–800″، وهي قادرة على إصابة أي هدف بدقة من كالينينغراد حتى الساحل السويدي في بحر البلطيق.
ويبلغ، بحسب المجلة، مدى هذا النوع من الصواريخ البرية في نسختها المخصصة للتصدير 300 كيلومتر تقريباً، في حين يصل مدى النسخة المحلية البرية من نظام “باستيون” الصاروخي ما يقارب 600 كيلومتر، ما يعني أن القسم الأكبر من البلطيق تحت مرمى الأسلحة الروسية الساحلية.
علاوة على ذلك، أشارت المجلة إلى أنه على الرغم من قدم بعض السفن الروسية في أسطول بحر البلطيق، إلا أنها مزودة بأسلحة قوية مضادة للغواصات، كما أن منطقة كالينينغراد تمتلك وسائل أخرى، بما في ذلك نظاما الدفاع الجوي “S-300” و”S-400” اللذان من شأنهما أن يشكلا خطراً على القوات الأمريكية في حالة وقوع نزاع.
وكانت هذه المجلة الأمريكية قد كتبت في وقت سابق، أن منطقة كالينينغراد “المسلحة حتى الأسنان” تعتبر أسوأ كابوس لحلف شمال الأطلسي.