المقداد يبحث في طهران تعزيز التعاون في مختلف المجالات
بحث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس في طهران، والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر التطوّرات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، واستعرضا سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وأكدا على مواصلة التشاور والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين السوري والإيراني. وهنأ ظريف الشعب السوري بالانتصارات التي تحققت على الإرهاب وإنجاز المصالحات الوطنية، معتبراً أن النصر على الإرهاب في سورية هو بمثابة انتصار لكل دول المنطقة والعالم في مواجهة هذه الآفة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
من جانبه جدد المقداد إدانته لانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران، مشدداً على وقوف سورية إلى جانب إيران، شعباً وحكومة وقيادة، في مواجهة الضغوط الدولية التي تمارسها أمريكا وحلفاؤها ضدها.
إلى ذلك بحث المقداد مع حسين جابري أنصاري كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخاصة آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة والعملية السياسية في سورية.
وفي تصريح له أكد المقداد أن الإرهاب الذي يهدد أي بلد في المنطقة، إنما يهدد العالم بأسره، موضحاً أن الأنظمة الخليجية وبعض البلدان الغربية تتحدّث عن مكافحة الإرهاب، لكنها في الحقيقة تقوم بدعم هذا الإرهاب. وأعرب المقداد عن التقدير والشكر لإيران على الدعم الذي تقدّمه لسورية في حربها على الإرهاب، المتمثّل بتنظيمي “داعش” وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما، مؤكداً أن دعم إيران وروسيا وحزب الله لسورية في حربها على الإرهاب أسهم بشكل أساسي في تحقيق الانتصار على الإرهاب. وأوضح المقداد أنه بحث مع المسؤولين الإيرانيين الجهود الكبيرة التي قامت بها إيران وروسيا في اجتماعات جنيف الأخيرة، مبيناً أن سورية لديها ثقة مطلقة بما يقوم به حلفاؤها باسم منطق الحق والعدالة في العلاقات الدولية، وإنهاء الحرب الإرهابية على سورية، التي تموّلها وتقودها بعض الأنظمة في المنطقة بتعليمات مباشرة من البيت الأبيض. وحذّر المقداد من أن الدول الغربية تسعى إلى خلق آلية جديدة في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يتمّ عبرها تجاوز مجلس الأمن المعني بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، فهي تعمل على تسييس المنظمة والتلاعب بعملها من أجل تبرير شن العدوان على سورية، مشدداً في الوقت ذاته على أن سورية لا تمتلك أي أسلحة كيميائية، ولم تستخدمها إطلاقاً. من جانب آخر رأى المقداد أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني سيؤدي إلى خلل عميق في إطار العلاقات الدولية لا يمكن تسويته، فهي تجاوزت الأمم المتحدة ودورها، وتجاهلت منطق التوافق في العلاقات الدولية، وشجّعت سياسات الغدر والعدوان، مؤكداً وقوف سورية إلى جانب إيران في كل ما تواجهه من تحديات.
وفي تصريح مماثل أوضح جابري أنصاري أن زيارة المقداد إلى طهران جاءت في إطار الاجتماعات الدورية للجنة السياسية المشتركة، وجرى خلال اجتماع اليوم (الأمس) طرح الكثير من القضايا، ومنها التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية.
وبيّن جابري أنصاري أن الاجتماع شكّل فرصة لتبادل وجهات النظر بشأن التطورات المتعلقة بلجنة مناقشة الدستور الحالي التي تمّ إقرارها خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، لافتاً إلى أن إيران وسورية وقفتا معاً في وجه الإرهاب ومستمرتان في التنسيق والتشاور مع بعضهما. وشدد جابري أنصاري على أنه لا يحق لأحد أو أي دولة أن تتدخل بالشأن السوري أو تقرر نيابة عن الشعب السوري، فهو من يقرر مستقبله بنفسه عن طريق الحوار، مشيراً إلى أن ما تقوم به البلدان الضامنة والأمم المتحدة هو تسهيل لهذا الأمر.