عنصرية ترامب تشعل غضب الشارع الأمريكي
أدّت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصرية بحق المهاجرين، وفصل الأطفال عن ذويهم، لارتفاع الأصوات المنتقدة لسياساته حول الهجرة، حيث خرج آلاف الأشخاص في العديد من المدن الأمريكية في مظاهرات احتجاجاً على فصل أفراد عائلات المهاجرين، وإبعاد أكثر من ألفي طفل عن ذويهم، فيما اعتقلت الشرطة الأمريكية أكثر من 500 امرأة، بينهن عضو في الكونغرس الأمريكي خلال مشاركتهن في مظاهرة احتجاجية على سياسة الهجرة. يذكر أن قرار ترامب، الذي أصدره مطلع أيار الماضي، بتوقيف البالغين الذين يعبرون الحدود الأمريكية الجنوبية مع المكسيك بطريقة غير شرعية، أشعل الشارع الأمريكي، ما اضطر الرئيس الأمريكي للتراجع عن جزء من سياسته بعد الاحتجاجات العديدة التي خرجت للتنديد بالقرار.
وهاجم أعضاء ديمقراطيون فى الكونغرس الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بهذا الشأن، كما رفع ستة نواب ديمقراطيين صور أطفال يذرفون الدموع، ولافتات كتب عليها “العائلات يجب أن تكون معاً”.
وطالبت زوجات رؤساء أمريكيين سابقين بوقف هذه السياسة، وأشارت روزالين كارتر زوجة جيمي كارتر إلى أنها إجراء مشين ومخجل لأمريكا، بينما وصفت لورا بوش زوجة الجمهوري جورج بوش الابن هذه السياسة بأنها غير أخلاقية. وفي محاولة منه للحد من موجة الغضب الشعبي إزاء سياسته حول الهجرة لجأ ترامب إلى إنكار حقيقة حثه الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس على تمرير مشروعي قانون يتعلقان بالهجرة، زاعماً أنه كان يعلم أن هذا الإجراء لن يحصل على أصوات كافية، لكن ذلك يتناقض مع تغريدة كتبها الأسبوع الماضي، وأصر فيها على ضرورة أن يمرر الجمهوريون مشروع القانون المذكور.
التناقض في تصريحات ترامب لم يعد يثير استغراباً كبيراً، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، إذ أن مواقفه غير المتزنة إزاء الكثير من القضايا والمسائل الدولية جعلته في ذيل قائمة تقييم الرؤساء الأمريكيين، ودفعت بالعديد من المسؤولين في إدارته إلى الاستقالة والابتعاد عنه.
موقع بازفيد الأمريكي، نشر في هذا السياق تقريراً، قال فيه: إن البيت الأبيض في عهد ترامب سيتحوّل إلى مدينة أشباح بنهاية فصل الصيف، حيث تتزايد المناصب الشاغرة، ويزداد أيضاً نفور الخبراء الجمهوريين من الانضمام إلى إدارة أمريكية مضطربة.
وأشار إلى أن عدداً من كبار مساعدي ترامب يعتزمون مغادرة البيت الأبيض قريباً، بمن فيهم رئيس هيئة الأركان جون كيلي، وجو هاين نائب رئيس الأركان للعمليات، والمدير التشريعي للبيت الأبيض مارك شورت، والمتحدثة باسم البيت سارة ساندرز، فيما يحاول المكتب المسؤول عن توظيف المرشحين البحث عن خبراء لإقناعهم بالانضمام إلى إدارة ترامب.
سياسات ترامب التي أثارت استياء حلفائه في أوروبا، دفعت بعض الأمريكيين أيضاً إلى التفكير بمغادرة الولايات المتحدة، حيث أعرب كثير منهم عن القلق مما يجري داخل بلادهم في عهد إدارته لدرجة بدؤوا فيها بدراسة خيارات تتعلق بالمغادرة والانتقال إلى بلدان أخرى.
ومنذ الإعلان عن السياسة الأمريكية التي تقضي بعدم التسامح مع المهاجرين مطلع أيار، تمّ فصل 2324 طفلاً ومهاجراً شاباً عن عائلاتهم التي فر معظمها من أمريكا الوسطى.
وأكد المدير التنفيذي لمنظمة “بوردر نيت ورك فور هيومن رايتس”، فيرناندو غارسيا، أن البيت الأبيض يمنع دخول المنظمات الحقوقية إلى المخيمات التي يحتجز فيها أطفال المهاجرين من المكسيك، فيما أدان وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي فصل أطفال المهاجرين، مؤكداً أنه عمل وحشي وغير إنساني.
وفي كندا قال وزير الهجرة أحمد حسين: “إن الكنديين مصدومون بسياسة تفريق العائلات”، مشيراً إلى أن أوتاوا تراقب مدى احترام السلطات الأمريكية لحق اللجوء.
وعبّرت غواتيمالا عن قلقها من إجراءات تفريق العائلات، وقالت وزيرة الخارجية ساندرا خوفيل: “إن 465 طفلاً من غواتيمالا، تمّ فصلهم عن عائلاتهم التي عبرت سراً الحدود مع الولايات المتحدة”، فيما أدانت تشيلي، بلسان وزير خارجيتها روبرتو أمبويرو، سياسة الهجرة التي يتبعها ترامب.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، طالبت مؤخراً الولايات المتحدة بالتوقف عن احتجاز عائلات المهاجرين غير الشرعيين، وفصل الأطفال عن ذويهم، وقالت: “إن هذه الممارسات مخالفة للقانون الدولي”، بينما أكدت مفوضية شؤون اللاجئين أن الظروف التي تعيشها البلدان التي تتحدر منها أغلبية المهاجرين تمنحهم الحق بالحماية الدولية.