روحاني يحذّر واشنطن من عرقلة صادرات النفط: لن نرضخ للضغوط الخارجية
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني -خلال جولة أوروبية شملت سويسرا والنمسا وهي الأولى له بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي- أن بلاده ستبقى في الاتفاق النووي إذا تحققت مصالحها، مشيراً إلى أن كلام الأميركيين عن سعيهم لخفض الصادرات الإيرانية إلى الصفر هو أمر غير قابل للتطبيق.
وفي كلمة له خلال الملتقى التجاري الإيراني السويسري المشترك المنعقد في مدينة برن أمس، أكّد روحاني أنّ إيران ستظل ملتزمة بالقواعد الدولية، ومنها التعهّدات المهمّة المتعلّقة بعدم الانتشار النووي، كما أنها ستستمر في تعاونها مع المنظمات الدولية، ومن ضمنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولفت إلى أن أساس السياسة الإيرانية هو التعامل البنّاء مع العالم دوماً، وأضاف: “لقد أثبتنا جيداً خلال مرحلة المفاوضات النووية وبعد الاتفاق النووي بأننا ملتزمون بأيّ عهد نبرمه”.
وعن العلاقات السويسرية- الإيرانية، قال روحاني: إن سويسرا وإيران يؤمنان بأن الاتفاق النووي إنجاز سياسي، وإن بقاءه هو لصالح الأمن والسلام العالميين.
ويأتي تصريح روحاني، فيما كشفت معلومات عن اجتماع على المستوى الوزاري يُعقد في فيينا هذا الأسبوع بين إيران والمجموعة الموقّعة على الاتفاق النووي، ما عدا الولايات المتحدة.
وأشار روحاني إلى أن أوروبا أصبحت تعارض الأحادية الأمريكيّة بصوت أعلى، وأضاف: “إن الحفاظ على الاتفاق النووي سيكون لصالح المنطقة والعالم”، معرباً عن أمله في أن يقدّم الاتحاد الأوروبي حزمة مقترحات بشأن الاتفاق خلال الأيام المقبلة.
يذكر أن المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي نوّه إلى أن زيارة روحاني إلى أوروبا من شأنها أن تقدّم حلولاً وتصوّرات أكثر دقة بشأن التعاون بين إيران والدول الأوروبية.
وكان روحاني أكد في كلمة ألقاها أمام حشد من الإيرانيين المقيمين في سويسرا ثبات الشعب الإيراني وإصراره على عدم الرضوخ للضغوط الخارجية، وهو ما أثبتته التجارب على مدى عقود من محاولات الضغط الأمريكية عليه، مشيراً إلى أن واشنطن خرجت بشكل غير منطقي من الاتفاق النووي مع طهران بهدف فرض الضغوط على الشعب الإيراني، وخير دليل على ذلك فرضهم الحظر على واردات ضرورية مثل الأدوية، وأضاف: “إن الأمريكيين يدعون بأنهم يريدون منع صادرات النفط الإيرانية تماماً، وهم في الحقيقة لا يفهمون معنى ما يقولون، لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني أساساً، وإن كانوا يريدون رؤية نتيجة ذلك فليفعلوا ما يدعون”. ودعا روحاني الإيرانيين القاطنين في الخارج إلى لعب دور سفراء للشعب الإيراني والمساعدة في توضيح موقف بلادهم عبر إظهار الحقائق والاستثمار ومواصلة العلاقات العلمية والتجارية مع المواطنين في الداخل.
وفي السياق نفسه، طالب 160 عضواً من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي في رسالة موجّهة إلى رئيس الجمهورية متابعة حقوق الشعب الإيراني بجدّية فيما يتعلق بالاتفاق النووي. وجاء في الرسالة التي تلاها عضو الهيئة الرئاسية في مجلس الشورى علي رضا رحيمي: “إن الحكومة مكلّفة بالدفاع عن حقوق الشعب الإيراني، ويجب عليها أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يتناسب مع المصالح القومية”.
وطالب أعضاء مجلس الشورى رئيس الجمهورية بالعمل بجد وحزم، ومراقبة تصرفات الدول الأوروبية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق.
ومما جاء بالرسالة أيضاً: “نحن ممثلو الشعب نعلن أن الحكومة ملزمة بمتابعة حقوق الشعب الإيراني وألا تترك مجالاً للتسامح بشأنها وعليها، كتنفيذ قانون الرد بالمثل بجد وحزم، وأن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يتناسب والمصالح القومية، وأن تضع نصب عينيها المبادئ والركائز الثلاث للسياسة الخارجية الإيرانية، وهي العزة والحكمة والمصالح الوطنية”.
وحول لقاء مجموعة الخمسة وإيران على المستوى الوزاري لمناقشة الوضع حول خطة العمل الشاملة للبرنامج النووي الإيراني المزمع عقده في فيينا، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: “إن روسيا مستعدة للقاء، ولكن علينا انتظار تصريحات رسمية من وزارات الخارجية الأوروبية”، وشدد على ضرورة إيجاد موقف موحد خلال الاجتماع، وتحليل الوضع حول الاتفاق النووي وحمايته من الانهيار، داعياً إلى ضرورة التوحد حول هذا الموضوع، والحفاظ على هذا الاتفاق، وتوفير دوافع تتيح استمرار العمل القوي لحمايته. وأضاف ريابكوف: “إن هناك بعض التحركات لحماية الشركات والمستثمرين العاملين في إيران، إلا أن هذا غير كاف، ويحتاج إلى جهود إضافية”، مؤكداً على ضرورة إرسال إشارة إلى واشنطن خلال لقاء وزراء الخارجية في فيينا ليعلموا كيف يختلف موقف المشاركين في الاتفاق دون الولايات المتحدة عن نهج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يشار إلى أن ترامب أعلن يوم الثامن من أيار الماضي عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني والذي تم التوصل إليه بين السداسية الدولية التي تضم روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا من جهة وإيران من جهة أخرى في عام 2015.
في الأثناء، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري: “إن العدو يواصل استراتيجية العقوبات والضغوط على إيران لإيجاد انقسام بين الشعب والنظام، لكن هذه العقوبات هي استراتيجية فاشلة”. وفي كلمة له خلال اجتماع قادة القوات البرية في الحرس الثوري بمدينة مشهد، أكد جعفري أن القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني لديها قدرات قتالية عالية وإشراف معلوماتي على المناطق التي تتواجد فيها، ورأى أن الظروف الراهنة تشير إلى أن العدو يمارس تركيبة من كل أنواع الضغوط ضد النظام والشعب في إيران، ولكن الغالبية الساحقة من الشعب الإيراني ملتزمة بالنظام والثورة الإسلامية، مضيفاً: “على المسؤولين أن يثمّنوا هذه النعمة، فمن خلال تجاوز الصعاب والالتزام بالاقتصاد المقاوم والنظرة الثورية لمجريات الأمور يمكن تحقيق النمو والتطور والنجاح في البلاد”.
من جهته، قال قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور: “إنه تم القضاء على 8 مجموعات إرهابية خلال الشهر الماضي في مناطق مختلفة من إيران”.
بالتوازي، قال نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي خلال كلمة له في مدينة كُركان شمال إيران: “إن كل مؤامرات الأعداء تحوّلت إلى نقاط قوة لإيران”، وأضاف: “العدو لم يتصوّر يوماً أن بلادنا ستكون بهذه الدرجة من القوة والعظمة بعد مرور 40 سنة على انتصار ثورتها الإسلامية”.