رياضةصحيفة البعث

حرب البث الفضائي المونديالي.. سياسة من نوع آخر

 

ما إن يقترب موعد المونديال حتى تشتعل منافسة من نوع آخر، سباق النقل الحصري لأحداث البطولة الأقوى والأروع، ودرجت العادة أن تقوم إحدى الشبكات العالمية الكبرى بشراء حقوق البث الفضائي من الفيفا وتوزيعها بشكل حصري أيضاً بحسب المناطق حول أنحاء العالم، ويسمح لباقي البلدان ببث المباريات على القنوات الأرضية فقط.
ورغم أن العالم عرف مفهوم حقوق البث التلفزيوني في كأس العالم عام 1954، وبدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم بيع حقوق بث البطولة تلفزيونياً لجهة واحدة منذ بطولة كأس العالم 1998 في فرنسا، إلا أن المتفرج العربي لم يكن يشعر بهذه المشكلة، لأن اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية كان متعاقداً مع الفيفا على حقوق بث البطولة لمدة 20 عاماً، بدءاً من بطولة 1978 وحتى بطولة 1998، وتغير الحال مع مونديال 2002 وما بعده مع احتكاره من عدة شركات.
حرب الحقوق في المونديال الروسي أخذت منحى آخر، فقد ازداد سعير نارها بعد بدء المونديال، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد المشاكل التي أوجدها بروز ظاهرة القرصنة بقوة رداً على الاحتكار غير المبرر.
بدأت القصة بعد فوز شبكة “إن بي سي” الأمريكية المعروفة بحقوق البث الفضائي عالمياً، لتعطي شبكة “قطرية” حقوق البث في المنطقة المذكورة، ونتيجة الخلافات الخليجية- الخليجية، قامت شركة سعودية بسرقة البث الفضائي بشكل كامل، مع تغطية شعار المحطة القطرية، ووضع شعار آخر، ولم تكلّف المحطة السعودية نفسها عناء جلب محللين خاصين، أو تقديم برامج خاصة، بل قامت ببث استوديوهات التحليل نفسها، والمثير للضحك أن الأزمة السياسية دخلت لتفاصيل هذه القضية، فشعار “بي إن” يعني أن تكون في قلب الحدث، فيما يعني شعار الشبكة الأخرى “بي آوت كيو” اخرجي يا قطر.
ومع كل هذه الغوغاء حول حقوق البث، يبقى المشاهد العربي الخاسر الأكبر، فهل من مخرج للظفر بحل يدخل البهجة والراحة لعشاق المستديرة؟!.. ولتوضيح السؤال والإجابة عنه في آن نذكر حالات كسبت فيها بلدان أوروبية حقوق البث الفضائي “المجاني” لمباريات المونديال، إذ حكمت محكمة العدل الأوروبية عام 2013 لصالح مملكة بلجيكا، والمملكة البريطانية، وايرلندا الشمالية، ولقناة “زد دي اف” الألمانية بالحق في بث مباريات كأس العالم 2014 مجاناً، وجاء في نص الحكم: “يحق للدول الوطنية وحدها تحديد الأحداث المهمة التي يحق لشعوبها مشاهدتها مجاناً دون تشفير”.
سامر الخيّر