روسيا لا تثق بتقارير الأمم المتحدة حول سورية .. وتحالف واشنطن يرتكب مجزرة جديدة في الشعفة قواتنــــا المسلحـــة تبدأ عمليـــة عسكريــــة واسعـــة في الجنـــوب
أضاف تحالف واشنطن الإرهابي أمس مجزرة جديدة هي الخامسة خلال شهر عندما قصفت طائراته منازل المواطنين في قرية الشعفة بريف دير الزور الشرقي ما تسبب باستشهاد وإصابة عدد من المدنيين ووقوع دمار كبير في الممتلكات والبنى التحتية.
في الأثناء بدأت قواتنا المسلحة أمس عملية عسكرية واسعة لتطهير الجنوب السوري من المجموعات الإرهابية التي تتحرك بإيعاز من الكيان الصهيوني ومموليها في الخليج والرافضة لجهود المصالحة لإخراجها من المنطقة، حيث نفذت وحدات من الجيش رمايات مدفعية مركزة طالت أوكاراً وتحصينات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية تحت زعامته في ريف درعا الشمالي والشمالي الشرقي، أدت إلى تكبيده خسائر كبيرة في العديد والعتاد.
وفيما قضت وحدة من الجيش على كامل مجموعة إرهابية من تنظيم داعش في عمق بادية منطقة السخنة بريف حمص الشرقي، أحبطت وحدة أخرى هجوم مجموعات إرهابية على عدد من النقاط العسكرية بمحيط مدينة البعث في القنيطرة.
وفي محاولة يائسة لرفع معنوياتها المنهارة استهدفت المجموعات الإرهابية بقذائف حقد جبانة الأحياء السكنية في السويداء ودرعا وريف القنيطرة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح اثنين ووقوع أضرار مادية بالممتلكات، وردت وحدات من الجيش على مصادر إطلاق القذائف ودمرت عدداً من منصات إطلاقها.
في السياسة، وفيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لا تثق بأية معلومات تصدر عن تقارير الأمم المتحدة بشأن الأوضاع في سورية لأن اللجان التي يتم الاعتماد عليها في هذا الصدد لم تجر تحقيقات على الأرض، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأن المنظمة تعمل على توفير الظروف الملائمة لتسوية الأزمة في سورية.
وفي التفاصيل، أفادت مصادر أهلية في قرية الشعفة الواقعة شمال مدينة البوكمال بأن قصف طائرات التحالف الدولي استهدف أماكن داخل البلدة منها مجمع الرافع السطام ومفرق السور وبستان سعيد الثابت الهزاع ومنطقة الحصية وتسبب باستشهاد 8 مدنيين على الأقل وجرح آخرين بينهم إصابات حرجة ما يجعل عدد الشهداء مرشحاً للزيادة، ولفتت إلى أن العدوان أوقع دماراً كبيراً في المنازل والبنى التحتية، مبينة أن العديد من العائلات تركت منازلها في القرية هرباً من القصف العنيف لطائرات التحالف الذى كثف اعتداءاته خلال الأيام الأخيرة على التجمعات السكانية للضغط على الأهالي في ريفي دير الزور والحسكة للانضمام الى مجموعات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.
وارتكب التحالف الدولي منذ مطلع الشهر الجاري 5 مجازر بحق الأهالي في قرى الحردان وتل الشاير وخويبيرة وجزاع استشهد وجرح فيها 6. مدنيا على الاقل غالبيتهم من الاطفال والنساء. ومنذ تشكيل التحالف الدولى بشكل غير شرعى في عام 2.14 بذريعة محاربة تنظيم داعش الارهابى ارتكب عشرات المجازر أسفرت عن استشهاد وجرح المئات في أرياف دير الزور والحسكة وتدمير مدينة الرقة بشكل شبه كامل وتهجير مئات الالاف من سكانها.
ميدانياً، وجهت وحدة من الجيش رمايات مدفعية تركزت على تجمعات وأوكار التنظيمات الإرهابية في مدينة الحراك 30 كم شمال شرق مدينة درعا وبلدة بصر الحرير على الطرف الجنوبي لهضبة اللجاة بالريف الشمالي، وأدت إلى تدمير نقاط محصنة للإرهابيين والقضاء على عدد منهم وإصابة آخرين وتدمير عتاد لهم، وعُرف من الإرهابيين القتلى عماد عرسان فرحان الحريري وفادي ياسر السلامات وناصر صبح المصري.
