تركيا تدخل رسمياً مرحلة حكم “النظام المتسلّط”
بعد أن عمل طوال الفترة الماضية على استثمار نتائج انقلاب 15 تموز في إقصاء جميع معارضيه من المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية واستبدالهم بآخرين من حزبه، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أمس، فوزه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، وليعلن بذلك نفسه سلطاناً على تركيا.
محرم إنجه، المرشّح للانتخابات الرئاسية التركية عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أعلن أن تركيا انتقلت إلى حكم “نظام متسلط” بفعل التعديلات الدستورية التي دفع أردوغان وحزبه باتجاهها.
وقال إنجه، في مؤتمر صحفي في أنقرة أمس: إن على أردوغان أن “يتوقّف من الآن فصاعداً عن التصرف بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بل يجب أن يكون رئيساً لـ81 مليون تركي”، وأضاف: “إن الانتخابات التي جرت، الأحد، كانت غير نزيهة من حيث خطواتها الإجرائية، وإعلان نتائجها”.
وأعلن إنجه قبوله بنتائج الانتخابات الرئاسية، التي حل فيها في المرتبة الثانية بعد أردوغان، بعدما خاض حملة نشطة استقطب فيها حشوداً غفيرة من المؤيدين، وتمكّن خلالها كمرشح لحزب المعارضة الرئيسي في تركيا من فرض نفسه في موقع الخصم الرئيسي لأردوغان، حيث حصل حسب النتائج على نحو 31 بالمئة من الأصوات.
وأشار إنجه إلى أنه حدّد هدفاً لنفسه إحراز 35 بالمئة من الأصوات، ولكن النتيجة التي حققها هي الأعلى لحزب الشعب الجمهوري منذ 41 عاماً، معتبراً أنه كان بإمكانه إرغام أردوغان على خوض دورة ثانية لو حصل مرشحو المعارضة الآخرون على المزيد من الأصوات.
وكانت السلطات الانتخابية التركية أعلنت في وقت سابق أن أردوغان حل في المقدّمة بحصوله على أكثر من 52 بالمئة في الانتخابات الرئاسية، بينما حصل التحالف الذي يقوده حزبه على أكثر من 53 بالمئة في الانتخابات البرلمانية. وافتتح أردوغان العهد الجديد بتوجيه التهديد أمام مناصريه بأن قواته المعتدية على الأراضي السورية ستواصل توغّلها، وهو ما يؤكد أنه ماض في سياسته العدوانية والتدميرية بحق شعوب المنطقة التي بدأها بدعم الإرهاب وتغذيته، وتسهيل انتقاله إلى البلدان المجاورة، وبث الفوضى والدمار فيها، وسرقة مقدراتها، وتحقيق المخططات الإخوانية والصهيونية على حد سواء فيها.