الجيش يدك تجمعات “النصرة” على اتجاه الجمرك القديم وصيدا الغارية الشرقية تحتفل بالانتصار على الإرهاب.. والحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في ابطع
استكمالاً لعملياتها الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ريف درعا الشرقي وما تبقى من أحياء مدينة درعا لإنهاء الوجود الإرهابي فيها بشكل كامل، وجهت وحدات من الجيش أمس رمايات نارية مركزة ضد أوكار وتجمعات الإرهابيين على اتجاه الجمرك القديم وبلدة صيدا في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي وكبدت إرهابيي النصرة خسائر فادحة في العديد والعتاد، وسط حالة من التخبط والانهيار في صفوفهم وفرار العشرات منهم. في وقت واصلت المجموعات المسلحة المنتشرة في مدينة بصرى الشام تسليم أسلحتها الثقيلة للجيش وذلك في سياق عملية المصالحة الجارية في المدينة. وتأكيداً على دعم المصالحات المحلية واحتفاء بانتصارات أبطال جيشنا على الإرهاب شهدت بلدة الغارية الشرقية تجمعاً شعبياً حاشداً، عبر الأهالي خلاله عن امتنانهم للجيش العربي السوري الذي خلصهم من جرائم التكفيريين، ودعوا المغرر بهم إلى تسوية أوضاعهم والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية، في حين بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في بلدة ابطع بعد تطهيرها من الإرهاب وتأمين الجهات المختصة مستلزمات المواطنين.
وفي التفاصيل، نفذت وحدات الجيش بعد ظهر أمس سلسلة رمايات مدفعية مركزة ضد محاور وتحركات إرهابيي جبهة النصرة وخطوط إمدادها في حي الجمرك القديم جنوب شرق درعا بالتوازي مع عمليات أخرى على محور بلدة صيدا إلى الشرق من درعا بـ 10 كم، بهدف قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين في درعا البلد القادمة من الريف الشرقي والحدود الأردنية وأسفرت الرمايات النارية على المحورين عن تدمير عدد من أوكار الإرهابيين وتكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.
في الأثناء تسلمت وحدة من الجيش دبابة وعربة بي إم بي ومدفعاً عيار 57 مم، وذلك في سياق عملية المصالحة الجارية في مدينة بصرى الشام، وستستمر العملية حتى الانتهاء من استلام جميع العتاد والأسلحة والذخيرة الموجودة بحوزة المجموعات المسلحة.
وبدأت المجموعات المسلحة أول أمس بتسليم أسلحتها حيث سلمت عربتي بي إم بي ودبابة ومدفع هاون عيار 160 مم وذلك بالتوازي مع استمرار العملية العسكرية للجيش ضد التنظيمات الإرهابية في ريف درعا والتي أسفرت حتى الآن عن تحرير العديد من القرى والبلدات بينما انضمت عدة بلدات إلى المصالحات الوطنية كالغارية الشرقية وأم ولد وداعل وابطع وغيرها من القرى والبلدات في الريفين الشمالي والشرقي حيث قام المسلحون بتسليم سلاحهم للجيش العربي السوري وتسوية أوضاعهم.
وتحاول بعض التنظيمات الإرهابية عرقلة التوصل الى مصالحات في ريف درعا وذلك من خلال اعتدائها بالقذائف على المناطق السكنية للضغط على الأهالي واغتيال وجهاء المصالحة. حيث أصيب مدني بجروح أمس جراء تجدد الاعتداءات بالقذائف من قبل المجموعات الإرهابية على المنازل في أحياء عدة من المحافظة. وذكرت مراسلة “سانا” أن عدداً من القذائف أطلقها إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له سقطت بعد ظهر أمس على أحياء السحاري والبانوراما والكاشف والضاحية ما تسبب بإصابة مدني بجروح ووقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات، ولفتت إلى أن وحدة من الجيش ردت على مصادر إطلاق القذائف بتوجيه ضربات مدفعية مركزة أسفرت عن تدمير عدد من المنصات لإطلاق القذائف وتكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد.
في غضون ذلك تجمع المئات من أهالي بلدة الغارية الشرقية في ساحتها رافعين راية الوطن مرددين شعارات وهتافات تدعو إلى الالتفاف حول الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصار تلو الانتصار على التنظيمات الإرهابية المتقهقرة تحت ضربات بواسله في مختلف المناطق التي ابتليت بالإرهاب التكفيري.
وذكر عدد من القادة العسكريين الميدانيين الذين شاركوا الأهالي فرحتهم بالنصر أن وحدات الجيش العربي السوري التي حررت بلدة الغارية الشرقية وغيرها من بلدات ومدن درعا مستمرة في عملياتها العسكرية حتى تطهير كامل التراب السوري من الإرهاب، داعين الأهالي إلى العودة لقراهم ومنازلهم بعد دحر الإرهاب عنها إلى غير رجعة.
