السفير فورد: انتصار سورية أضحى واقعاً ومخططات الغرب فشلت إعــــلان ريـــــف درعــــا الشرقــــي خاليــــاً مـــن الإرهــــاب مســــألة وقــــت
اقتربت قواتنا المسلحة من إعلان ريف درعا الشرقي خالياً من الإرهاب بعد الإنجازات الكبيرة والمتسارعة التي حققتها خلال الأيام القليلة الماضية، وكان آخرها إحكام سيطرتها أمس على بلدة كحيل، حيث تقوم وحدات الهندسة بتمشيط البلدة من مخلفات الإرهابيين تمهيداً لعودة الأهالي إليها، فيما نفذت وحدات أخرى من الجيش عمليات مركّزة ودقيقة على خطوط إمداد الإرهابيين ومحاور تحركهم في المنطقة الممتدة بين بلدتي الجيزة وصيدا باتجاه الحدود الأردنية وفي مدينة طفس، وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وتدمير عدد من أوكارهم. في حين أقرت تنسيقيات المسلحين على مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل ما لا يقل عن 22 إرهابياً جراء عمليات الجيش في الريف الغربي لدرعا خلال الساعات الـ 24 الماضية. وخلال تمشيطها القرى المحررة في الريف الشمالي الشرقي للمحافظة عثرت وحدات من الجيش على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الثقيل وذخيرة متنوعة داخل أوكار الإرهابيين. وفي إطار الإجراءات الحكومية لدعم وتأمين احتياجات الأهالي أرسلت محافظة درعا قافلتين محملتين بمواد طبية وغذائية ومحروقات إلى القرى والبلدات المحررة التي أعاد إليها الجيش الأمن والاستقرار. في وقت عثرت الجهات المختصة في حمص على شبكة أنفاق من مخلفات الإرهابيين في منطقتي السعن وحوش حجو شرق تلبيسة في ريف المحافظة الشمالي.
في السياسة، يبحث وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف، والأردن أيمن الصفدي اليوم “الأربعاء” في موسكو سبل تيسير حل الأزمة في سورية، فيما أكد السفير البريطاني السابق في سورية بيتر فورد أن الانتصار العسكري للدولة السورية أضحى واقعاً لا جدال فيه وأن الغرب الذي فشلت مخططاته لم يعد يملك من الأوراق سوى تأخير موعد إنهاء الحرب عليها، محذراً من وجود مخططات حالياً في جنوب سورية للتحضير لهجوم آخر تخرجه “الخوذ البيضاء” بهدف خلق ذريعة للتدخل الخارجي.
وفي التفاصيل، دخلت وحدات الجيش إلى قرية كحيل شرق مدينة درعا بنحو 30 كم بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيمات الإرهابية المنتشرة فيها، حيث انتهت الاشتباكات بمقتل عدد من أفرادها وفرار الباقين باتجاه بلدتي صيدا والجيزة المجاورتين، حيث تقوم وحدات الجيش باستهدافهم بالأسلحة المناسبة.
هذا وبدأت عناصر الهندسة في الجيش على الفور بتمشيط القرية لتطهيرها من مخلفات الإرهابيين وإعادة الأمن والاستقرار إليها بشكل تام تمهيداً لعودة الأهالي إليها.
إلى ذلك، نفذت وحدات الجيش عمليات مركّزة ودقيقة على خطوط إمداد الإرهابيين ومحاور تحركهم في المنطقة الممتدة بين بلدتي الجيزة وصيدا باتجاه الحدود الأردنية، وأوقعت بينهم خسائر كبيرة.
وفي الريف الشمالي الغربي ركّزت عمليات الجيش على أوكار إرهابيي جبهة النصرة وما يسمى جيش خالد بن الوليد المعروف بمبايعته لتنظيم داعش التكفيري في مدينة طفس، وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وتدمير عدد من أوكارهم.
ومنذ بدء العملية العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في ريف درعا حررت وحدات الجيش العديد من القرى والبلدات، وكان آخرها بلدة المسيفرة شرق مدينة درعا بحوالي 25 كم بينما استسلم المسلحون في الغارية الشرقية وأم ولد وداعل وابطع وغيرها من القرى والبلدات في الريفين الشمالي والشرقي.
