بحضور قيادة الحزب.. “الدور الوطني للمؤسسة الدينية” في ندوة حوارية
دمشق- سنان حسن:
نظّم مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري، أمس، منتدى الحوار الأول تحت عنوان “الدور الوطني للمؤسسة الدينية”، وذلك بحضور الرفاق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب، ويوسف أحمد رئيس مكتب التنظيم، وعمار ساعاتي رئيس مكتب الشباب والرياضة.
وجرى خلال المنتدى حوار ونقاش مستفيض حول الدور الذي تضطلع به المؤسسة الدينية في مواجهة التطرّف والفكر التكفيري، وكيف تمكنت خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية من المحافظة على إسلام بلاد الشام المعتدل الوسطي في مواجهة الوهابية و”الإخوان”.
وتحدّث الرفيق الدكتور مهدي دخل الله رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام عن أهمية الملتقى من حيث توسيع ثقافة الحوار وتعزيز صلة الرحم بين الحزب والمجتمع، مبيناً أن الغاية من إقامة الندوة هو الإجابة عن هواجس البعض حول دور المؤسسة الدينية، والخوف من أن يكون لنشاطها نتائج سياسية واجتماعية ضارة، مؤكداً أنه لا توجد على الأرض أي حيثية لهذا الموضوع بدليل أن “الإخوان” لم يستطيعوا حكم بلد متدين واحد، وهو مصر لأكثر من عدة أشهر رغم سعيهم لذلك على مدى 82 سنة، ونحن في سورية لدينا شعب يرفض “الإخوان” و”داعش”، لأن الكثير من المتدينين حاربوا “داعش”، والكثير من المتدينين ارتقوا شهداء ولنا في عام 1954 مثال عندما ترشّح رياض المالكي بمواجهة مصطفى السباعي، فكانت الغلبة لبعثي على حساب الإخواني.
بدوره أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد الذي كان ضيف المنتدى على جملة من القضايا التي تتعلق بالمؤسسة الدينية، مبيناً أنها وزارة من وزارات الدولة، وهي لا تنفذ سياسة خاصة، وإنما تنفذ سياسة يرسمها السيد الرئيس بشار الأسد وقيادة الحزب والدولة، مضيفاً: الدولة هي أداة المحافظة على الخطاب الديني المعتدل، والوزارة هي مقود العمل الديني، تحرّكها الدولة والحكومة وفق توجهاتها وخططها والبرامج التي اعتمدتها لتكون تلك المؤسسة في خدمة المواطن وأهداف الدولة وتطلعاتها.
وبيّن د. السيد أن الحرب التي شنتها 100 دولة على سورية كان هدفها الأول والأساسي أن تكون حرباً طائفية، ولكن حكمة القيادة وتضحيات الجيش العربي السوري والمؤسسة الدينية منعت أن تنحدر الأمور إلى ما أراده أعداء الأمة، وهذا كان واضحاً خلال السنوات السبع الماضية، وأضاف: قبل بدء الحرب الإرهابية على سورية كانت لدى الرئيس الأسد رؤية استراتيجية بإيلاء وزارة الأوقاف اهتماماً خاصاً لشعوره بخطورة الاختراقات التي يمكن أن تحدث في الجانب الديني، وقد عملنا منذ عام 2009 على ذلك عبر بعض الإصلاحات الدينية، ومنها تشكيل لجنة وطنية لتغيير المناهج الشرعية التي هي أصل الخطاب الديني ومنبعه، فمن دون تغيير المناهج لا يمكن الحديث عن تغيير الخطاب، وكانت اللجنة برئاسة شهيد المحراب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
وأشار د. السيد إلى أن الفكر الهدام لا يحارب إلا بالفكر البنّاء، وبالتالي فقد كانت المؤسسة الدينية في سورية هدفاً مباشراً للحرب الإرهابية عليها، عبر استهداف شخصياتها وعلمائها، ومنابرها، فمن منا يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي اضطلع به منبر الجامع الأموي في مواجهة الأفكار المتطرفة ووأد أفعال الإخوان المجرمين، وأضاف: إن معلمات القرآن الكريم كان لهن دور رائد ومهم في مواجهة الأفكار التي حاول البعض دسها في المجتمع السوري، فكنّ جنباً إلى جنب مع العلماء والمشايخ في كشف التحريفات وتبيان حقيقتها وأصلها، وشدد على أننا في سورية وضعنا مناهج شرعية مطوّرة وموحدة، ولا توجد دولة عربية ولا إسلامية قامت بما قمنا به، كما أننا في المؤسسة الدينية ضد الإسلام السياسي، ونقول: إننا ملتزمون بتوجيهات الحكومة والحزب، مذكراً بمشاركة العلماء ومعلمات القرآن في الاستحقاقات الدستورية “انتخابات الرئاسة– انتخابات مجلس الشعب” وبكثافة تأكيداً منهم على التزامهم بسياسة الدولة ومرتكزاتها..
بعد ذلك فُتح باب النقاش والحوار، فتساءل الدكتور عماد الشعيبي: عندما تكون هناك سلطة أو دولة، فهذا يعني أن هذه الدولة يجب أن يكون لديها مشروع، فهل تتوقّع أن تغيير الخطاب الديني يمكن أن يحدث من داخل المؤسسة الدينية؟.
وأكد وزير الأوقاف أن هناك ثوابت بالنسبة للشريعة الإسلامية، ولا اجتهاد في موضع النص، وقدّم مثالاً على ما قامت به معلمات القرآن الكريم في مدينة دير الزور بعد تحريرها، في دفع بعض نساء المدينة لتغيير ما فرضته عليهم داعش الإرهابية في موضوع النقاب.
وأوضحت دارين سليمان، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الوطني لطلبة سورية، العلاقة بين اتحاد الطلبة وفريق الشباب الديني في الوزارة، والشراكة الحقيقية بين الطرفين في محاربة التطرف والتصدي للفكر الإرهابي، وأضاف: إننا مؤمنون بالشراكة الوطنية في محاربة هذا الفكر.
وفي سؤال عن ورود اسم ابن تيمية في كتاب فقه الأزمة، بيّن الدكتور محمد شريف الصواف مدير مجمع أبو النور أن فقه الأزمة بمجمله كان للرد على الوهابية وأفكارها، ولاسيما أفكار ابن تيمية التي استخدمها الإرهابيون، وبالتالي لابد من ذكر أقواله للرد عليها.
فيما أوضح الوزير السيد أن العلمانية السورية مختلفة تماماً عن العلمانية الغربية، فحرية الاعتقاد، وعبادة الخالق مكفولة بعيداً عن أي ضغوطات.
وقد تعددت المداخلات والأسئلة من قبل عدد غير قليل من الحضور، وساد منتدى الحوار مناخ من السجال البنّاء والهادف إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وزج الطاقات في خدمة مؤسسات الدولة الوطنية والتي تجابه تحديات عديدة ومتنوعة لم تشهد لها سورية مثيلاً في تاريخها المعاصر، وأجمعت كل المداخلات على أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد نجحت في مواجهة هذه التحديات، وهي تتطلع اليوم إلى المضي قدماً في مسيرة البناء والإعمار المعنوية والمادية.
Comments are closed.