حامـــل اللقــب يواجــه خطــر الخــروج المبــكر.. والبرازيــل تواجــه صربيــا بطمــوح التأهـــل
سيكون حامل اللقب، منتخب ألمانيا، مهدداً بالخروج المبكر عندما يلاقي اليوم منتخب كوريا الجنوبية في ختام مباريات المجموعة الخامسة التي تشهد لقاء لا يقل أهمية يجمع المكسيك بالسويد، وما سيزيد جمالية مباريات هذه المجموعة أن المنتخبات الأربعة مازالت تمتلك فرصة التأهل بنسب متفاوتة. وإذا كان المنتخب الألماني يواجه خطر الإقصاء فإن المنتخب البرازيلي قد يعيشه فعلياً إذا خسر في لقاء السهرة أمام نظيره الصربي في المجموعة السادسة التي تبدو فيها سويسرا صاحبة الأفضلية مع خوضها لقاء سهلاً أمام كوستاريكا.
الحفاظ على اللقب
بخيار الفوز فقط يدخل منتخب ألمانيا (3 نقاط) مباراته أمام نظيره الكوري الجنوبي (بلا نقاط)، حيث إن أية نتيجة أخرى قد تعني فقدانه للقب الذي أحرزه قبل أربع سنوات، الخشية الألمانية تبدو كبيرة من تكرار سيناريو منتخبي اسبانيا وايطاليا في المونديالات الأخيرة، إذ ودعا من الدور الأول للبطولة الموالية.
الأداء الألماني في المبارتين أمام المكسيك والسويد كان متشابهاً لجهة السيطرة والإمتاع، لكن غياب الفاعلية الهجومية بدا واضحاً مع عدم قدرة الثنائي تيمو فيرنر، وماريو غوميز على ترجمة الفرص إلى أهداف، إلى جانب تراجع المردود الدفاعي، وسهولة الوصول لمرمى المخضرم مانويل نوير.
من جهته، ورغم تعرّضه للخسارة، إلا أن حظوظ المنتخب الكوري مازالت قائمة في العبور للدور الثاني، وإن كان عبر حسابات دقيقة تتطلب فوزه بنتيجة كبيرة، وخسارة السويد أمام المكسيك، ولكن على أرض الواقع فإن طموحات الكوريين بدت وكأنها محصورة في تقديم مباراة مشرفة والخروج بأقل الخسائر. نظرياً المباراة تميل لكفة الألمان لفوارق الخبرة والفنيات، لكن عامل المفاجآت يبقى وارداً، وقد يكون للفريق الآسيوي رأي في تحديد هوية المتأهلين.
بطاقة المباراة
الزمان: الخامسة عصراً.
المكان: ملعب كازان أرينا.
الحكم: الأمريكي مارك غيغر.
رقمياً: التقى المنتخبان سابقاً مرتين في المونديال: الأولى كانت في بطولة عام 1994، وانتهت بفوز الألمان بثلاثة أهداف لاثنين، وتكرر اللقاء في مونديال 2002، وحينها فازت ألمانيا أيضاً بهدف نظيف.
تأكيد وطموح
لن تخرج مباراة منتخبي المكسيك (6 نقاط) والسويد (3 نقاط) عن طموح التأهل الذي يسعى كل فريق لتحقيقه، فالمنتخب المكسيكي الذي تمكن من إبهار جميع المتابعين بفضل الأداء الممتع الذي قدمه في مبارتي كوريا وألمانيا، وحصده للنقاط الكاملة، لم يتمكن من ضمان تأهله، وهو بحاجة لمواصلة الجهد، وحصد نقطة إضافية تضمن له صدارة المجموعة، وتكفل له تواجده بين كبار الدور الثاني.
القوة المكسيكية لا يمكن حصرها بعناصر معينة، فالحارس اوتشوا كان مميزاً، كما أن خط الدفاع بقيادة الرائع سالسيدو يقدم مجهوداً خرافياً، ولا يمكن إغفال دور الجناح الطائر هيرفينغ لوزانو، ولا المهاجم الخبير تشيشاريتو، لذلك سيكون من الصعب تخيل فشله في تجاوز هذه المباراة.
المنتخب السويدي من جهته نجح في تقديم مبارتين كبيرتين حتى الآن، ولكن بدا واضحاً نقص الخبرة الذي يعاني منه، والذي حرمه نقطة التعادل المستحقة أمام ألمانيا، كما أن غياب اللاعب الذي يقود الفريق في الأوضاع الصعبة ظهر جلياً، لكن الميزة التي طبعها المنتخب الاسكندنافي باسمه كانت الفعالية الهجومية الكبيرة، وسهولة الوصول لمرمى الخصوم عبر السرعة في نقل الكرة.
نظرياً حظوظ الفريقين تبدو متقاربة مع أفضلية نسبية للمكسيك التي تبدو في طريقها لتقديم بطولة فوق التوقعات.
بطاقة المباراة
الزمان: الخامسة عصراً.
المكان: ملعب اكاتيريتبيرغ أرينا.
الحكم: الأرجنتيني نيستور بيتانيا.