إلى ذلك عثرت وحدات الجيش خلال تمشيطها القرى المحررة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة درعا على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الثقيل وذخيرة متنوعة داخل أوكار الإرهابيين، وتم العثور على الأسلحة في قرى وبلدات الغارية الغربية والصورة وعلما ومليحة العطش، وتتضمن دبابات ومدافع هاون وراجمات صاروخية ومعدات وتجهيزات مختلفة، إضافة إلى كميات كبيرة من قذائف الهاون والصاروخية وذخيرة متوسطة وخفيفة، وتعاملت عناصر الهندسة مع العبوات الناسفة والألغام، وأبطلت مفعولها، وقامت بنقل الأسلحة والذخيرة إلى أحد التشكيلات العسكرية في ريف درعا.
من جهة ثانية ذكرت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل نبال الحريري في درعا أنه تم إرسال قافلة مكونة من 11 شاحنة تضم سلات غذائية ومعلبات ودقيقاً ومحروقات ومياه شرب وعيادتين متنقلتين من مديرية الصحة في درعا وجمعية البر والخدمات الاجتماعية وكادراً طبياً لتقديم الدواء والعلاج المجاني في القرى المحررة.
وكان مراسل سانا في درعا ذكر في وقت سابق أمس أن محافظة درعا أرسلت قافلة مؤلفة من 14 سيارة محملة بمواد طبية وغذائية متنوعة إلى الأهالي في قرى وبلدات السهوة والمسيفرة والجيزة والغارية الشرقية والكرك وغصم في الريف الشرقي، وبيّن أن المواد المرسلة شملت مواد طبية وسيارة إسعاف مع ممرض وعيادة متنقلة مع طبيب و400 سلة غذائية و400 سلة من الغذائيات المعلبة و2000 ربطة خبز و16 طناً من مادة الطحين، إضافة لثلاثة صهاريج من مياه الشرب و3 صهاريج من مادتي المازوت والبنزين.
واعتدت التنظيمات الإرهابية بعد ظهر أمس بالقذائف على الأحياء السكنية في مدينة درعا ما تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة، وبيّنت مراسلة سانا في درعا أن عدة قذائف أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في مخيم النازحين وبلدة النعيمة سقطت على الأحياء السكنية في أحياء مدينة درعا، وتسببت بدمار كبير في المنازل والبنى التحتية دون وقوع إصابات بين المدنيين، ولفتت إلى أن وحدة من الجيش ردت على مصادر إطلاق القذائف بتوجيه ضربات مدفعية مركّزة أسفرت عن تدمير عدد من منصات إطلاق القذائف وتكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد.
وفي حلب سقطت قذيفة أطلقها إرهابيون يتحصنون في منطقة جمعية الزهراء السكنية على الأطراف الغربية للمدينة على أحد المنازل في حي حلب الجديدة تسببت بإصابة 5 مدنيين بجروح ووقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل وعدد من السيارات المركونة في المنطقة.
وردت وحدة من الجيش على مصدر إطلاق القذيفة عبر رمايات مدفعية مركّزة أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
وفي ريف حمص وخلال عمليات التفتيش عن مخلفات المجموعات الإرهابية في منطقتي السعن وحوش حجو بالريف الشمالي عثرت الجهات المختصة على شبكة أنفاق كان الإرهابيون يستخدمونها للتنقل بين أوكارهم في المنطقة والتسلل للاعتداء على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة في المناطق المجاورة، وتم العثور داخل النفق على عبوات ناسفة وألغام متنوعة وكميات من الذخيرة تركها الإرهابيون قبل إجبارهم على الاستسلام تحت ضغط عمليات الجيش العربي السوري والخروج باتجاه الشمال.
سياسياً، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأزمة في سورية والقضية الفلسطينية ستحتلان المركز الرئيسي في المحادثات المرتقبة اليوم “الأربعاء” بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأردني أيمن الصفدي، وقالت الوزارة في بيان لها أمس: إننا من جانبنا نتخذ خطوات مشتركة مع الجانب الأردني لتيسير عملية الحل السياسي في سورية سواء على أساس ثنائي أو من خلال عملية أستانا، وكذلك في إطار مركز المراقبة الثلاثي للمنطقة الجنوبية لتخفيف التوتر، مشددة على أن المصلحة المشتركة لروسيا والأردن هي في حل الأزمة في سورية.