وتتصدى وحدات الجيش العاملة في المنطقة الجنوبية لاعتداءات التنظيمات الإرهابية المتكررة على النقاط العسكرية والمدنيين في المدن والقرى والبلدات في محافظتي درعا والسويداء في محاولة منها لنسف جميع إنجازات الجهات المعنية في مجال المصالحات المحلية التي قطعت أشواطاً مهمة في درعا، وانضمت خلالها مئات القرى والبلدات إليها بعد تسوية أوضاع الآلاف من أبنائها وإعادتهم إلى حضن الوطن، ما يعكس حرص الدولة السورية على أبنائها بالتوازي مع عمليات الجيش لاجتثاث الإرهاب التكفيري وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأراضي السورية.
وفي ريف حمص رصدت وحدة من الجيش تحركات مجموعة إرهابية من تنظيم داعش على أحد المحاور في بادية السخنة إلى الشرق من مدينة تدمر بنحو 70 كم، وتعاملت معها بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى القضاء على كامل أفرادها ومصادرة عتادهم ودراجاتهم النارية التي كانت تقلهم.
وحررت وحدات من الجيش خلال الأيام القليلة الماضية مساحة 2500 كم مربع في بادية تدمر وصولاً إلى الحدود السورية العراقية في المنطقة بين سد عويرض وجنوب حميمة على امتداد جبهة بعرض 45 كم وعمق 60 كم، وذلك ضمن عمليات عسكرية واسعة ضد إرهابيي داعش في البادية السورية.
وتقدّم القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة التنف، الواقعة على الحدود السورية العراقية دون موافقة الحكومة السورية، الدعم التسليحي واللوجيستي لما تبقى من فلول إرهابيي تنظيم داعش وتقيم لهم معسكرات للتدريب تحت إشراف قوات خاصة أمريكية، حيث تحولت تلك المنطقة في الأشهر الأخيرة إلى نقطة انطلاق لإرهابيي التنظيم التكفيري لشن هجمات على عدد من المواقع والنقاط العسكرية في البادية السورية.
وفي ريف القنيطرة خاضت وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة تسللت من اتجاه قرية الحميدية للاعتداء على عدد من النقاط العسكرية في محيط مدينة البعث، وأدت الاشتباكات إلى إحباط محاولة التسلل بعد إيقاع عدد من الإرهابيين قتلى ومصابين وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم، ولفت مراسل “سانا” في القنيطرة إلى فرار فلول المجموعات الإرهابية باتجاه قرية الحميدية والثغور المجاورة بعد أن سحبوا قتلاهم ومصابيهم.
من جهة ثانية أفاد مراسلنا في السويداء (رفعت الديك) بأن 3 قذائف صاروخية سقطت في حي النهضة بمدينة السويداء، أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا، ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وجرح مواطنين اثنين ووقوع أضرار مادية بممتلكات المواطنين واحتراق سيارتين كانتا مركونتين بالمكان.
الرفيقان أمين فرع الحزب بالسويداء فوزات شقير والمحافظ عامر العشي، أكدا خلال تفقدهما الوضع الصحي لجرحى الاعتداء الإرهابي الاستعداد التام والجهوزية الكاملة للتعامل مع أي طارئ تتعرض له المحافظة، وأشارا إلى أن قذائف الحقد والغدر لن تنال من صمود وعزيمة أبناء السويداء وموقفهم الثابت في الوقوف خلف جيشنا الباسل حتى دحر الإرهاب عن كامل تراب الوطن.
وتنتشر في ريف السويداء المحاذي لمنطقة اللجاة وريف درعا الشرقي تنظيمات إرهابية منضوية في معظمها تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وتعتدي بشكل متكرر على القرى والبلدات والمدن المجاورة بالقذائف الصاروخية والهاون وبزرع العبوات الناسفة على الطرق أو إطلاق الرصاص الحي على السيارات المارة ونصب الكمائن، حيث ارتقى جراء ذلك عدد من الشهداء وجرح العشرات واختطف العديد من المواطنين.
وفي درعا أطلق إرهابيون تابعون لتنظيم جبهة النصرة قذيفة صاروخية على منطقة البانوراما أحد أهم متنزهات المدينة، ما أسفر عن حدوث أضرار مادية دون وقوع إصابات بين المدنيين.
إلى ذلك رد الجيش العربي السوري على مصدر إطلاق القذيفة ودمّر منصة لإطلاق القذائف، وأوقع خسائر بين صفوف المجموعات الإرهابية.
