“التحالف” يواصل إخلاء متزعمي داعش.. واعتداءات إرهابية جديدة على السويداء الجيـــش: ملتزمـــون بحمايـــة المواطنيـــن من جرائــم “النصـــرة” بكل حــزم
يعمل الجيش العربي السوري منذ قبوله باتفاق مناطق تخفيف التوتر بسياسة النفس الطويل مع انتهاكات المجموعات المسلحة للاتفاق، ولم يقم بأي إجراء ضدها إلا نتيجة مطالبات الأهالي بتخليصهم من ممارسات الإرهابيين الإجرامية من قتل وخطف وتشريد، وفي هذا الإطار جاءت عمليات الجيش في الجنوب السوري، حيث أكد مصدر عسكري أمس التزام الجيش بحماية المواطنين من جرائم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والتصدي له بكل حزم، وشدد على أن مصير “النصرة” لن يكون إلا كغيره في المناطق التي سبق وتم تطهيرها بالكامل من رجس الإرهاب التكفيري.
وفي محاولة يائسة للتعويض عن خسائرها في الميدان واصلت التنظيمات التكفيرية اعتداءاتها على الأحياء الآمنة في السويداء، وأدت الاعتداءات الجبانة أمس عن إلحاق أضرار مادية دون وقوع إصابات بين المواطنين، فيما أعرب عدد من أهالي القرى التي أعاد إليها الجيش الأمن والاستقرار في ريفي درعا والسويداء عن فرحتهم بتخليصهم من ممارسات المجموعات الإرهابية، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الجيش حتى تطهير كامل تراب الوطن من الإرهاب.
وفي إطار دعم الولايات المتحدة المفضوح للتنظيمات الإرهابية وتوفير الغطاء لها بغية إطالة أمد الحرب الإرهابية التي ترعاها وتدعمها على سورية، أجلت حوامتان تابعتان “للتحالف الدولي” متزعمين اثنين من تنظيم داعش الإرهابي في منطقة تويمين على الحدود السورية العراقية.
وفي التفاصيل، قال مصدر عسكري في تصريح لـ “سانا”: إن تنظيم جبهة النصرة مستمر بارتكاب الجرائم، وترويع المواطنين، واستهداف نقاط تمركز الجيش العربي السوري، وتوتير الأوضاع في الجنوب لمنع إتمام المصالحات المحلية مع بقية المجموعات المسلحة الجاهزة لتسليم السلاح وتسوية أوضاعها، وبيّن أنه نظراً لأن بقاء هذا الوضع الشاذ يعني استمرار معاناة أهلنا المدنيين في البلدات والقرى الراغبة بالمصالحة والعودة إلى كنف الدولة، فإن الجيش العربي السوري يؤكد التزامه بحماية المواطنين والتصدي بكل حزم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي بالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أهالي المنطقة الذين يقدمون الإحداثيات بدقة للأهداف التي يتم التعامل معها بالصواريخ والمدفعية من قبل الجيش العربي السوري بهدف القضاء على التنظيم الإرهابي، ولفت المصدر إلى أن مصير تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المنتشر في الجنوب السوري لن يكون إلا كغيره في المناطق التي سبق وتم تطهيرها بالكامل من رجس الإرهاب التكفيري وداعميه، وعادت إلى حضن الوطن سورية الوجه واليد واللسان.
وبعد سلسلة من العمليات العسكرية ضد أوكار وتجمعات إرهابيي جبهة النصرة وداعش في ريفي درعا والسويداء، تمكنت قواتنا المسلحة من تحرير مساحات واسعة تجاوزت الـ 130 كم2 ، شملت عدداً من القرى والتجمعات السكنية، ما أتاح لأهالي هذه المناطق العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية في ظل انتشار وحدات الجيش التي واصلت أيضاً عملياتها لتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة التنظيمين الإرهابيين.
وقد تمكنت وحدات الجيش خلال الأيام الأخيرة من إعادة الأمن والأمان إلى قرى وبلدات ساكرة براق وحوش حماد والطف وهمان وخربة همان والمجددة والمدورة علالي والشياح غربي وشرقي وجدل وصور والمطلة والشومرة والبستان ودير داما، إضافة إلى تجمعات في منطقة اللجاة في ريفي درعا والسويداء بعد تطهيرها من إرهابيي النصرة وداعش وتكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والأفراد.
وتكمن أهمية المناطق المحررة بحسب قائد ميداني في تأمين حماية الأهالي في ريف السويداء الشمالي والشمالي الغربي من اعتداءات التنظيمات الإرهابية المتكررة وقطع طرق وخطوط الإمداد والتهريب والإسناد للإرهابيين في ريف درعا الشرقي والتي كانت تصل سابقاً إلى البادية شرقاً وغوطة دمشق والحدود الأردنية قبل سيطرة الجيش عليها، إضافة إلى تعزيز تأمين طريق دمشق درعا غرباً ودمشق السويداء شرقاً التي كانت تشكل منطلقاً للعديد من عمليات الخطف والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وكل أشكال الترهيب.
