جورج قرداحي: سورية رفعت أعلام النصر
دمشق– البعث
دعا الإعلامي اللبناني جورج قرداحي الشباب أن يبنوا آراءهم ومواقفهم على متابعة وقراءة حقيقية وسليمة، وأن يستقوا معلوماتهم من مصادر موثوقة ويحكموا عقولهم فيما يشاهدون ويسمعون، والتمسك بالقيم والمبادئ القومية والوطنية الثابتة والتي تشكل سورية عنواناً لها، وأن يكونوا مساهمين في النصر الذي تحققه سورية وأيضاً في مرحلة البناء والإعمار القادمة.
وأكد قرداحي خلال لقائه المشاركين في الملتقى الحواري الشبابي الأول الذي تقيمه منظمة اتحاد شبيبة الثورة في مجمع صحارى، أن الظروف القاسية التي مرت على سورية خلال السبع سنوات الماضية قلما مرت بوحشيتها على أي دولة في التاريخ، وها نحن نقف بعد هذه السنين لنقول: إن سورية انتصرت لأنها كانت وما تزال أرض المعجزات، وأهلها سورية هم الصانعون وأرض سورية هي الحاضنة للمعجزات.
وتابع: لم تصمد دولة تعرضت لما تعرضت له سورية وبقيت مؤسساتها على مدى سنوات الحرب تعمل وتتابع عملها والعمال والموظفون في أعمالهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق الانتماء لدى كل سوري لبلده سورية التي ظلت صامدة، بحكمة وثبات وصمود القيادة السورية التي حققت ومثلت وحدة الجيش والشعب والقيادة وعلمت العالم كله القيادة الحكيمة وبعد النظر وكيف تسقط المؤامرة ضدها وترفع أعلام النصر ليس فقط في الإعلام والشاشات والقنوات بل في جماجم من فكر ودعم وموّل الحرب عليها.
ورأى قرداحي أن الشعب السوري أثبت أنه واعٍ وحريص ومتشبث بوطنيته، والجيش السوري برهن أنه قلعة منيعة من الأبطال الذين آمنوا بالأرض والشعب والقيادة وواجهوا الموت، فمنهم من استشهد ومنهم من صبر وكان الله مع الصابرين فانتصرت سورية وانتصروا.
وعن دور الإعلام العربي في ظل الأزمة في الوطن العربي وسورية قال: الإعلام كان مواكباً ومحرضاً، وأقصد بذلك الإعلام الذي أسس وحضر في مطبخ كل من قطر وأميركا وباريس كـ”الجزيرة” و”العربية”، بالإضافة إلى قنوات أخرى كثيرة في الدول العربية الأجنبية، لتتحرك كلها معاً وفق أمر إعلامي واحد وكل ما تحتاجه آلة التحريض والبث والأخبار الكاذبة التي كانت موجودة ومحضرة لمحاولة تضليل الشعوب العربية، وأنا كنت من بين العرب الأوائل الذين شككوا بهذه الثورات وما سموه هم بـ “الربيع العربي” وكنت أستعيد في ذهني ما مر من ثورات في التاريخ وفي مقدمتها الثورة الفرنسية التي تم التحضير لها قبل قرنين وما استغربته هو سرعة انتقال لهيب النار بين الدول العربية دولة تلو دولة ليصل إلى سورية الحبيبة وعندها استطعت أن أفهم ما يجري، فهذا الذي أسموه الربيع حمل معه مساوئ كثيرة وأضرارا كبيرة، وربما له حسنة واحدة فقط هو أنه فضح بعض الإعلام العربي الذي ظهر أنه المدافع عن أرض العرب وحقوق الشعوب مخفياً خلف هذا الإنسان أنياب الحقد والعدوان.
وفي إجابته عن تساؤل حول احتمالية مشروع وحدة عربية قال: إن فكرة الوحدة العربية لم تكن بالنسبة للكثير من الدول العربية سوى أوهام لا تمت للواقع بصلة، ونحن في مرحلة جديدة تحتاج لإعادة صياغة هذا المشروع والفكرة من جديد وسورية هي الرائدة وهي قلب العروبة النابض التي تشكل منطلقاً حقيقياً للوحدة العربية ليبدأ من بلاد الشام ويكمل إلى كل البلاد العربية.
وأوضح أن مواقف الكثير من الدول العربية تجاه ما يحدث في سورية كانت مستغربة لأنها خضعت لقرارات خارجية، فالمؤامرة على سورية وقفت خلفها “إسرائيل” والدول الغربية والأنظمة الخليجية وبعض الدول الإقليمية لتنفيذ مخططاتهم وضرب سورية، وأشار إلى أن الشارع العربي وقف مع سورية على عكس حكوماته حيث لم يكن راض عن مواقفها، وقد التقينا بالكثير من العرب الأحرار الذين أعربوا عن وقوفهم إلى جانب الدولة السورية وإدانتهم للمؤامرة التي تتعرض لها.
واعتبر قرداحي أن موقفه الداعم لسورية مبني على قرارات شخصية نابعة من الذات وثبات في الموقف ووضوح في الرؤية، فلسورية عمق تاريخي وثقافي واجتماعي، واستشهد بقول لأحد المؤرخين أن لكل إنسان وطنين وطنه الأم وسورية، لذلك اعتبرت سورية عمقي القومي فهي مدعاة لفخر كل عربي.
حضر اللقاء رئيس اتحاد شبيبة الثورة معن عبود وأعضاء قيادة الاتحاد وطلال خانكان أمين عام اتحاد الشباب العربي.