وبين عضو لجنة المصالحة محمد الرفاعي أن الجيش العربي السوري وعد وصدق الوعد إنطلاقاً من عقيدته الوطنية فحرر القرى والبلدات ويتابع اجتراح البطولات حتى القضاء على الإرهاب، داعياً كل من حمل السلاح وغرر به إلى العودة لحضن الوطن وتسليم نفسه وسلاحه للجهات المختصة ليعود إلى حياته الطبيعية بين أهله وأبناء وطنه للمساهمة في بناء ما دمره الإرهاب.
وبعد أيام قليلة على طرد الإرهابيين من بلدة إبطع وتسوية أوضاع من رغب بالعودة إلى حضن الوطن يتلمس الزائر للبلدة نبض الحياة وقوة الإرادة لدى أهلها الذين عانوا لسنوات من ظلم وإجرام التنظيمات الإرهابية التي حاولت قتل جذوة الحياة لديهم ومحبتهم لأرضهم ووطنهم. حيث تعود اليوم دورة الحياة الطبيعية إليها والمزارعون يقبضون على معاولهم بأكف اشتاقت لتراب الأرض المجبولة بطهر دماء أريقت دفاعاً عنها ومحبة لأهلها والتزاماً بعقيدة وطنية وقتالية حصنها الجيش العربي السوري بتضحيات رجاله البواسل.
وفور تحرير بلدة ابطع من الإرهاب وانضمامها إلى المصالحة بعد سبع سنوات عجاف عانت فيها القطاعات الزراعية والخدمية من اعتداءات التنظيمات الإرهابية التي عاثت تخريباً وتدميراً وسرقة فيها استنفرت المديريات والمؤسسات الحكومية لإجراء تقييم للأضرار في شبكات ومحطات الكهرباء والمياه وغيرها من البنى التحتية ووضع أولويات احتياجات الفلاحين في المقدمة حيث تم توجيه رئيس مجلس البلدة لاستجرار مخصصات ابطع من الدقيق والمحروقات لإعادة عجلة الإنتاج الزراعي والحيواني الى الدوران.
رئيس مجلس البلدة محمد الحريري أشار إلى أن الدولة كانت حريصة على دعم صمود أهالي البلدة والتخفيف من معاناتهم في ظل انتشار التنظيمات الإرهابية فيها وفي هذا الإطار استمرت محافظة درعا بدعم البلدة خلال سنوات الأزمة بالعمال والمحروقات لقطاع النظافة وبدفع الرواتب للعمال بشكل دوري دون انقطاع مؤكداً أن مجلس البلدة شكل فريق عمل للتعاون مع الدوائر الخدمية في سبيل إعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تأهيل الطرق في البلدة بعد إعادتها إلى حضن الوطن.
وحول ما تم تقديمه بعد أيام قليلة من إعادة الأمن والاستقرار إلى إبطع بين الحريري أن مؤسسة مياه الشرب قامت على الفور بإعادة تأهيل الآبار الموجودة بالبلدة والبالغ عددها 6 آبار وتزويدها بمجموعات توليد الكهرباء ولوحات تحكم وأكبال ومحروقات لتأمين مياه الشرب ضمن المواصفات والجودة المطلوبة كما عملت شركة الكهرباء على تقييم الاضرار التي طالت الشبكة ومراكز التحويل وبدأت بتأمين النواقص لإعادة التيار الكهربائي إلى سابق عهده.
الأهالي المنتسبون أولاً وأخيرا إلى وطنهم بالفطرة السليمة وبقلوب مؤمنة بمحبة الوطن والأرض الطيبة دعوا من تبقى من الشباب الذين غرر بهم ولم ينخرطوا في التسويات التي تتم على مستوى المحافظة إلى الإسراع بالانخراط فيها بعد رمي السلاح وبدء حياة جديدة في كنف الدولة الحريصة على أبنائها ومستقبلهم.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري دخلت السبت الماضي بلدة إبطع وتمت تسوية أوضاع المسلحين بعد أن سلموا أسلحتهم وذخيرتهم إلى الجهات المختصة بالتوازي مع العملية العسكرية التي تخوضها وحدات الجيش من عدة محاور لاستكمال تحرير المحافظة من الإرهاب.
وفي ريف حمص وخلال عمليات التفتيش عن مخلفات المجموعات الإرهابية في منطقة الحولة بالريف الشمالي عثرت الجهات المختصة على أسلحة متنوعة من بينها بنادق وأسلحة متوسطة ومضادات دروع وكميات من الذخائر والعبوات الناسفة.
وعثرت الجهات المختصة خلال الفترة الماضية أثناء تمشيطها المناطق المحررة من المجموعات الإرهابية بريف حمص الشمالي على مستودعات أسلحة وذخائر بعضها غربي وإسرائيلي الصنع كان آخرها أول أمس حيث عثرت على شبكة أنفاق من مخلفات الإرهابيين في منطقتي السعن وحوش حجو كان الإرهابيون يستخدمونها للتنقل بين أوكارهم في المنطقة والتسلل للاعتداء على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة.