حملات دهم واعتقالات في الضفة تسارع محاولات تهويد الحرم الإبراهيمي
أصيب خمسة شبان فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال، واعتقل خمسة آخرون في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم بالضفة الغربية، وقالت مصادر أمنية: “إن قوة كبيرة للاحتلال اقتحمت بيت فجار وسط إجراءات وتعزيزات عسكرية مكثفة، وشنت حملة دهم واسعة لمنازل المواطنين تصدى لها الشبان الفلسطينيون، ما أدى إلى إصابة خمسة منهم بالرصاص الحي واعتقال خمسة آخرين”.
وكان سبعة فلسطينيين أصيبوا بجروح خلال اقتحام قوات الاحتلال في وقت سابق بلدة برطعة في جنين بالضفة الغربية، وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال معزّزة بـ 20 آلية عسكرية اقتحمت برطعة، وداهمت البلدة، وهدمت منزل الأسير علاء قبها 26 عاماً، واعتدت خلال عملية الهدم على الفلسطينيين، ما أدى لإصابة سبعة بجروح.
في غضون ذلك شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في الضفة الغربية طالت 13 فلسطينياً، تركّزت في نابلس وبيت لحم وشمال الخليل، فيما اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، وقاموا بجولات استفزازية في باحاته، وتوجهوا بالشتائم والألفاظ النابية بحق المصلين الفلسطينيين.
ويواصل المستوطنون بشكل شبه يومي اقتحاماتهم الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك بحراسة قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي وفرض سلطة الاحتلال عليه.
سياسياً، طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية، وعلى رأسها اليونسكو، بتحمّل مسؤولياتها تجاه عدوان الاحتلال المستمر على الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وحذّر المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود من مغبة تنفيذ ما أعلن عنه مستوطنون بإقامة حفل موسيقي داخل الحرم الشريف بالتزامن مع افتتاح مركز لقوات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي، الأمر الذي يعد اعتداء فظيعاً على هذا المسجد الإسلامي وتدنيساً لقدسيته في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
بدورها طالبت بلدية الخليل اليونسكو بالتدخل العاجل لحماية الحرم الإبراهيمي الشريف من التهويد والسرقة ومحاولات تغيير معالمه الإسلامية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقالت في بيان: إن الحرم الإبراهيمي المهدد بالخطر مدرج على لائحة التراث العالمي في اليونسكو، مستنكرة نية الاحتلال ومستوطنيه إقامة حفل موسيقي في الحرم، ما يمثل خطوة استفزازية ضد الشعب الفلسطيني.
وحذّرت من الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تشنها على الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة، وخاصة على مدينة الخليل بشكل عام ومحاولات الطرد والتهجير القسري لأهلها، وبناء المستوطنات في قلب المدينة، واستمرار حصارها بالحواجز العسكرية.
وبالتوازي، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد اللحام: إن هناك حالة حصار ومقاطعة عربية وأميركية للنظام السياسي الفلسطيني، وإن التنازل مطلوب بين الأفرقاء والفصائل للوصول للوحدة ومواجهة “صفقة القرن”.
أما عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي، فقال: “هناك سباق بين قطر ودول عربية أخرى في من يطبّع أكثر، ويسهّل لصفقة القرن، والأردن مستهدف، خاصة في ظل برنامج حزب الليكود التاريخي الذي يطرحه كوطن بديل”.
إلى ذلك، أكد الإعلامي الفلسطيني عمر نزال أن “استبعاد الكوادر من الحوار الداخلي لا يهيئ لمواجهة صفقة القرن، وأنه لا يجب استثناء فلسطينيي الشتات من الحوار في ظل الحديث عن إنهاء حق العودة”، ووصف “التعنّت بالسلطة بأنه لا يؤسس لبرنامج وطني للمواجهة”، رفض الاعتداءات على المتظاهرين في كل من غزة ورام الله، وكذلك في بيروت، وأيضاً الاعتداء على مراسلة الميادين في بيروت، وطالب السلطة الفلسطينية بألاّ تسمح بالضغط على غزة من باب الاقتصاد للقبول بصفقة القرن، مشيراً إلى أن “الوضع الاقتصادي في الأردن يستعمل كورقة ضغط لتطويع موقفه السياسي من الصفقة”.
وفي روسيا، أقامت رابطة الجاليات العربية، بالتعاون مع المؤسسات العربية والروسية غير الحكومية، مهرجاناً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني ودعماً لنضاله من أجل إحقاق حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
وأكد المتحدثون في المهرجان التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني الذي يخوض نضالاً بطولياً ضد الكيان الصهيوني وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة، معربين عن إدانتهم لمواقف بعض الأنظمة العربية التي تقوم بشكل فاضح بتطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال عبر تنظم رحلات سياحية ورياضية إليه.
وأشار المتحدثون إلى الدور الذي يلعبه النظام السعودي فيما يخص فلسطين وسورية، مشددين على أنه لولا هذا الدور المتماهي مع الإرهاب الدولي لانتهت الأزمة في سورية منذ وقت طويل، لأن هذا النظام دعم باستمرار، ولا يزال التنظيمات الإرهابية في سورية.
وفي ختام المهرجان أصدرت رابطة الجاليات العربية بياناً، أكد على الدعم لاستمرار الانتفاضة الفلسطينية ومسيرات العودة حتى تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كافة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وجاء في البيان: إن نقل السفارة الأمريكية لدى كيان الاحتلال إلى القدس المحتلة أزال القناع نهائياً عن وجه الأمريكي المعادي لحقوق الإنسان والقرارات الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني، وأكد مجدداً تأييد الولايات المتحدة المطلق للاحتلال الصهيوني وممارساته الدموية وسياساته العدوانية.
ودعا البيان الشعوب العربية والإسلامية والقوى المحبة للحرية والسلام في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني من خلال تفعيل قرارات المقاطعة لبضائع الاحتلال وتجريم وتحريم التعامل معه وإدانة كل أشكال الصمت، ومحاولات التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل العمل المشترك لإفشال المخططات الأمريكية والإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
كما دعا البيان إلى إعادة القضية الفلسطينية للواجهة باعتبارها قضية العرب الأولى، والوقوف ضد محاولات تهميشها.