“المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ودورها في التنمية المحلية” في ندوة بحماة
حماة-محمد فرحة:
ناقش المشاركون في الندوة الاقتصادية التي أقامها فرعا حماة وإدلب للحزب بعنوان: “المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ودورها في التنمية المحلية” آليات دعم المشروعات والضمانات والشروط المطلوبة للحصول على القروض وطرق التسديد، ودور هذه المشاريع في تأمين فرص عمل للشباب ومكافحة البطالة.
وقدّم الرفيق عضو القيادة القطرية للحزب رئيس المكتب الاقتصادي المهندس عمار السباعي شرحاً للواقع السياسي الراهن، مبيناً أن سورية تمضي في صنع الانتصار على الإرهاب بفضل تضحيات أبطال جيشنا البواسل والقوى الرديفة وصمود شعبنا بقيادة قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، متوجّهاً بالتحية لأبناء محافظتي حماة وإدلب، مشيراً إلى أن التفاف أهالي إدلب حول جيشنا يساعد في العودة إلى ربوع إدلب الخضراء ويعجل في النصر، وأكد أن دماء الشهداء الأبطال الذين رووا أرض الوطن بدمائهم الطاهرة أسقطت مؤامرات ومخططات العدوان على سورية.
وأكد أهمية الندوات واللقاءات وتفاعل آراء الأكاديميين والمواطنين المهتمين بالشأن الاقتصادي لبلورة خطة عمل تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتنعكس إيجاباً على الواقع الاجتماعي، وشدد على ضرورة تحويل الأفكار إلى أفعال، وأشار إلى أن طروحات ومقترحات المشاركين في الندوة ستكون موضع دراسة جدية في المكتب الاقتصادي.
وأشار الرفيق السباعي إلى اهتمام القيادة والحكومة بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، وأضاف: حالياً يتمّ إعداد مشروع قانون موحّد للاستثمار يتسم بالكثير من الضوابط والشروط والتسهيلات لتحسين واقع الاستثمارات، وأيضاً معالجة موضوع القروض المتعثرة، التي بلغت 300 مليار ليرة، ولم يتمّ تحصيل سوى 160مليار ليرة منها، مشدداً على ضرورة زيادة الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى ومساعدتهم في إيجاد وسيلة دخل عبر المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وتدريبهم وفق معايير موضوعية.
من جانبه تحدّث الدكتور كنجو كنجو من كلية الاقتصاد في جامعة حماة عن محور المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ودورها التنموي، مبيناً أنها ساهمت بإسناد الاقتصاد السوري واحتلت أهمية كبيرة في عدد كبير من دول العالم وساهمت في 60 بالمئة من الناتج الإجمالي، موضحاً أن هناك عدة مفاهيم للمشروعات الصغيرة تتعلّق بالعمالة ورأس المال والحالة التسويقية، وأضاف: 99 بالمئة من المشاريع في سورية هي مشروعات صغيرة ولها عدة خصائص من حيث الإشراف من قبل المالك وسهولة تكييف الإنتاج وإقامتها في مساحات ضيقة والمخاطر فيها أقل، منوّهاً ببعض العيوب وأبرزها الإجراءات الضريبية ومشكلة التمويل وضعف الإمكانيات وصعوبة توفير المواد الأولية ومشاكل التسويق.
من جانبه لفت الدكتور فراس الأشقر من كلية الاقتصاد في جامعة حماة إلى أهمية الدور الذي تلعبه المشروعات الصغيرة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بينما أصبح هدف تنمية هذه المشروعات خياراً استراتيجياً حتمياً لدعم القدرة الاقتصادية عبر دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر من خلال قروض تشغيلية تساعد المنتجين بالتخفيف من آثار الأزمة على إنتاجهم، وعرض للصعوبات التي تعاني منها هذه المشروعات، وخاصة ضآلة خدمات التدريب والمعلومات والدعم الاستشاري بالإضافة لصعوبات تسويقية وتقنية وإدارية وإجرائية.
وأكد ضرورة الإسراع بوضع إستراتيجية وطنية لدعم هذه المشروعات، وتطوير ودعم الإنتاج الزراعي والصناعات المتعلقة بها وتبسيط الإجراءات وإعطاء الأولوية للمستثمرين المحليين.
وتركزت مداخلات المشاركين حول تحسين ودعم وتمويل المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر وتوسيعها، وزيادة الوعي بدورها في إيجاد فرص عمل منتجة، وتأسيس شركة “ضمان مخاطر الائتمان المصرفي” تعنى بالمشاريع.
حضر الندوة فعاليات حزبية ورسمية ونقابية واجتماعية.
اجتماع هيئتي المكتب الاقتصادي والعمالي الفرعيتين
كما ترأس الرفيق السباعي اجتماع هيئتي المكتب الاقتصادي والعمالي في فرعي حماة وإدلب للحزب، وتطرّق المجتمعون لواقع الشركات المتوقّفة عن العمل، سيما الشركة العامة لصناعة الإطارات التي توقفت عن الإنتاج منذ 2011 بسبب عدم توافر السيولة المادية والمواد الأولية، ودعوا إلى إعداد دراسة فنية ومالية لتطوير معمل البورسلان 2 في الشركة العامة لصناعة البورسلان بحماة وتحويل إنتاجه إلى السيراميك وتأمين الكادر الفني والمدرب للشركة، وتزيد معمل شركة سكر تل سلحب بالكميات اللازمة من محصول الشوندر للإقلاع بالعمل، والعمل على تصريف منتجات شركة زيوت حماة من زيت بذور القطن واستجرار الزيت من قبل الشركة السورية للتجارة واستكمال العمل بمشروع خط جر مياه حماه الثاني، إضافة إلى مناقشة واقع العمل في الشركة العامة لصناعة الصوف والسجاد وشركة اسمنت حماة.
وطالب المجتمعون بإعادة تشكيل مديرية صناعة إدلب والتصديق على السجل الصناعي ومعالجة التسرب العددي لملاكات المديريات والشركات وتأجيل سداد الديون بالنسبة للمقترضين من مختلف فروع المصارف.
وأكد الرفيق السباعي ضرورة تسليط الضوء على الإيجابيات لتعزيزها والصعوبات لتجاوزها، مبيناً أنه رغم الظروف الصعبة جراء الحصار الاقتصادي والحرب الكونية التي استهدفت البنى التحتية والمنشآت بمختلف أنواعها استمر عمل مؤسساتنا ومعاملنا وأمنت الجزء الأكبر من حاجاتنا والمطلوب اليوم بذل المزيد من الجهد والعمل لتعزيز صمود واستقرار هذه المؤسسات ومعالجة الصعوبات التي تواجه العمل، وشدد على ضرورة تسهيل الخدمات للمواطنين وملامسة واقعهم وظروفهم المعيشية، داعياً جميع المديرين المعنيين أن يبذلوا قصارى جهدهم وتعزيز دور مؤسسات القطاع العام، وخاصة في هذه المرحلة التي أثبت فيها هذا القطاع دوره وفعاليته.