رقمياً: لقاء وحيد جمع المنتخبين في المونديال سابقاً، وكان في نهائيات 1958، وانتهى بفوز السويديين بثلاثية نظيفة.
الخطوة الأهم
يسعى المنتخب البرازيلي (4 نقاط) لمواصلة خطه التصاعدي عندما يلاقي منتخب صربيا (3 نقاط) في لقاء مفتوح الاحتمالات، مع إدراك راقصي السامبا أن التعثر في المحطة الأخيرة سيعني إلقاء تحية الوداع على البطولة مبكراً، وانتهاء الحلم بالتتويج باللقب الغائب منذ 16عاماً.
المدرب البرازيلي تيتي بات مطالباً من قبل الجماهير البرازيلية بالاعتماد على تشكيلة ثابتة بعد سلسلة التغييرات التي أجراها خلال المبارتين السابقتين، وربما تكون الإصابة المفاجئة للجناح دوغلاس كوستا هي النقطة السلبية الأبرز في تشكيلة الفريق الذي ينتظر المزيد من نجمه الغائب الحاضر نيمار داسيلفا.
أما منتخب صربيا فرغم أنه يمتلك عدداً من نجوم الصف الأول، إلا أن المردود لم يكن مرضياً خلال المباريات السابقة، فلم يستطع اللاعبون الحفاظ على تركيزهم، ووضح ضعف اللياقة البدنية الذي كلّفهم الخسارة أمام سويسرا، وإذا تكرر الأمر ذاته في لقاء اليوم فإن المهمة ستكون شبه مستحيلة.
بطاقة المباراة
الزمان: التاسعة مساء.
المكان: ملعب أتكريت أرينا.
الحكم: الإيراني علي رضا فاغهاني.
رقمياً: على اعتبار أنها المشاركة الثانية لصربيا في البطولة كدولة مستقلة لم يسبق للفريقين أن التقيا سابقاً في المونديال.
إكمال المشوار
سيكون المنتخب السويسري (4 نقاط) في مهمة سهلة نسبياً عندما يلاقي منتخب كوستاريكا (بلا نقاط) الذي ودع البطولة، وفقد كل آماله في التأهل، حيث يسعى منتخب الساعات الدقيقة لحصد نقاط المباراة لإكمال مشواره في البطولة بعد أن قدم أداء جيداً مكّنه من الوصول لمباراة اليوم برصيد مميز من النقاط.
ومع افتقاده للعناصر صاحبة المهارات الفنية عوّض المنتخب السويسري ذلك بأداء منظم، وكرة قدم تعتمد في عناصرها الأساسية على التنظيم المحكم، والتمركز الجيد في وسط الملعب، واللعب على المرتدات، معوّلاً على سرعة الجناح شاكيري، ومشاكسات رأس الحربة هاريس سيفيروفيتش.
خصم السويسريين هو منتخب كوستاريكا الذي كان ضيف المجموعة بأدائه الضعيف المخيب، وهو يبحث عن تحسين الصورة، وإثبات أن صعوبة المجموعة هي السبب في إقصائه المبكر.
بطاقة المباراة
الزمان: التاسعة مساء.
المكان: ملعب نيزني نوفغورود.
الحكم: الفرنسي كليمان توربان.
رقمياً: لم يسبق للمنتخبين مونديالياً، واكتفيا بلقاءين وديين.
احتمالات
في المجموعة الخامسة تبدو الأمور متشابكة، والاحتمالات فيها كثيرة، ففي حال تساوي منتخبات المكسيك وألمانيا والسويد في عدد النقاط، سيتم النظر مباشرة إلى فارق الأهداف لكل فريق، ثم المواجهات المباشرة، المنتخب الألماني سيتأهل في حال فوزه بالمواجهة الأخيرة أمام كوريا الجنوبية إلا في حالة واحدة وهي إذا فاز بهدف نظيف مع خسارة المكسيك أمام السويد بفارق هدف، وبنتيجة 3- 2 أو 4– 3، فيما فوز المنتخب الألماني بفارق هدفين فأكثر على كوريا الجنوبية سيضمن له التأهل دون النظر إلى نتيجة مباراة المكسيك والسويد، وفي حال تعادل ألمانيا مع كوريا، وخسارة السويد، طبعاً ستتأهل ألمانيا، أما في حال تعادل ألمانيا وتعادل السويد أيضاً، فعندها يتم الاحتكام إلى عنصر الأهداف، أما منتخب المكسيك فتكفيه نقطة التعادل للتأهل، وقد تكون الخسارة غير ضارة إذا تعثرت ألمانيا أمام كوريا بالتعادل أو الخسارة.
أما في المجموعة السادسة فالتعادل يكفي سويسرا للتأهل، بغض النظر عن نتيجة مباراة صربيا ضد البرازيل، وهزيمة صربيا أمام البرازيل ستصعد بسويسرا حتى لو خسرت أمام كوستاريكا، فالبرازيل ستكون بحاجة لنقطة التعادل للتأهل، فيما الفوز وحده يضمن لصربيا التواجد في ثمن النهائي.
مؤيد البش