كاميرا سانا دخلت القرى المحررة، وجالت بها بعد أن اتخذها الإرهابيون على مدى السنوات السبع الماضية منطلقاً لأعمالهم الإجرامية، مستغلين طبيعة المنطقة في اللجاة الوعرة وتضاريسها الصعبة والمليئة بالمغر والكهوف والجروف، واستغلها الإرهابيون في التواري والتسلل عبرها باتجاه قرى ريف السويداء المتاخم لنصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة والخطف وإطلاق القذائف والرصاص على المواطنين الآمنين.
أهالي قرى ريف السويداء الشمالي والشمالي الغربي الواقعة على الطرف الشرقي من اللجاة وضمنها امتداداً من الصورة الكبيرة مروراً بحزم وأم حارتين وخلخلة وذكير والصورة الصغيرة ورضيمة اللوا ولاهثة والمتونة والسويمرة وأم الزيتون ومجادل وصميد ووقم والخرسا وعريقة وجرين ولبين وداما تنفسوا الصعداء أمس بعد انتصارات الجيش التي خلصتهم من معاناة لا تطاق على مدى السنوات الماضية التي شهدت تسللاً متكرراً للإرهابيين، واعتداءهم على المناطق الآمنة المجاورة.
“سانا” التقت عدداً من أهالي قرية داما في أقصى ريف السويداء الشمالي الغربي في طريق العودة من تلك القرى، حيث أعربوا عن ارتياحهم بعد تخليصهم من إجرام واعتداءات المجموعات الإرهابية المتكررة على المدنيين الآمنين بقذائف الغدر والحقد واستهدافهم في منازلهم وطرقاتهم وحقولهم التي حرموا لفترات طويلة من الوصول إليها، حيث ارتقى جراء ذلك عدد من الشهداء، وأصيب العشرات، إضافة إلى اختطاف الإرهابيين عدداً كبيراً من المواطنين.
الأهالي الذين صمدوا بأرضهم ومنازلهم متمسكون بموقفهم، ويثمنون إنجاز وانتصار وبطولات وتضحيات الجيش العربي السوري الذي استقبلوه قبل أيام بالأهازيج والزغاريد، مؤكدين أنهم جزء منه وسند ورديف حقيقي له للدفاع عن أرض الوطن حتى تطهير آخر شبر فيها من رجس الإرهاب وداعميه.
وفي محاولة يائسة للتغطية على خسائرها واندحارها أمام وحدات الجيش العربي السوري واصلت التنظيمات الإرهابية اعتداءاتها على الأحياء السكنية في مدينة السويداء بالقذائف الصاروخية، وأطلقت عدداً من القذائف الصاروخية، سقطت في حي النهضة ومحيط الملعب البلدي، ما تسبب بأضرار مادية.
وأطلقت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف درعا الشرقي 5 قذائف صاروخية سقطت على قرى عرى ومجيمر بريف السويداء الجنوبي الغربي، ما أدى لارتقاء شهيد وإصابة 7 مواطنين آخرين بجروح متفاوتة، ووقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.
إلى ذلك ردت وحدات من الجيش على نقاط ومصادر إطلاق القذائف بالأسلحة المناسبة، ما تسبب بتدمير تحصينات ومنصات إطلاق، وإيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين.
وجددت المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم جبهة النصرة والمنتشرة في أحراج جباتا الخشب بريف القنيطرة إضرام الحرائق بعشرات الدونمات المزروعة بالأشجار المثمرة، من تفاح وكرز وتين، في موقع كروم الحمرية والكشة إلى الجنوب من قرية حضر بالريف الشمالي، ولا تزال النيران مشتعلة، وتسببت بوقوع أضرار كبيرة في أراضي المزارعين والأشجار المثمرة، والتي يزيد عمرها على عشرين عاماً. ويعد هذا الحريق الرابع من نوعه خلال أقل من أسبوعين، حيث كانت المجموعات الإرهابية أضرمت النيران الأسبوع الفائت بعشرات الدونمات المزروعة بالأشجار في موقع كروم الحمرية.
من جهة ثانية أفادت مصادر أهلية من منطقة تويمين على الحدود السورية العراقية بأن قوات أمريكية نفذت عملية إنزال عبر حوامتين تابعتين لما يسمى “التحالف الدولي في المنطقة، وقامت بنقل اثنين من عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى مقر للقوات الأمريكية المحتلة بمدينة الشدادي، ولفتت إلى أن عملية الإنزال الجوي والإجلاء تمت من دون أي اشتباكات وبتنسيق وتعاون من مجموعات “قسد” التي تدعمها في المنطقة. وتتزامن عمليات إجلاء طيران “التحالف الدولي” لإرهابيي داعش مع ارتكابه مجازر بحق أهالي ريفي دير الزور والحسكة، حيث ارتكب منذ مطلع الشهر الجاري 6 مجازر في قرى الشعفة والحردان وتل الشاير وخويبيرة وجزاع، استشهد وجرح فيها 68 مدنياً على الأقل، غالبيتهم من الأطفال والنساء.