أخبارصحيفة البعث

الدومينو في الجنوب.. وماذا عن الجولان المحتل؟

د. مهدي دخل الله

بعد الغوطة الشرقية يبدو أن عملية الدومينو أضحت أكثر تسارعاً. تتساقط «القلاع» الإرهابية واحدة تلو الأخرى في محافظاتنا الجنوبية الثلاث، وكأنها في سباق محموم نحو الحقيقة الصادمة. لا مفر من الاستسلام للدولة وللوطن..

هو استسلام مشروط وليس تسوية، وقد يشاركني الكثيرون في اعتقادي بأن المسلحين الذين حاربوا شعبهم سنوات طوال لم «يعودوا لحضن الوطن» اكتشافاً منهم للصواب، وإنما تحت الضغط والقوة والإكراه، فقد كان أمامهم وقت طويل – طويل جداً – للانشقاق عن تشكيلاتهم الإرهابية والعودة الطوعية إلى الحضن قبل وصول الجيش.. لكنهم لم يفعلوا.

المهم في هذا الشأن كله أن الوطن يتحرر خطوة خطوة، وأن قلاعهم تنهار في مسلسل دومينو لن ينتهي إلا مع تحرير آخر شبر من الجغرافيا السورية.

في خضم هذا «الانطلاق الجامح» نحو القضاء على الإرهاب بفصائله وأشكاله كلها، يُطرح سؤال راهن: ماذا بعد ذلك؟؟ من الضروري أن نفكر باتجاه القادم واضعين أمام أعيننا القول الشهير لكاترين قيصر روسيا نهاية القرن الثامن عشر: «الحكم ليس أن تعرف الحاضر، وإنما أن تعرف القادم… المستقبل»..

نطرح بقوة «إعادة الإعمار».. لا شك في أن هذا ضروري. لكن ماذا عن الجولان المحتل منذ واحد وخمسين عاماً بالتمام والكمال؟؟ هل نرضى بالانتظار، لعل وعسى، كما كنا نفعل قبل مرحلة الإرهاب؟…

إذا كنا نرى في الحرب الإرهابية علينا حرباً إسرائيلية في الشكل والمضمون والهدف، وهذا صحيح، فلماذا ننتظر ونجعل الجولان المحتل ينتظر.. لعل وعسى؟..

كنا دائماً نربط الجولان بالقضية الفلسطينية، وهذا حق وموقف قومي مشرّف، ولو أن الجولان هو المشكلة لقدّمه لنا الصهاينة على طبق من فضة مقابل «كامب ديفيد سوري» وعلم إسرائيلي على مبنى في شارع أبو رمانة!.. لكننا لم نقبل ولن نقبل بهذه الصفقة..

من المعروف أن نتنياهو طلب الجولان «هدية» من العالم لقاء موافقته على «صفقة القرن»، رفضت روسيا.. ولم توافق أمريكا. رفضت روسيا لأن سورية مستحيل أن تقبل، فالقرار في النهاية سوري!..

لكن اليوم بعد الحرب الإسرائيلية الإرهابية علينا، وبعد انتصارنا المدهش على هذه الحرب بتضحيات لا يستطيع تقديمها شعب في هذا العالم كما قدّمها السوريون، ماذا نحن فاعلون؟؟… لابد من وضع برنامج محكم أساسه القوة.. ولاشيء غير القوة، فنحن اليوم أقوى من أي وقت مضى!…

صحيح أن لنا أصدقاء نتفهم موقفهم ودورهم الدولي، لكن هؤلاء الأصدقاء سيتفهمون إصرارنا على التحرير وقد يعملون معنا وفق علاقاتهم ضاغطين بالاتجاه الصحيح، اتجاه تحرير الجولان بالقوة… والقوة لا تعني استخدام السلاح بالضرورة، وإنما تعني التحرير دون دفع فاتورة مقايضة سياسية لا نقبلها… وإن قبلها غيرنا.

mahdidakhlala@gmail.com