من جانبه أكد السفير البريطاني السابق في سورية بيتر فورد أن الانتصار العسكري للدولة السورية أضحى واقعاً لا جدال فيه وأن الغرب الذي فشلت مخططاته في سورية لم يعد يملك من الأوراق سوى تأخير موعد إنهاء الحرب عليها.
وأوضح فورد خلال ندوة نظمتها رابطة الحقوقيين الديمقراطيين العالميين على هامش أعمال الدورة الـ 38 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة حالياً في جنيف بعنوان “سورية منظور مختلف” أن على الدول الغربية أن تكون واقعية وأن تقر بأن الدولة السورية تنتصر عسكرياً وتستعيد سيطرتها، مبيناً أن 80 بالمئة من سكان سورية يعيشون تحت كنف الدولة وهؤلاء هم من يقرر مستقبل سورية.
وتطرق فورد خلال الندوة التي أدارتها ممثلة المنظمة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف ميكول سافيا إلى فبركة الهجمات الكيميائية في سورية على مدى سنوات ودور منظمة “الخوذ البيضاء” في هذا الإطار، محذراً من وجود مخططات حالياً في جنوب سورية للتحضير لهجوم آخر تخرجه “الخوذ البيضاء” بهدف خلق ذريعة للتدخل الخارجي ومستذكراً في هذا السياق هجمات خان شيخون وغيرها من المناطق.
كما تناول السفير فورد في مداخلته الخروقات المهنية التي وقعت فيها لجنة التحقيق الدولية ومنها تجاهل جريمة العدوان الثلاثي على سورية التي تقع ضمن ولايتها، وأشار إلى تقرير لجنة التحقيق الدولية الأخير حول الغوطة الشرقية، لافتاً إلى امتلاكه معلومات تفيد بممارسة الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطاً مكثفة من أجل تضمين هذا التقرير اتهامات للدولة السورية باستخدام السلاح الكيميائي، وذلك لقلقها من خروج منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بنتائج لا تتوافق مع أهدافها في إدانة الدولة السورية وعند فشل هذه الضغوط انتقلت واشنطن والدول الحليفة لها لممارسة هذه الضغوط على المنظمة في لاهاي.
بدورهم أوضح المتحدثون الرئيسون في مداخلاتهم بالندوة، وهم إلى جانب فورد ادريس الجزائري المقرر الخاص المعني بتأثير التدابير الأحادية القسرية في حقوق الانسان، وألفريد دي زاياس الخبير المستقل السابق لدى مجلس حقوق الانسان المعني بإقامة نظام دولي ديمقراطي عادل، ويان فيرمون الأمين العام لرابطة الحقوقيين الديمقراطيين، كيف تعرضت الآليات والتقارير الدولية للاستغلال لتوجيه نتائج عملها ضد الجمهورية العربية السورية، وكيف تمت فبركة الأحداث وتسويقها كأدلة تبنى عليها هذه التقارير سعياً لإدانة الدولة السورية، وسلطوا الضوء على المخالفات التي ارتكبتها هذه الآليات وعلى رأسها تجاهل الجرائم التي اقترفتها قوات ما يسمى “التحالف الدولي” وقوات النظام التركي بحق السوريين وصمتها المطبق إزاء إدانة العدوان الثلاثي على سورية، الأمر الذي يطعن بمصداقيتها وموثوقية عملها.
كما تناولت النقاشات تأثير التدابير الأحادية القسرية المفروضة على الشعب السوري وما سببته من تفاقم لمعاناته الإنسانية، وأكد المتحدثون الحق الأصيل للشعب السوري في تحديد مستقبل بلده، وهو حق يضمنه القانون الدولي، كما فنّدت بعض المداخلات التي شهدتها الندوة محاولات قلب تفسير المفاهيم القانونية، واستغلال شعارات حقوق الإنسان من قبل بعض الدول لتنفيذ سياساتها العدوانية.