وفي ريف القنيطرة استهدف إرهابيون من جبهة النصرة بعد منتصف الليلة قبل الماضية بـ 3 قذائف هاون قرية جبا بالريف الشمالي الشرقي سقطت إحداها على أحد المنازل، ما تسبب بحدوث أضرار مادية دون وقوع إصابات.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لا تثق بأية معلومات تصدر عن تقارير الأمم المتحدة بشأن الأوضاع في سورية لأن اللجان التي يتم الاعتماد عليها في هذا الصدد لم تجر تحقيقات على الأرض، وتستند إلى معطيات حصلت عليها من شبكات التواصل الاجتماعي وشهود عيان.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في موسكو أمس أن روسيا تنظر بريبة كبيرة إلى هذه الأساليب في التحقيق عن بعد فيما يتعلق باستخدام أسلحة كيميائية أو غير ذلك في سورية، مبيناً أن بلاده بيّنت أكثر من مرة موقفها تجاه هذه الطرق التي يتم بها عادة الإعلان عن سوابق خطيرة، وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة لديهما اتصالات عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية بخصوص تسوية الأزمة في سورية، لافتاً إلى أن التعاون بين الجانبين سيساعد على تسوية القضايا على الساحة الدولية.
من جهته شدد غوتيريس على أهمية الجهود المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة شاركت في مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي في كانون الثاني الماضي، وأضاف: نعمل لتوفير الظروف الملائمة لتسوية الأزمة في سورية، ونحن دائماً على اتصال وثيق مع روسيا للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
إلى ذلك أكد الخبير الروسي البارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية بمعهد موسكو للعلاقات الخارجية البرفوسور فلاديمير كوزين أن الولايات المتحدة التي تدّعي قيادة تحالف لمحاربة التنظيمات الإرهابية في سورية لا تزال تمد هذه التنظيمات بمختلف أشكال الدعم من سلاح وتدريب وذخيرة من خلال نقاط دعم عسكرية تقيمها في أماكن انتشارها في سورية ودول مجاورة.
وقال كوزين في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء: إن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” نشرت نقاط دعم عسكرية في المناطق التي تنتشر فيها قواتها في سورية وقواعد عسكرية في دول مجاورة لضمان تواصل تدفق غير منقطع للأسلحة والذخيرة والوقود والطعام لعناصر التنظيمات الإرهابية التي تدعمها في سورية، ولفت إلى أن من الأمثلة الصارخة على هذه النقاط القاعدة العسكرية الأمريكية غير الشرعية في التنف جنوب سورية والتي عمدت إلى إغلاق المجال الجوي فوقها وإغلاق منطقة على مسافة ثلاثين ميلاً حولها بشكل غير قانوني في انتهاك للسيادة السورية دون الحصول على إذن من الحكومة الشرعية في سورية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت في تشرين الثاني الماضي نقلاً عن مدنيين فروا من منطقة التنف أن جنوداً أمريكيين عمدوا إلى إقامة مخيم قرب قاعدة الركبان لإيواء الجماعات الارهابية وقطاع الطرق الفارين من شرق القلمون والقريتين والبادية السورية، وأشار المدنيون إلى أن الجنود الأمريكيين يقومون باستئجار وتمويل المجموعات الإرهابية في المنطقة عبر التفاوض المباشر مع المتزعمين الميدانيين بمبالغ مالية متفاوتة لتنفيذ أجنداتهم ومخططاتهم.
وتابع كوزين: إن ممارسات واشنطن هذه تتناقض وتنتهك بشكل كامل قوانين وقرارات الأمم المتحدة وكذلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن مناطق خفض التوتر في سورية، مشدداً على أن الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لهؤلاء الإرهابيين في سورية هدفه عرقلة وتجميد العملية السياسية فيها باستخدام أدواتها من الإرهابيين.
وكان وزير الخارجية الروسي أكد في الـ 28 من الشهر الماضي أن المجموعات الإرهابية لا تزال توجد في أماكن انتشار القوات الأمريكية بمنطقة التنف ومخيم الركبان، وقال: لدينا أدلة عديدة أن هناك أموراً غريبة تحدث في التنف، فمن الناحية العسكرية ليس لهذه المنطقة أهمية تذكر في تنظيم العمليات المضادة للإرهاب، لكن عملياً نلاحظ أنه يوجد في هذه المنطقة بما في ذلك مخيم الركبان مجموعات إرهابية مرتبطة بـ “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وطالبت سورية المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنهاء الوجود العدواني للقوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، ومنع الولايات المتحدة الأمريكية من تنفيذ مخططاتها، وكذلك وقف الجرائم التي يرتكبها “تحالف واشنطن” بحق الشعب السوري ومنع تكرارها.
من جهة ثانية أكد رئيس حزب الوفاق الوطني اللبناني بلال تقي الدين مجدداً ضرورة التنسيق مع سورية لتأمين عودة المهجّرين السوريين إلى بلدهم، وقال: أي تدخل دولي يمنع هذه العودة يكون جزءاً من المؤامرة المستمرة على سورية ولبنان، ويجب ألا يكون لبنان جزءاً من هذه المؤامرة، مشدداً على أن من لا يريد التنسيق مع الحكومة السورية يضر بمصلحة لبنان.