انتماء وبطولة.. في فعالية “المراسل الحربي كلمة حق وعنوان نصر”
كان للمراسلين الحربيين حضورهم في الحرب السورية من خلال التغطية الإعلامية ومرافقة الجندي في أرض المعركة، وقد احتفى بهم مؤخراً اللقاء الثقافي الشهري (شآم والقلم) عبر فعالية “المراسل الحربي كلمة حق وعنوان نصر” التي أقيمت في ثقافي أبو رمانة وتضمنت شهادات حية من قلب الحدث وتكريم لبعض المراسلين الحربيين(ميس عاقل-شهيدة عجيب- ميشلين عازار- وسام الطير).
عمل طوعي
وقد تحدث مدير موقع “دمشق الآن” وسام الطير عن موقعه قائلا: بدأت فكرة الموقع في بداية 2011 عندما أطلقنا صفحة إخبارية على الفيسبوك ثم أسسنا فريقاً لها بدأ بمتطوع واحد إلى أن أصبح عدد المتطوعين الآن 312 متطوعا، أما اليوم فأصبح لدينا صفحة تعليمية ورياضية وتكنولوجية وصفحات لمختلف المحافظات، وأخيراً حصلنا على توثيق من قبل الفيسبوك، ونحن أول صفحة إخبارية سياسية مؤيدة بشكل واضح للدولة السورية تحصل على هذا التميز، وهذا يعتبر نقلة نوعية باعتبار أننا محظورون في سورية عن أي ميزة من ميزات الفيسبوك، ومازلنا مستمرين في عملنا من خلال سعي دائم ومتطور على جميع منصات التواصل الاجتماعي، ونحاول أن نكسب ثقة الناس ونجذب السوريين والعرب ليأخذوا الخبر الصحيح والدقيق من موقعنا.
أما الإعلامية ميس عاقل مقدمة برنامج “قامات السنديان” فقالت: أنا مراسلة حربية بدأت عملي في الأزمة ورافقت الجيش العربي السوري وأنا لا أستطيع أن أتحدث عني شخصياً، فنحن نعمل كفريق متكامل منذ بداية الأزمة وبدافع شخصي ولم نكن عندها مؤهلين للعمل كمراسلين حربيين، ولم تكن لدينا الخبرة الكافية، ومع ذلك عملنا طوعياً دافعنا إلى ذلك حب الوطن والانتماء إليه، وقد تعرضنا لمواقف صعبة جداً ومواقف إنسانية مؤلمة، وفيما يخص فكرة برنامجها “قامات السنديان” أوضحت عاقل أنها جاءت من أرض المعركة: “عندما كنت أشاهد إصابة العديد من الشباب وكيف تتم عملية الإسعاف وكنت أرافقهم إلى المستشفيات وأشاهد الأهل كيف يتحدثون عن بطولات أبنائهم، أردت إبراز دور هؤلاء الجنود قبل الإصابة وبعدها ومساعدتهم وبالطبع مازلنا نتابعهم من غير مكان حتى آخر المشوار”.
مسؤولية وحب
وانطلقت المراسلة الحربية ميشلين عازار في الحديث عن مهمتها في الحرب من منزل والدها الضابط في الجيش والذي كان بالنسبة لها القدوة والنموذج في حب الوطن والانتماء إليه، ومنه تعلمت الانتماء المطلق لجيشنا، وهذا ماجسدته على أرض الواقع، رغم أنه في بداية الأزمة لم تكن الأمور واضحة ولم نكن نعلم ماذا يحصل وإلى أين نحن ماضون، وكل ما كنا نعرفه أن هناك مؤامرة كبيرة يتعرض لها الوطن والجيش، لكن وبمبادرة شخصية طلبنا أن نكون في الميدان وفي المناطق الساخنة رغم عدم توفر وسائل الأمان والحماية التي يمكن أن تقينا من شر ضربات الإرهاب، وكان نزولنا إلى الميدان يزيدنا حماسة وانتماء وبطولة ونشعر بالفخر تجاه ما يقدمه الجيش السوري، وهذا ما جعل عملنا يتميز على أرض الواقع وتكبر مسؤوليتنا، خصوصاً أن وسائل التواصل كانت تعطينا فرصة أكبر للانتشار، وبكل تقرير نقدمه كنت أسعى أن أعطي الجنود والقادة حقهم لأنهم يقتحمون مناطق ساخنة وخطيرة وكنا نستمد شجاعتنا منهم، فهم سبب صمودنا، وهذا اللقاء يحملني مسؤولية أكبر فسورية انتصرت بفعل جنودها. وتعتبر عازار أن كل مواطن سوري دافع عن وطنه من موقعه.
وقالت مراسلة سانا شهيدة عجيب بأنه لطالما كان هناك التباس فيما يخص اسمي “شهيدة” وأنا كنت دائماً أطلب الشهادة وأتمنى أن أنال هذا الشرف منذ سبع سنوات، ومن النادر أن أكون خارج الميدان وقد دفعني له حب كبير للوطن، وفي البداية كنت أسمع من الناس الكثير من التساؤلات عن سبب تواجدي في الميدان وفي أماكن الخطر، وأقرأ الشفقة في عيونهم وأسمع منهم كلمة “ياحرام” لكن مع الوقت تغيرت هذه النظرة إلى احترام وتقدير وإعجاب، وتحولت الكلمة التي أسمعها إلى “الله يحميك” وكانت تعني لي الكثير، مبينة أنه في هذه الحرب لا فرق بين رجل وامرأة فنحن معاً في التغطيات الصحفية ونتعرض للمخاطر ذاتها، وسلاحنا هو حب الوطن فنحن بدون خبرة أو تدريب، وقد كان ينتابنا في البداية شيء من الخوف والرهبة وقد نكون مغامرين ولكن ما يثلج الصدر أن الإعلام الوطني كان مسموعاً في مناطق المسلحين تحديداً لعدم توفر الكهرباء، وكان هناك توق من الأهالي الموجودين تحت سيطرتهم إلى إعلامنا الوطني، لذلك أنا سعيدة جداً وفخورة بأني شريكة في صناعة هذا التاريخ الجديد لسورية والانتصارات الكبيرة، وفي هذا العز الذي سنتوارثه وسنتحدث عنه وعن كيفية انتصار سورية في وجه العدوان الخطير.
لوردا فوزي