خربوطلي ينفي ضرب المواعيد المسبقة مع التقنين.. فهل ولى زمن الانقطاعات دون رجعة؟!
دمشق– نجوى عيدة
عندما تعهدت وزارة الكهرباء بصيف أكثر راحة وبفترات قطع قصيرة قد ترتبط بالظروف الأمنية والأحوال الجوية وليس بعهد تغذية كامل على عكس ما ظن البعض، لم يكن وارداً منذ شهرين أن تضرب “موعداً مسبقاً” مع التقنين الذي فرض نفسه بقوة خلال الفترة الحالية، وبأن الوعود التي صدرت من أروقة الوزارة كانت مؤكدة على أن زمن الانقطاعات وإخماد وهج العدادات الإلكترونية قد ولّى دون رجعة!.
قد يكون من الضروري بمكان تقفي أثر التصريحات الصادرة بهذا الشأن، علّ المتابعة اليومية تفضي إلى نتائج تظهر وزارة الكهرباء في المكان الذي يجب أن تكون فيه لجهة الالتزام أمام المواطن من عدمه، ولأن الأخذ والرد كثُر في هذا الموضوع على “ذمة ” قائل وعلى لسان منقول، استحصلت “البعث” على جواب وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربوطلي الذي أكد أن وزارة الكهرباء لم تصدر أي تصريح رسمي عن إلغاء التقنين بشكل كامل، بل أخذت على عاتقها مهمة مراقبة مرور الصيف كفصل خفيف الظل لا يكون فيه انخفاض الميغات أحد أسباب ارتفاع الحرارة. ومع مقارنة بسيطة أجراها الوزير بين العام الحالي وما سبقه من سنوات حرب، يتضح الفرق بين حجم التقنين الذي كان يصل لمعدل 20 ساعة يومياً في بعض المناطق، وبين العام الحالي الذي شهد تراجعاً ملحوظاً بالتقنين، موضحاً أن الانقطاعات الحاصلة حالياً تعود لأعطال فنية في الآلات الدوارة بمحطات التوليد وهي أعطال طبيعية تحدث في كل البلدان، حيث وصلت ساعات التقنين إلى (2) ببعض المحافظات وساعة واحدة بمناطق أخرى وهي فروقات تعود لطبيعة الخطوط والأحمال، مؤكداً عودة التيار إلى ماكان عليه حال إصلاح العطل. وفي الحديث نفسه أشار خربوطلي إلى توجيه اضطراري بفصل 3 مجموعات نهائياً بسبب أعطال فنية بغية إعادة صيانتها، على أن تعود أول مجموعة للخدمة عند الثانية صباحاً، والمجموعة الثانية بعد 48 ساعة والثالثة بعد 4 أيام.
وتطرق خربوطلي إلى تحدّ ثانٍ تواجهه الوزارة صيفاً كغيرها من نظيراتها في العالم وهو ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤثر سلباً على مردود محطات التوليد 30%. وعلى سبيل المثال مجموعة التوليد التي تبلغ استطاعتها 1000 ميغا تتراجع إلى الـ600 ميغا تحت وطأة أشعة الشمس، ولأن “العشم” كبير بوعي الشارع أمل المهندس خربوطلي باستخدام أكثر عقلانية للكهرباء، لأن تعاون المواطن وترشيده للطاقة –على حدّ تعبيره- يساهم بإلغاء ساعة التقنين الموجودة حالياً، مبدياً تفاؤله بقوة الوزارة والعمال والجيش الذين يعود الفضل لهم في تحسن الطاقة وسيطرة “الكهرباء” على الوضع، إضافة لتوفر الفيول والغاز والدعم المستمر من قبل الحكومة. وأشار الوزير إلى ظروف العمل القاسية والشائكة المحيطة بالعمال والمهندسين، حيث يعملون بدرجات حرارة تتجاوز الـ70 درجة ومشابهة لأفران الصهر، ورغم ذلك هم مصمّمون على إعادة تأهيل المحطات وصيانتها. وبعد تأكيد خربوطلي على عدم توريد أية قطعة تبديل من دولة أوروبية منذ 8 سنوات –كونها بلاد المنشأ لمحطات التوليد– نوه بأن الصيانات التي أجرتها الوزارة كانت بخبرات وكفاءات محلية ووفرت وقتاً وجهداً ومالاً على خزينة الدولة والوزارة.